رسائل الرسول الى العالم لتبليغهم برسالته
بسم الله الرحمن الرحيم
رسائل الرسول صلى الله عليه و سلم إلى زعماء الأمم
لقد كانت الرسالات قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم هى رسالات محلية كل رسول يدعوا قومه
لكن رسالة رسول الله كانت للعالم كله [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ] {سبأ:28}
لذلك اتجه الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلى الدائرة الدولية لتبليغ الرسالة الإسلامية، عقب صلح الحديبية. ليدعو الأمم والشعوب لتعريفهم بالرسالة بأنها عامة لكل الأمم والشعوب فى العالم بأجمعه بينما جميع الرسالات السابقه تختص بالأمم التى أرسل الله اليها فقط
وكانت الإمبراطوريات والدول العظمى في حينه المجاورة للجزيرة العربية هي التالية: الإمبراطورية الرومانية، الإمبراطورية الفارسية، الحبشة، مصر.
لجأ الرسول الكريم إلى أسلوب التبليغ لقادة الإمبراطوريات العالمية الأربع من خلال رسائل بعث بها إلى قادة تلك الإمبراطوريات. وفي تلك الرسائل، أشار عليه الصلاة والسلام، إلى أولئك القادة، بالتعريف انبثاق فجر الدعوة الإسلامية، كما دعاهم إلى الإيمان بوحدانية الله، وبأنه رسول الله إليهم والى كل العالم وصحح لهم حقيقة رسالة المسيح عليه السلام.
ومن يتمعن كلمات تلك الرسائل يلمس أسلوباً للإنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، حتى يومنا هذا.
لم يهدد الرسول بالويل والثبور وعظائم الأمور، أن رفض أولئك القادة مضمون رسالته. بل لجأ عليه الصلاة والسلام، إلى ترديد عبارة (نصيحة) في رسالته إلى النجاشي.
أما في رسائله الثلاث الأخرى إلى هرقل والمقوقس وكسرى، فقد أوضح عليه الصلاة والسلام، بأن عليهم إثم قومهم، أن هم رفضوا دعوته، معنى ذلك، أن حسابهم عند ربهم وليس عند قوات المسلمين، ولا في معارك عسكرية على الأرض.
لقد استطاع الرسول أن يبلغ دعوة التوحيد إلى مملكة فارس، من خلال الرسالة التي بعث بها إلى كسرى. أي أن تبليغ رسالة الإسلام إلى غير المسلمين، تبدأ وتنتهي، بالدعوة السلمية والحوار لا بالعنف ولا بالسيف.
معنى ذلك، أن هذا الأسلوب في نشر الدعوة، وأن لم يترتب عليه إعلان هرقل قبوله بها، فأنه أسهم وإلى حد بعيد، في إحداث هزة عقلية، وعقائدية لدى هرقل.
كما أحدثت جدلاً في أوساط حاشية هرقل، والمعجزة بأن هذه الأمبراطوريات قد أراد لها الله أن تكون دول إسلامية بدعوتها من الرسول وبأن بع موت الرسول تفتح هذه الأمبراطوريات لمنع هيمنة الروم الغزاه على بلاد الشام وعلى مصر فيما بعد.
والمعجزة هى فى بأن إبلاغ الرسائل للبلاد التى ستدخل الأسلام ومعرفة الرسول بذلك :
وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط. وفي رواية: ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً. وفي رواية: فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً أو قال ذمة وصهراً> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قال العلماء: الرحم التي لهم كون هاجر أم إسماعيل منهم.
و <الصهر> : كون مارية أم إبراهيم بن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم منهم.
الحديث رقم:
1785- إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم بتأويل ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى بي ورؤيا أمي التي رأت حين وضعت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام وكذلك أمهات النبيين يرين.
[مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا البَلَاغُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ] {المائدة:99}
[قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ] {الأعراف:158}
[لَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] {النور:46}
[وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ] {يونس:99}
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] {المائدة:105}
55 - وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون
[هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ] {التوبة:33}
من سفر أشعيا:
(تنبأ بأن خالد الوليد المسمى "سيف الله المسلول" سيتغلب على كل من يقابله من الجيوش لقد حارب كلا من الأمبراطوريتين الروم وإلفرس وتغلب عليهما):
13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».
بداية الرسائل:
يقول الإمام الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله في كتابه “خاتم النبيين”،: “اتفق علماء السيرة والصحاح على أن الإرسال إلى الملوك والأمراء كان بعد الحديبية وقبل فتح مكة . ثم يقول: “والذي نختاره أيضاً أن بعض الرسائل كان بعد عمرة القضاء وقبل غزوة مؤتة، وقد روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب قبل مؤتة إلى كسرى وقيصر وإلى النجاشي وإلى كل جبار يدعوهم إلى الإسلام”.
ويذكر الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه “فقه السيرة” نقلاً عن ابن سعد في طبقاته أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست من الهجرة، أرسل الرسائل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، وكتب إليهم كتباً، فقيل: يا رسول الله إن الملوك لا يقرؤون كتاباً إلا مختوماً، فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ خاتماً من فضة نقشه ثلاثة أسطر محمد رسول الله، وختم الكتب به، فخرج ستة نفر في يوم واحد، وذلك في المحرم سنة سبع من الهجرة، وكان كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعثه إليهم.
ويذكر أبو زهرة أن جملة رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم سبعة وهي:
- رسالته إلى هرقل عظيم الروم.
- رسالته إلى كسرى ملك الفرس.
- رسالته إلى النجاشي ملك الحبشة.
- رسالته إلى المقوقس عظيم القبط.
- رسالته إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين.
- رسالته إلى ابني الجلندي ملك عمان.
- رسالته إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة.
رسالته صلى الله عليه و سلم إلى ملك الحبشة
فكان أول رسول بعثه رسول الله هو عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي، فأخذ النجاشي كتاب رسول الله فوضعه على عينه، ونزل من سريره، فجلس على الأرض تواضعاً ثم أسلم وشهد شهادة الحق وقال: لو كنت استطيع أن آتيه لأتيته.
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصخم ملك الحبشة، سلمٌ أنت، فأني أحمد الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت به، فخلقه من روحه، ونفخه كما خلق آدم بيده، وأني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني فأني رسول الله وأني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى.
استجاب النجاشي وأعلن إسلامه وبعث رسالة بذلك إلى النبي الكريم، ولما قرئت الرسالة على مسامع النبي الكريم، قال عبارته المأثورة: اتركوا الحبشة ما تركوكم.
معنى ذلك، أن الرسول ترك مملكة الحبشة، بعد أن أسلم ملكها، دون أي اندماج بينها وبين دولة المسلمين، بل دون أي تعديل في هيكلية مؤسسات تلك المملكة.
رسالته صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم:
وبعث رسول الله دحية بن خليفة الكلبي إلى هرقل الروم، فدفع دحية بكتاب الرسول إلى عظيم بصري، ومنه إلى هرقل، فقرأه هرقل وبعد أن قرأ الكتاب قال لجمع من عظمائه وحاشيته: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وان يثبت لكم ملككم وتتبعوا ما قال عيسى بن مريم؟
قالت الروم: وما ذاك أيها الملك؟ قال: تتبعون هذا النبي العربي، فحاصوا حيصة حمر الوحش، وتناجزوا ورفعوا الصليب، فلما رأى هرقل ذلك منهم يئس من إسلامهم وخاف على نفسه وملكه، فسكتهم وقال: إنما قلت لكم ما قلت لأختبركم ولأنظر كيف صلابتكم في دينكم، فقد رأيت منكم الذي أحببت فسجدوا له.
استشار هرقل أحد المطلعين على الكتب المقدسة والكهنة، فأكدوا له أن محمداً هو النبي المنتظر، قال هرقل لدحي الكلبي حامل الرسالة إليه،: والله أن لأعلم أن صاحبك نبي مرسل، وأنه الذي كنا ننتظر، ونجده في كتبنا، ولكن أخاف الروم على نفسي، ولولا ذلك لاتبعته
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فأني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فأن توليت فأن عليك إثم الأريسيين، و(يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فأن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون
روى الواقدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتاباً إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ، مع شجاع بن وهب ، وأورد نصه. وقد امتعض الحارث ولم يوافق على الإسلام وحشد قواته للزحف على المدينة ، ولكن هرقل تدخل ودعاه إلى إيلياء – بيت المقدس
رسالته صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ملك الفرس:
وبعث الرسول عبد الله بن حذافة إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام وأرسل معه كتاباً، قال: فدفعت إليه الكتاب فقرىء عليه ثم أخذه ومزقه، فلما بلغ ذلك رسول الله قال: مزق الله ملكه، ثم كتب كسرى إلى بأذان عامله باليمن أن ابعث رجلين جلدين إلى هذا الرجل، وكتب إليه معهما كتاباً، فقدما المدينة ودفعا كتاب بأذان إلى النبي، فتبسم رسول الله وقال: ارجعا عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد فأخبركما بما أريد، فجاءاه في الغد فقال الرسول لهما: أبلغا صاحبكما إن ربي قد قتل ربه كسرى في هذه الليلة لسبع ساعات منها، وأن الله سلط عليه ابنه شيرويه فقتله فرجعا إلى بأذان بذلك فأسلم هو والأبناء الذين باليمن.
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله، فأني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فأن أبيت فعليك إثم المجوس.
رد كسرى على الرسالة بموقف دل على حقده وكراهيته للإسلام، وذلك بأن مزق الرسالة المحمدية بغضب وغطرسة واستكباراً. بل تمادى استكباره بأن أرسل إلى ملك اليمن الحليف له، يطلب فيها منه، أن يأسر محمداً ويرسله إليه، إلى كسرى.
لم يصدر عن الرسول الكريم أي تهديد بالرد العسكري، ضد كسرى ومملكته، حين تناهى إليه ـ إلى الرسول ـ رد كسرى. وهذا يعني بكل وضوح، أن الرسول كان يهمه تبليغ الدعوة، إلى جانب عدم إهدار الطاقات الإسلامية البشرية في الدولة الوطنية الإسلامية.
لقد استطاع الرسول أن يبلغ دعوة التوحيد إلى مملكة فارس، من خلال الرسالة التي بعث بها إلى كسرى. أي أن تبليغ رسالة الإسلام إلى غير المسلمين، تبدأ وتنتهي، بالدعوة السلمية والحوار لا بالعنف ولا بالسيف.
رسالة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام للمقوقس حاكم مصر:
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فأني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فان توليت فأن عليك إثم القبط، (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فأن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون.
رد المقوقس على كتاب رسول الله وذلك بعد عدة لقاءات مع حاطب بن أبي بلتعة، حامل الرسالة النبوية إلى المقوقس، الذي شرح خلالها مبادئ الإسلام، وأسس رسالة التوحيد إلى المقوقس، ونبوة الرسول الكريم ودلالاتها. كتب المقوقس إلى الرسول محمد بالرسالة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم، لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي، وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وكسوة، وأهديت إليك بغلة لتركبها، والسلام عليك.
كان رد المقوقس أن أمر بمعاملة حامل الرسالة النبوية إليه، بمنتهى الأدب، فهو لم يدخل في دين الإسلام، كما لم يتصرف بالتهديد والوعيد. على العكس من ذلك، عبر عن احترامه للرسول، وللدعوة الجديدة.وبأنه يعلم بأن نبيا قد بقى وعبر عن ذلك برسالته إلى الرسول الكريم، كما بعث بهدية عبارة عن جاريتين إحداهما ماري القبطية، وكان إهداء جارية في ذلك العصر دليل التقدير والاحترام.
ولقد تعامل الرسول محمد مع (هدية) المقوقس، بالمبادئ النبوية الإسلامية، وهو أن تزوج من ماري. كما تزوج الصحابي حسان بن ثابت الجارية الثانية، وتدعى شيرين.
وهذا الرد المحمدي على هدية المقوقس، يمثل قمة التعامل الإنساني الذي يجسد عظمة المبادئ الإسلامية في الحياة الدنيوية.
لم يتعامل الرسول محمد مع ماري القبطية، معاملة متعة، أو (هدية). بل أدخلها إلى نسبه، وأعطاها اسمه الكريم حين جعلها زوجة له، كذلك فعل حسان بن ثابت مع الجارية الثانية.
بسم الله الرحمن الرحيم
رسائل الرسول صلى الله عليه و سلم إلى زعماء الأمم
لقد كانت الرسالات قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم هى رسالات محلية كل رسول يدعوا قومه
لكن رسالة رسول الله كانت للعالم كله [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ] {سبأ:28}
لذلك اتجه الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلى الدائرة الدولية لتبليغ الرسالة الإسلامية، عقب صلح الحديبية. ليدعو الأمم والشعوب لتعريفهم بالرسالة بأنها عامة لكل الأمم والشعوب فى العالم بأجمعه بينما جميع الرسالات السابقه تختص بالأمم التى أرسل الله اليها فقط
وكانت الإمبراطوريات والدول العظمى في حينه المجاورة للجزيرة العربية هي التالية: الإمبراطورية الرومانية، الإمبراطورية الفارسية، الحبشة، مصر.
لجأ الرسول الكريم إلى أسلوب التبليغ لقادة الإمبراطوريات العالمية الأربع من خلال رسائل بعث بها إلى قادة تلك الإمبراطوريات. وفي تلك الرسائل، أشار عليه الصلاة والسلام، إلى أولئك القادة، بالتعريف انبثاق فجر الدعوة الإسلامية، كما دعاهم إلى الإيمان بوحدانية الله، وبأنه رسول الله إليهم والى كل العالم وصحح لهم حقيقة رسالة المسيح عليه السلام.
ومن يتمعن كلمات تلك الرسائل يلمس أسلوباً للإنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، حتى يومنا هذا.
لم يهدد الرسول بالويل والثبور وعظائم الأمور، أن رفض أولئك القادة مضمون رسالته. بل لجأ عليه الصلاة والسلام، إلى ترديد عبارة (نصيحة) في رسالته إلى النجاشي.
أما في رسائله الثلاث الأخرى إلى هرقل والمقوقس وكسرى، فقد أوضح عليه الصلاة والسلام، بأن عليهم إثم قومهم، أن هم رفضوا دعوته، معنى ذلك، أن حسابهم عند ربهم وليس عند قوات المسلمين، ولا في معارك عسكرية على الأرض.
لقد استطاع الرسول أن يبلغ دعوة التوحيد إلى مملكة فارس، من خلال الرسالة التي بعث بها إلى كسرى. أي أن تبليغ رسالة الإسلام إلى غير المسلمين، تبدأ وتنتهي، بالدعوة السلمية والحوار لا بالعنف ولا بالسيف.
معنى ذلك، أن هذا الأسلوب في نشر الدعوة، وأن لم يترتب عليه إعلان هرقل قبوله بها، فأنه أسهم وإلى حد بعيد، في إحداث هزة عقلية، وعقائدية لدى هرقل.
كما أحدثت جدلاً في أوساط حاشية هرقل، والمعجزة بأن هذه الأمبراطوريات قد أراد لها الله أن تكون دول إسلامية بدعوتها من الرسول وبأن بع موت الرسول تفتح هذه الأمبراطوريات لمنع هيمنة الروم الغزاه على بلاد الشام وعلى مصر فيما بعد.
والمعجزة هى فى بأن إبلاغ الرسائل للبلاد التى ستدخل الأسلام ومعرفة الرسول بذلك :
وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: <إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط. وفي رواية: ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً. وفي رواية: فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً أو قال ذمة وصهراً> رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قال العلماء: الرحم التي لهم كون هاجر أم إسماعيل منهم.
و <الصهر> : كون مارية أم إبراهيم بن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم منهم.
الحديث رقم:
1785- إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم بتأويل ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى بي ورؤيا أمي التي رأت حين وضعت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام وكذلك أمهات النبيين يرين.
[مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا البَلَاغُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ] {المائدة:99}
[قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ] {الأعراف:158}
[لَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] {النور:46}
[وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ] {يونس:99}
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] {المائدة:105}
55 - وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون
[هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ] {التوبة:33}
من سفر أشعيا:
(تنبأ بأن خالد الوليد المسمى "سيف الله المسلول" سيتغلب على كل من يقابله من الجيوش لقد حارب كلا من الأمبراطوريتين الروم وإلفرس وتغلب عليهما):
13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».
بداية الرسائل:
يقول الإمام الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله في كتابه “خاتم النبيين”،: “اتفق علماء السيرة والصحاح على أن الإرسال إلى الملوك والأمراء كان بعد الحديبية وقبل فتح مكة . ثم يقول: “والذي نختاره أيضاً أن بعض الرسائل كان بعد عمرة القضاء وقبل غزوة مؤتة، وقد روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب قبل مؤتة إلى كسرى وقيصر وإلى النجاشي وإلى كل جبار يدعوهم إلى الإسلام”.
ويذكر الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه “فقه السيرة” نقلاً عن ابن سعد في طبقاته أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست من الهجرة، أرسل الرسائل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، وكتب إليهم كتباً، فقيل: يا رسول الله إن الملوك لا يقرؤون كتاباً إلا مختوماً، فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ خاتماً من فضة نقشه ثلاثة أسطر محمد رسول الله، وختم الكتب به، فخرج ستة نفر في يوم واحد، وذلك في المحرم سنة سبع من الهجرة، وكان كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعثه إليهم.
ويذكر أبو زهرة أن جملة رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم سبعة وهي:
- رسالته إلى هرقل عظيم الروم.
- رسالته إلى كسرى ملك الفرس.
- رسالته إلى النجاشي ملك الحبشة.
- رسالته إلى المقوقس عظيم القبط.
- رسالته إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين.
- رسالته إلى ابني الجلندي ملك عمان.
- رسالته إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة.
رسالته صلى الله عليه و سلم إلى ملك الحبشة
فكان أول رسول بعثه رسول الله هو عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي، فأخذ النجاشي كتاب رسول الله فوضعه على عينه، ونزل من سريره، فجلس على الأرض تواضعاً ثم أسلم وشهد شهادة الحق وقال: لو كنت استطيع أن آتيه لأتيته.
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصخم ملك الحبشة، سلمٌ أنت، فأني أحمد الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت به، فخلقه من روحه، ونفخه كما خلق آدم بيده، وأني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني فأني رسول الله وأني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى.
استجاب النجاشي وأعلن إسلامه وبعث رسالة بذلك إلى النبي الكريم، ولما قرئت الرسالة على مسامع النبي الكريم، قال عبارته المأثورة: اتركوا الحبشة ما تركوكم.
معنى ذلك، أن الرسول ترك مملكة الحبشة، بعد أن أسلم ملكها، دون أي اندماج بينها وبين دولة المسلمين، بل دون أي تعديل في هيكلية مؤسسات تلك المملكة.
رسالته صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم:
وبعث رسول الله دحية بن خليفة الكلبي إلى هرقل الروم، فدفع دحية بكتاب الرسول إلى عظيم بصري، ومنه إلى هرقل، فقرأه هرقل وبعد أن قرأ الكتاب قال لجمع من عظمائه وحاشيته: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وان يثبت لكم ملككم وتتبعوا ما قال عيسى بن مريم؟
قالت الروم: وما ذاك أيها الملك؟ قال: تتبعون هذا النبي العربي، فحاصوا حيصة حمر الوحش، وتناجزوا ورفعوا الصليب، فلما رأى هرقل ذلك منهم يئس من إسلامهم وخاف على نفسه وملكه، فسكتهم وقال: إنما قلت لكم ما قلت لأختبركم ولأنظر كيف صلابتكم في دينكم، فقد رأيت منكم الذي أحببت فسجدوا له.
استشار هرقل أحد المطلعين على الكتب المقدسة والكهنة، فأكدوا له أن محمداً هو النبي المنتظر، قال هرقل لدحي الكلبي حامل الرسالة إليه،: والله أن لأعلم أن صاحبك نبي مرسل، وأنه الذي كنا ننتظر، ونجده في كتبنا، ولكن أخاف الروم على نفسي، ولولا ذلك لاتبعته
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فأني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فأن توليت فأن عليك إثم الأريسيين، و(يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فأن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون
روى الواقدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتاباً إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ، مع شجاع بن وهب ، وأورد نصه. وقد امتعض الحارث ولم يوافق على الإسلام وحشد قواته للزحف على المدينة ، ولكن هرقل تدخل ودعاه إلى إيلياء – بيت المقدس
رسالته صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ملك الفرس:
وبعث الرسول عبد الله بن حذافة إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام وأرسل معه كتاباً، قال: فدفعت إليه الكتاب فقرىء عليه ثم أخذه ومزقه، فلما بلغ ذلك رسول الله قال: مزق الله ملكه، ثم كتب كسرى إلى بأذان عامله باليمن أن ابعث رجلين جلدين إلى هذا الرجل، وكتب إليه معهما كتاباً، فقدما المدينة ودفعا كتاب بأذان إلى النبي، فتبسم رسول الله وقال: ارجعا عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد فأخبركما بما أريد، فجاءاه في الغد فقال الرسول لهما: أبلغا صاحبكما إن ربي قد قتل ربه كسرى في هذه الليلة لسبع ساعات منها، وأن الله سلط عليه ابنه شيرويه فقتله فرجعا إلى بأذان بذلك فأسلم هو والأبناء الذين باليمن.
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله، فأني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فأن أبيت فعليك إثم المجوس.
رد كسرى على الرسالة بموقف دل على حقده وكراهيته للإسلام، وذلك بأن مزق الرسالة المحمدية بغضب وغطرسة واستكباراً. بل تمادى استكباره بأن أرسل إلى ملك اليمن الحليف له، يطلب فيها منه، أن يأسر محمداً ويرسله إليه، إلى كسرى.
لم يصدر عن الرسول الكريم أي تهديد بالرد العسكري، ضد كسرى ومملكته، حين تناهى إليه ـ إلى الرسول ـ رد كسرى. وهذا يعني بكل وضوح، أن الرسول كان يهمه تبليغ الدعوة، إلى جانب عدم إهدار الطاقات الإسلامية البشرية في الدولة الوطنية الإسلامية.
لقد استطاع الرسول أن يبلغ دعوة التوحيد إلى مملكة فارس، من خلال الرسالة التي بعث بها إلى كسرى. أي أن تبليغ رسالة الإسلام إلى غير المسلمين، تبدأ وتنتهي، بالدعوة السلمية والحوار لا بالعنف ولا بالسيف.
رسالة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام للمقوقس حاكم مصر:
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فأني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فان توليت فأن عليك إثم القبط، (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فأن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون.
رد المقوقس على كتاب رسول الله وذلك بعد عدة لقاءات مع حاطب بن أبي بلتعة، حامل الرسالة النبوية إلى المقوقس، الذي شرح خلالها مبادئ الإسلام، وأسس رسالة التوحيد إلى المقوقس، ونبوة الرسول الكريم ودلالاتها. كتب المقوقس إلى الرسول محمد بالرسالة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم، لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي، وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وكسوة، وأهديت إليك بغلة لتركبها، والسلام عليك.
كان رد المقوقس أن أمر بمعاملة حامل الرسالة النبوية إليه، بمنتهى الأدب، فهو لم يدخل في دين الإسلام، كما لم يتصرف بالتهديد والوعيد. على العكس من ذلك، عبر عن احترامه للرسول، وللدعوة الجديدة.وبأنه يعلم بأن نبيا قد بقى وعبر عن ذلك برسالته إلى الرسول الكريم، كما بعث بهدية عبارة عن جاريتين إحداهما ماري القبطية، وكان إهداء جارية في ذلك العصر دليل التقدير والاحترام.
ولقد تعامل الرسول محمد مع (هدية) المقوقس، بالمبادئ النبوية الإسلامية، وهو أن تزوج من ماري. كما تزوج الصحابي حسان بن ثابت الجارية الثانية، وتدعى شيرين.
وهذا الرد المحمدي على هدية المقوقس، يمثل قمة التعامل الإنساني الذي يجسد عظمة المبادئ الإسلامية في الحياة الدنيوية.
لم يتعامل الرسول محمد مع ماري القبطية، معاملة متعة، أو (هدية). بل أدخلها إلى نسبه، وأعطاها اسمه الكريم حين جعلها زوجة له، كذلك فعل حسان بن ثابت مع الجارية الثانية.
Wed Feb 10, 2016 7:30 am by Hossam Masri
» الشيخ الشعراوى(كيف يحبك الله)
Mon Feb 01, 2016 8:26 am by Hossam Masri
» الشيخ الشعراوى.اذا اردت ان يستجيب الله دعاءك
Mon Feb 01, 2016 8:20 am by Hossam Masri
» للطمأنينة وهدوء النفس والسعادة .. الشيخ الشعراوي.
Mon Feb 01, 2016 8:16 am by Hossam Masri
» الفيس بوك (( الإسلام بكل لغات العالم )) Islam in all languages of the world
Sat May 09, 2015 11:09 am by Hossam Masri
» حدث جلل : ترتيب علامات الساعه الكبرى
Thu Feb 19, 2015 7:44 pm by Hossam Masri
» 6 علامات تؤكد حب الله لك
Wed Feb 18, 2015 4:54 am by Hossam Masri
» تفسير سورة يوسف للشيخ محمد متولي الشعراوي ١من٢
Tue Feb 10, 2015 12:06 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الذاريات كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 12:04 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الرحمن كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 12:02 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الواقعة كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 11:58 am by Hossam Masri
» الموعظة الحسنة مبروك عطية
Sat Jan 31, 2015 9:11 am by Hossam Masri
» أتحداك اذا لم تدمع عيناك . قصة وفاة الرسول
Wed Jan 28, 2015 9:34 am by Hossam Masri
» فيلم وثائقي يشرح حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
Wed Jan 28, 2015 8:54 am by Hossam Masri
» بالفيديو.. اللاعب الألمانى دانى بلوم يعتنق الإسلام
Tue Jan 27, 2015 1:53 am by Hossam Masri
» د.عُمر عبد الكافي - محاضرة - وجاء الاسلام
Sun Jan 25, 2015 6:06 pm by Hossam Masri
» الآباء والمراهقون .. تجارب عملية
Sun Jan 25, 2015 10:22 am by Hossam Masri
» مشكلات المراهقة وعلاجها
Sun Jan 25, 2015 10:19 am by Hossam Masri
» المراهقة: خصائص المرحلة ومشكلاتها
Sun Jan 25, 2015 10:17 am by Hossam Masri
» كيف تعاملين ابنتك المراهقة..
Sun Jan 25, 2015 10:13 am by Hossam Masri
» الاسلام والاعاقة العقلية
Sun Jan 25, 2015 10:06 am by Hossam Masri
» الخمر والمخدرات افة المجتمع
Sun Jan 25, 2015 10:01 am by Hossam Masri
» الدمج والتاهيل المهنى لذوى الاعاقة
Sun Jan 25, 2015 9:59 am by Hossam Masri
» غريزة الشهوة والمراهقة وطرق التربية الجنسية الصحيحة
Sun Jan 25, 2015 9:54 am by Hossam Masri
» MoreThan 69 Miracles of ISLAM, that none can Deny .
Mon Jan 19, 2015 9:17 pm by Hossam Masri
» معجزة الشفاء
Mon Jan 19, 2015 8:10 pm by Hossam Masri
» وعد النبي محمد (ص) للمسيحيين
Mon Jan 19, 2015 8:02 pm by Hossam Masri
» الخمر واللذة.. ونفس الداعية
Mon Jan 19, 2015 7:57 pm by Hossam Masri
» نزاهة العمل الخيرى
Mon Jan 19, 2015 7:53 pm by Hossam Masri
» نصيحة محب
Mon Jan 19, 2015 7:49 pm by Hossam Masri
» همسة فى أُذن الشباب
Mon Jan 19, 2015 7:46 pm by Hossam Masri
» الإنسانية قبل التدين الحبيب على الجفرى
Mon Jan 19, 2015 7:43 pm by Hossam Masri
» الأسئلة العشرة.. إلى فلاسفتنا ومثقفينا
Mon Jan 19, 2015 7:40 pm by Hossam Masri
» يا شيخ.. أختلف مع حضرتك
Mon Jan 19, 2015 12:49 pm by Hossam Masri
» أوقفوا الكراهية
Mon Jan 19, 2015 12:46 pm by Hossam Masri
» الفرق بين المسلم والإسلامى
Mon Jan 19, 2015 12:40 pm by Hossam Masri
» اللحية والجلباب
Mon Jan 19, 2015 12:36 pm by Hossam Masri
» كن صادقاً-----
Mon Jan 19, 2015 12:30 pm by Hossam Masri
» فقط للعقلاء
Mon Jan 19, 2015 12:25 pm by Hossam Masri
» كلمة التوحيد وإسلام الأمم السابقة
Mon Jan 19, 2015 11:30 am by Hossam Masri
» الحلقة الثالثة : قصص الانسان فى القران "اصحاب الاخدود"
Mon Jan 19, 2015 10:09 am by Hossam Masri
» "الحلقة الثانية: قصص الانسان فى القران "اصحاب الاخدود
Mon Jan 19, 2015 10:07 am by Hossam Masri
» قصص الانسان فى القران قصة اصحاب الاخدود
Mon Jan 19, 2015 10:05 am by Hossam Masri
» Did Islam spread by the sword?
Sun Jan 18, 2015 1:23 am by Hossam Masri
» الدليل المصور الموجز لفهم الإسلام
Sun Jan 18, 2015 1:18 am by Hossam Masri
» Salat - Prayer? Or What? How? When?
Sun Jan 18, 2015 1:12 am by Hossam Masri
» الآن! عرف اصدقاءك بالاسلام هذه الصفحة مخصصة لمساعدة أصدقائكم من غير المسلمين عن طريقكم بدعوتهم إلى التعرف على الإسلام بأحد السُبل والخيارات التالية:
Sun Jan 18, 2015 1:05 am by Hossam Masri
» Ceux qui ont cru et n’ont point entaché leur foi de quelque polythéisme
Sun Jan 18, 2015 1:01 am by Hossam Masri
» Guide du converti musulman: Ta foi (Allah, Anges, Livres, Prophètes, Jour dernier et destin)
Sun Jan 18, 2015 12:59 am by Hossam Masri
» የ ነብያቺን ሳላላሁ አለይህ ዋሳላም ስራ (ህይወት ታሪክ)ክፍል አስራ ሁለት
Sun Jan 18, 2015 12:47 am by Hossam Masri
» የ ነብያቺን ሳላላሁ አለይህ ዋሳላም ስራ (ህይወት ታሪክ)ክፍል አስራ ሰባት
Sun Jan 18, 2015 12:44 am by Hossam Masri
» Seerah 4- Characteristics of thé Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:40 am by Hossam Masri
» Seerah 3 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:36 am by Hossam Masri
» Seerah 2 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:31 am by Hossam Masri
» Seerah 1 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sat Jan 17, 2015 11:57 pm by Hossam Masri
» أقوال المشاهير في محمد بن عبد الله prophet mohammed
Fri Jan 16, 2015 3:33 pm by Hossam Masri
» كيف أنصف الغرب الإسلام والرسول الكريم.. علماء غربيون ومستشرقون شهدوا بعظمة النبى محمد وسماحته.. الأمريكى مايكل هارت اختاره على رأس قائمة أهم 100 شخصية مؤثرة فى التاريخ.. و"لامارتين": عبقريته لا تقارن
Fri Jan 16, 2015 3:30 pm by Hossam Masri
» غضب عارم بالعالم الإسلامى من رسومات "شارلى إبدو" المسيئة للرسول.. تؤجج مشاعر الكراهية وتتحدى مشاعر المسلمين..
Fri Jan 16, 2015 3:19 pm by Hossam Masri
» Does God know future?
Mon Jan 12, 2015 4:40 am by Hossam Masri
» Knowing Allah through His creations
Mon Jan 12, 2015 4:37 am by Hossam Masri
» Belief (Iman) in Allah Almighty
Mon Jan 12, 2015 4:22 am by Hossam Masri
» الإيمان بالله تعالى
Mon Jan 12, 2015 4:20 am by Hossam Masri
» La foi en Dieu
Mon Jan 12, 2015 4:19 am by Hossam Masri
» Qui est Allah؟
Mon Jan 12, 2015 4:17 am by Hossam Masri
» バイブルによるイエス神格性の否定(7/7):神とイエスは二つの異なる存在である
Mon Jan 12, 2015 4:15 am by Hossam Masri
» لماذا خلق الله الشيطان؟ للشيخ الشعراوى
Mon Jan 12, 2015 4:12 am by Hossam Masri
» كيف تكون مستجاب الدعاء...... الشعراوى.
Mon Jan 12, 2015 4:00 am by Hossam Masri
» علاج القلق والخوف ووسوسة الشيطان..للشيخ الشعراوى
Mon Jan 12, 2015 3:59 am by Hossam Masri
» وصفة الشيخ الشعراوي للتغلب على الشهوات
Mon Jan 12, 2015 3:58 am by Hossam Masri
» هكذا كان محمد الأب.. والسيد العابد هكذا كان محمد الأب.. والسيد العابد
Sun Jan 11, 2015 12:43 pm by Hossam Masri
» حقيقة ليلة القدر التي أخفتها وكالة ناسا منذ 10سنوات حتى لايسلم العالم!
Sun Jan 11, 2015 12:13 pm by Hossam Masri
» Dr. Brown amazing Story - أعجوبة جعلت أشهر طبيب بأمريكا يتحول من الإلحاد إلى الإسلام
Sat Jan 10, 2015 8:10 am by Hossam Masri
» هذا هو الإسلام الحقيقي | The Real Islam
Sat Jan 10, 2015 8:07 am by Hossam Masri
» \\\\\\\\\\\\ محمد رسول الله صل الله عليه وسلم) Muhammad is the messenger of Allah peace be upon him)
Tue Jan 06, 2015 4:10 am by Hossam Masri
» طالبة أمريكية مسلمة جعلت قسيسا يتخبط من سؤال واحد-A question by a student made a priest mumble
Tue Jan 06, 2015 2:43 am by Hossam Masri
» على طريق الله الشيطان - مصطفى حسني
Sun Jan 04, 2015 2:38 am by Hossam Masri
» فيديو هيغير حياتك لو شوفته بجد
Sun Jan 04, 2015 2:32 am by Hossam Masri
» معجزة الشفاء
Sun Jan 04, 2015 1:53 am by Hossam Masri
» أهل الجنة - الحلقة - المتفائل - مصطفى حسني
Sun Jan 04, 2015 1:45 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» كيف تكون عبدا صالحا - صالح المغامسي
Fri Jan 02, 2015 7:06 pm by Hossam Masri
» كنوز حسن الظن بالله - صالح المغامسي
Fri Jan 02, 2015 7:04 pm by Hossam Masri
» الكنز المفقود حسن الظن بالله
Fri Jan 02, 2015 7:03 pm by Hossam Masri
» من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
Fri Jan 02, 2015 7:01 pm by Hossam Masri
» أهل الجنة الراضي - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:58 pm by Hossam Masri
» على طريق الله - - الأمل في الله - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:56 pm by Hossam Masri
» أحبك ربي - - الصلاة - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:55 pm by Hossam Masri
» للطلاب عن الامتحانات والمذاكرة
Fri Jan 02, 2015 6:54 pm by Hossam Masri