المُحْسِن سبحانه هو الذي له كمال الحُسن في أسمائه وصفاته وأفعاله، كما قال تعالى في كتابه: {اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه:8] .. فلا شيء أكمل ولا أجمل من الله، فكل كمال وجمال في المخلوق من آثار صنعته، وهو الذي لا يُحَد كماله ولا يوصَف جلاله، ولا يحصي أحدٌ من خلقه ثناءً عليه، بل هو كما أثنى على نفسه ..alt
ليس في أفعاله عبث ولا في أوامره سفه، بل أفعاله كلها لا تخرج عن الحكمة والمصلحة والعدل والفضل والرحمة .. إن أعطى فبفضله ورحمته، وإن منع أو عاقب فبعدله وحكمته، وهو الذي أحسن كل شيء خلقه فأتقن صنعه وأبدع كونه وهداه لغايته وأحسن إلى خلقه بعموم نعمه وشمول كرمه وسعة رزقه على الرغم من مخالفة أكثرهم لأمره ونهيه ..
وأحسن إلي المؤمنين فوعدهم الحسني وعاملهم بفضله، وأحسن إلى من أساء فأمهله ثم حاسبه بعدله.
alt
الدليل على ثبوت الاسم في السُّنَّة النبويـة
اسم الله المحسن لم يرد في القرآن الكريم ولكنه ورد في السنة النبوية مطلقًا يفيد المدح والثناء على الله بنفسه، فقد ورد عند الطبراني وصححه الألباني من حديث أنس alt: أن رسول الله alt قال "إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا؛ فإن الله محسنٌ يحب المحسنين" [السلسلة الصحيحة (469)].
وكذلك ورد من حديث شداد بن أوس alt أنه قال: حفظت من رسول الله alt اثنتين قال "إن الله محسنٌ يحب الإحسان، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ثمَّ لْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ" [رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع (1824)]
alt
معنى الإحســان في اللغة والاصطلاح
الحُسْنُ نقيض القُبْح، وحَسَّنتُ الشيء تحسِينًا، أي: زيَّنْتُه وأحْسنتُ إليه وبه.
والإحسان يدورحول ثلاثة معاني:
1) التزيين ..
2) الإنعام على الغيــر .. كما يُقال: أحْسَنَ إلى فلان.
3) الإحســان في الفعل .. وذلك إذا عَلِمَ عِلْمًا حَسنًا، أو عَمِلَ عملاَ حسنًا.
وعلى هذا قول أمير المؤمنين علي alt "الناسُ أبناء ما يحسنون"، أي: مَنسوبون إلى ما يَعْلمون ويَعْملون من الأفعال الحسنة.
والإحسانُ: أن يُعطي أكثر مما عليه، ويأخذ أقلَّ مما له،،
alt
قال المناوي: "الإحسان: إسلامٌ ظاهِر، يقيمه إيمانٌ باطن، يكمله إحسانٌ شهوديِ" [التوقيف على مهمات التعاريف (1:40)]
فمنزلة الإحسان أعلى من منزلة الإسلام والإيمان .. وتتحقق بأن يستشعر المرء وجود الله سبحانه وتعالى وقُربه منه في جميع أعماله، أو أن يستشعر رؤية الله alt له وهي منزلة المراقبة.
alt
قال أبو البقاء الكفوي في كتابه (الكليات) "الإحسان: هو فعل (الإنسان) ما ينفع غيره بحيث يصير الغير حسنًا به كإطعام الجائع، أو يصير الفاعل به حسنًا بنفسه" [الكليات (1:60)]
ويقول الفيروزآبادي "الإِحسان من أَفضل منازل العبوديّة؛ لأَنه لبّ الإِيمان ورُوحُه وكمالُه. وجميع المنازل منطويةٌ فيها .. قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم "الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّك تَرَاهُ" [رواه مسلم]" [بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (2:465)]
alt
درجـــات الإحســان
وقد لخَّص الإمام ابن القيم الإحسان في ثلاث درجات:
1) الإحسان في القصد .. 2) والإحسان في الأحوال .. 3) والإحسان في الوقت ..
الدرجة الأولى : الإحسان في القصد .. بتهذيبه علمًا، وإبرامه عزمًا، وتصفيته حالاً ..
أي: الإحسان في النية، بتنقيتها من الشوائب بألا يكون هناك للنفس أي حظ من عمله .. ويجعل قصده رضــا ربِّه alt فقط ..
ولن تتمكَّن من إصلاح نيتك إلا بالعلم، الذي يكون من خلال:
1) علمٌ بالله سبحانه وتعالى .. 2) علمٌ بصحة الطريـــق .. 3) علمٌ بالجزاء عند ربِّ العالمين ..
وبعد أن تتعلَّم تلك الأمور، التي تُمَثِل الدافع لك للسير على الدرب والإحسان فيه ..
يصدق في العزم على القيـــام بالأعمال الصالحة .. لينال ثوابها، ويهدد نفسه لأن لم تفعل المطلوب ليكونن لها بالمرصــاد ..
وعلامة العزيمة الصادقة: النشاط في العمل .. أما الفتور فهو دليل على عدم الصدق،،
وتصفيــة الحــال .. بتنقية القلب من شوائبه وآفـاته عن طريــق الإكثــار من الاستغفــار.
فإذا أردت أن تصل إلى هذه المنزلة العظمى عند الله تعالى وتصير من المحسنين: عليك أن تراعي تصفيـــة حالك ونيتك ..
وإذا وجدت الأمور تتعثر، فاتهم نيتك .. فإنما يتعثر من لم يُخْلِص،،
alt
الدرجة الثانية: الإحسان في الأحوال .. وهو أن تراعيها غيرةً، وتسترها تظرفًا، وتصححها تحقيقًا .. يريد بمراعاتها: حفظها وصونها غيرةً عليها أن تحول، فإنها تمرُّ مرَّ السحاب، فإن لم يرع حقوقها حالت ..
فتغــار على قلبك أن يتلف أو يفسد بعد أن وصل إليه الإيمان؛ لأنه لو تقلَّب بعدما ذاق ربما ينتكس إنتكاسة لا يعود بعدها أبدًا .. وتستر أحوالك الإيمانية عن الناس، ولا تريد أن يطلِّع عليها أحدًا سوى الله سبحانه وتعالى ..
ويصحح أحواله بحيث يتحقق بأنه على الدرب الصحيح؛ لأن الأحوال مواهب وقد تكون من تلبيس إبليس على النفس في بعض الأحيان .. كالذي يبكي في الصلاة ويظن أن بكاءه كان من خشية الله، ثمَّ فور إنتهاءه من الصلاة يعود لمعاصيه ولا يراعي نظر الله تعالى إليه .. فحينها يعلم أنه كان حال مغرور، أما الحــال الصادق فسيورث صاحبه الخشية.
alt
الدرجة الثالثة: الإحسان في الوقت .. وهو أن لا تزايل المشاهدة أبدًا ولا تخلط بهمتك أحدًا، وتجعل هجرتك إلى الحق سرمدًا.
المعنى: أن تعلق همتك بالحق وحده ولا تعلق همتك بأحدٍ غيره .. أي تحافظ على وقتك؛ لأن وقتك هو رأس مالك وستُسأل عنه .. فتَغيِر أن يضيع هذا الوقت دون الوصول.
alt
معنى الاسم في حق الله تعالى
قال القرطبي عن اسم الله المُحْسِن أن "معناه راجعٌ إلى معنى المُفْضِل وذي الفَضل والمنَّان والوهَّاب" [الكتاب الأسنى (2:414)]
وقال المُناوي في قوله alt "إن الله محسنٌ .."، أي "الإحسان له وصفٌ لازمٌ، لا يخلو موجودٌ عن إحسانه طَرْفةَ عين، فلابدَّ لكل مُكوَّن من إحسانه إليه بنعمة الإيجاد ونعمة الإمداد" [فيض القدير (2:264)]
فالله سبحانه وتعالى أحسنَ إلى جميع الخلق بنعمة الإيجـاد والإمداد، وأنعم على المؤمنين بنعمة أخرى وهي نعمة الهدايـــة،،
والمؤمن يستشعر إحسان الله سبحانه وتعالى به عندما يخرجه من سجن الشهوات إلى عز الطاعة ..
ومن سجن الخطايا إلى فرج التوبة ..
مصداقًا لقوله alt على لسان نبيه يوسف {.. وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ..} [يوسف: 100]
alt
أنـواع فضل الله تعالى وإحسانه على الخلق
وللأقليشي توسعٌ جميل في بيان الجود والفضل والإحسان وأنواعه على الخلق، إذ يقول: وذلك ينحصر في ثلاثة أقسام:
1) قاعدة .. 2) وواسطة .. 3) ومُتممة.
أما القاعدة: فتشتمل من الإحسان والمن على ثلاث شعب:
1) إخراجه من عدمٍ إلى وجود .. بمقتضى صفة الكرم والجــود .. قال alt { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان: 1]
2) بعد خلقه تصويره في صورة آدم عليه السلام .. وهي أحسن الصور .. قال تعالى {.. وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ..} [غافر: 64]
3) جَعْلُه إيـاه عاقلاً، لا معتوهًا ولا سفيهًا .. حتى يمتاز عن سائر الحيوانات .. قال تعالى { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 3]
alt
أما الواسطة فهي للقسمين رابطة، ويشتمل من الإحسان والإنعام والمنِّ على ستِ شُعَب:
1) هدايته إيـــاه للإسلام .. وهذا أعظم الإحسان والإنعام، وهو المراد بما ذُكِرَ في القرآن من الهدى والنور، والشَّرح للصدور، وغير ذلك من هذا النوع.
2) جَعَله من أمة محمد alt .. خير الأنبياء وخير الأمم، قال تعالى { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ..} [آل عمران: 110]، أي: كنتم في الغيب حتى خرجتم إلى الوجود على وفاق العلم.
3) إحسانه إليه بأن حفظ كتابه العظيم حتى يكون مُعبِّرًا عن كلام ربِّه بلسانه، وراغبًا إليه بجنابه .. وهذا من أعظم إحسانه، كما قال ابن عباس في تفسير قول الله alt {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، إنه القرآن.
4) عَلَّمه بعد حفظه من معانيه، ومن شريعة نبيه alt، ومن حقائق علمه أثرًا ونظرًا .. وقد قال تعالى {.. يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ..} [المجادلة: 11] .. وأعظم العلم؛ العلم بالقرآن، فكل ما شغلك عن القرآن فهو مشغلة.
5) ما أحسنَ به إليه، وأنعم عليه من: العمل بما عَلِم .. وهذا هو ثمرة العلم، وقد قال تعالى {.. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ..} [فاطر: 28].
6) إحسانه إليه وتوفيقه حتى يَنْشرَ ما علم في عباده .. ويكون نور بلاده، يُستضاءُ بسراجه، ويُقْتفَى واضحَ منهاجه ..
alt
وأما المتممة: فهو ما أنعمَ به عليه، وأحسنَ إليه، من إظهار عوارف وإدرار لطائف، شرفَ بها نوعه، وأكمل بها وصفه، ويشتمل على أربع شُعَب:
1) ما أنعم به عليه من: كمال الصورة، واعتدال الخِلقة، وفصاحة اللسان، وسلامة الهيئة من تشوهٍ أو نقص عضوٍ .. وهذه نعمة من الله عليه ومن لطفه به.
2) ما أنعم به عليه: من انتظام الحال واتساع المال .. حتى لا يحتاج إلى أحدٍ من الخلق في اكتساب الرزق، ويحتاج إليه غيره، فيعُمهم خيره .. وهذه نعمةٌ يجب شكرها، إذ ليس كل أحدٍ يُعطاها.
3) ما أنعم به عليه: من عُصبة وعشيرة .. وهي الرفقة الصالحة التي تأخذ بيده وتحوطه من وراءه وهي مرآة لنفسه؛ فتبصره بعيوبه وتكن عونًا له على الطريق.
4) ما يُنعم به عليه من المرأة الصالحة الموافقة، فتسكن إليها نفسه .. وقد قال رسول الله alt "إنما الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني (1855)]
5) ما أنعم عليه من صحة الجسم وفراغ البـال .. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ alt "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ؛ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ" [صحيح البخاري]
alt
حظ المؤمن من اسم الله تعالى المُحْسِن
المنزلة الأولى: الإحســان مع الله تعالى ..
يقول الله تعالى { وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ..} [القصص: 77] .. راقب ربَّك الوهاب المنَّان المُنْعِم عليك في كل وقتك، ولا تنس ذلك ..
والطريق لأن تكون محسنًا مع ربِّكَ alt .. يبدأ بـــ::
1) الإخلاص .. وذلك بأن تضع الآخرة نُصب عينيك، تذكَّر دائمًا أبدًا أن هناك جنَّة ونــار وأن الموت آتيـــك لا محالة.
2) التوازن بين متطلبات الحيــاة والسير إلى الآخرة .. فاعطِ كل ذي حقٍ حقه .. فعليك أن تُحْسِنَ في طلب الحلال، كما أحسنَ إليكَ في الإحلال .. وعليك أن تعمل في الدنيا للآخرة؛ حتى تبلغ هذا المقام.
3) إتقــان العبـــادة .. عن أبي ذرٍّ alt قال : "أوصاني خليلي alt أنْ أخشى الله كأنِّي أراهُ، فإنْ لم أكن أراه، فإنَّهُ يراني" [جامع العلوم والحكم (4:49)] .. فتحتاج أن تتعلم الفقه؛ لكي تكون عبادتك على هدي النبي alt .. وغيرها من العلوم التي تعينك على الإحسان في عبادتك لله تعالى.
4) المراقبـــة .. لذلك حينما سُئِل النبي alt عن الإحسان، قال "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" [رواه مسلم]
5) الشكر لله تعالى .. فهل جزاء كل تلك النِعَم التي أحسن الله تعالى عليك بها إلا الشكر له سبحانه؟
6) مواجهة المُلِمات بالصبـــر عليها .. قال تعالى {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [هود: 115]
7) مجـــاهدة النفس .. بكظم الغيظ ومحاربة الشُح وكبح شهوة الانتقـــام، يقول الله تعالى {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] .. فمجاهدة النفس لتحقيق تلك الأمور، من علامات إحســان العبــد.
8) الجهــاد في سبيل الله .. كما في قول الله alt {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]
alt
المنزلة الثانيـــة: الإحســان إلى الخلق ..
1) بتعليمهم ما ينفعهم في دينهم، ويكون سببًا في نجاتهم في الدنيــا والآخرة .. من علوم الكتاب والسُّنَّة وفقه السلف، وإرشادهم إلى طرق الخيرات والقربات، وتحذيرهم مسالك الشر والهلكات .. يقول الله سبحانه وتعالى { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]
2) حُسن معاملة الضعفاء منهم .. كالإحسان إلى اليتيم، يقول الله تعالى {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..} [الأنعام: 152]
3) دفع الخصومـة والخلافـــات .. يقول الله alt {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] ..
فأحْسِن تعاملك مع الخلق، بداية من رد السلام إلى آخر ما جاء به الإسلام ..
ولا تعامل الناس بمعاملاتهم، وإنما عاملهم بما تحب أن يعاملوك به وبما تحب أن يراك الله عليه ..
alt
وإذا وصلت إلى منزلة الإحسان مع الله ومع الخلق، فأبشِر بخيري الدنيــا والآخرة ..
فــ {.. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]
وأبشِر بالفردوس الأعلى؛ فإنها مثوى المحسنين .. { لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر: 34]
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المحسنين،،
alt
ليس في أفعاله عبث ولا في أوامره سفه، بل أفعاله كلها لا تخرج عن الحكمة والمصلحة والعدل والفضل والرحمة .. إن أعطى فبفضله ورحمته، وإن منع أو عاقب فبعدله وحكمته، وهو الذي أحسن كل شيء خلقه فأتقن صنعه وأبدع كونه وهداه لغايته وأحسن إلى خلقه بعموم نعمه وشمول كرمه وسعة رزقه على الرغم من مخالفة أكثرهم لأمره ونهيه ..
وأحسن إلي المؤمنين فوعدهم الحسني وعاملهم بفضله، وأحسن إلى من أساء فأمهله ثم حاسبه بعدله.
alt
الدليل على ثبوت الاسم في السُّنَّة النبويـة
اسم الله المحسن لم يرد في القرآن الكريم ولكنه ورد في السنة النبوية مطلقًا يفيد المدح والثناء على الله بنفسه، فقد ورد عند الطبراني وصححه الألباني من حديث أنس alt: أن رسول الله alt قال "إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا؛ فإن الله محسنٌ يحب المحسنين" [السلسلة الصحيحة (469)].
وكذلك ورد من حديث شداد بن أوس alt أنه قال: حفظت من رسول الله alt اثنتين قال "إن الله محسنٌ يحب الإحسان، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ثمَّ لْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ" [رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع (1824)]
alt
معنى الإحســان في اللغة والاصطلاح
الحُسْنُ نقيض القُبْح، وحَسَّنتُ الشيء تحسِينًا، أي: زيَّنْتُه وأحْسنتُ إليه وبه.
والإحسان يدورحول ثلاثة معاني:
1) التزيين ..
2) الإنعام على الغيــر .. كما يُقال: أحْسَنَ إلى فلان.
3) الإحســان في الفعل .. وذلك إذا عَلِمَ عِلْمًا حَسنًا، أو عَمِلَ عملاَ حسنًا.
وعلى هذا قول أمير المؤمنين علي alt "الناسُ أبناء ما يحسنون"، أي: مَنسوبون إلى ما يَعْلمون ويَعْملون من الأفعال الحسنة.
والإحسانُ: أن يُعطي أكثر مما عليه، ويأخذ أقلَّ مما له،،
alt
قال المناوي: "الإحسان: إسلامٌ ظاهِر، يقيمه إيمانٌ باطن، يكمله إحسانٌ شهوديِ" [التوقيف على مهمات التعاريف (1:40)]
فمنزلة الإحسان أعلى من منزلة الإسلام والإيمان .. وتتحقق بأن يستشعر المرء وجود الله سبحانه وتعالى وقُربه منه في جميع أعماله، أو أن يستشعر رؤية الله alt له وهي منزلة المراقبة.
alt
قال أبو البقاء الكفوي في كتابه (الكليات) "الإحسان: هو فعل (الإنسان) ما ينفع غيره بحيث يصير الغير حسنًا به كإطعام الجائع، أو يصير الفاعل به حسنًا بنفسه" [الكليات (1:60)]
ويقول الفيروزآبادي "الإِحسان من أَفضل منازل العبوديّة؛ لأَنه لبّ الإِيمان ورُوحُه وكمالُه. وجميع المنازل منطويةٌ فيها .. قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم "الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّك تَرَاهُ" [رواه مسلم]" [بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (2:465)]
alt
درجـــات الإحســان
وقد لخَّص الإمام ابن القيم الإحسان في ثلاث درجات:
1) الإحسان في القصد .. 2) والإحسان في الأحوال .. 3) والإحسان في الوقت ..
الدرجة الأولى : الإحسان في القصد .. بتهذيبه علمًا، وإبرامه عزمًا، وتصفيته حالاً ..
أي: الإحسان في النية، بتنقيتها من الشوائب بألا يكون هناك للنفس أي حظ من عمله .. ويجعل قصده رضــا ربِّه alt فقط ..
ولن تتمكَّن من إصلاح نيتك إلا بالعلم، الذي يكون من خلال:
1) علمٌ بالله سبحانه وتعالى .. 2) علمٌ بصحة الطريـــق .. 3) علمٌ بالجزاء عند ربِّ العالمين ..
وبعد أن تتعلَّم تلك الأمور، التي تُمَثِل الدافع لك للسير على الدرب والإحسان فيه ..
يصدق في العزم على القيـــام بالأعمال الصالحة .. لينال ثوابها، ويهدد نفسه لأن لم تفعل المطلوب ليكونن لها بالمرصــاد ..
وعلامة العزيمة الصادقة: النشاط في العمل .. أما الفتور فهو دليل على عدم الصدق،،
وتصفيــة الحــال .. بتنقية القلب من شوائبه وآفـاته عن طريــق الإكثــار من الاستغفــار.
فإذا أردت أن تصل إلى هذه المنزلة العظمى عند الله تعالى وتصير من المحسنين: عليك أن تراعي تصفيـــة حالك ونيتك ..
وإذا وجدت الأمور تتعثر، فاتهم نيتك .. فإنما يتعثر من لم يُخْلِص،،
alt
الدرجة الثانية: الإحسان في الأحوال .. وهو أن تراعيها غيرةً، وتسترها تظرفًا، وتصححها تحقيقًا .. يريد بمراعاتها: حفظها وصونها غيرةً عليها أن تحول، فإنها تمرُّ مرَّ السحاب، فإن لم يرع حقوقها حالت ..
فتغــار على قلبك أن يتلف أو يفسد بعد أن وصل إليه الإيمان؛ لأنه لو تقلَّب بعدما ذاق ربما ينتكس إنتكاسة لا يعود بعدها أبدًا .. وتستر أحوالك الإيمانية عن الناس، ولا تريد أن يطلِّع عليها أحدًا سوى الله سبحانه وتعالى ..
ويصحح أحواله بحيث يتحقق بأنه على الدرب الصحيح؛ لأن الأحوال مواهب وقد تكون من تلبيس إبليس على النفس في بعض الأحيان .. كالذي يبكي في الصلاة ويظن أن بكاءه كان من خشية الله، ثمَّ فور إنتهاءه من الصلاة يعود لمعاصيه ولا يراعي نظر الله تعالى إليه .. فحينها يعلم أنه كان حال مغرور، أما الحــال الصادق فسيورث صاحبه الخشية.
alt
الدرجة الثالثة: الإحسان في الوقت .. وهو أن لا تزايل المشاهدة أبدًا ولا تخلط بهمتك أحدًا، وتجعل هجرتك إلى الحق سرمدًا.
المعنى: أن تعلق همتك بالحق وحده ولا تعلق همتك بأحدٍ غيره .. أي تحافظ على وقتك؛ لأن وقتك هو رأس مالك وستُسأل عنه .. فتَغيِر أن يضيع هذا الوقت دون الوصول.
alt
معنى الاسم في حق الله تعالى
قال القرطبي عن اسم الله المُحْسِن أن "معناه راجعٌ إلى معنى المُفْضِل وذي الفَضل والمنَّان والوهَّاب" [الكتاب الأسنى (2:414)]
وقال المُناوي في قوله alt "إن الله محسنٌ .."، أي "الإحسان له وصفٌ لازمٌ، لا يخلو موجودٌ عن إحسانه طَرْفةَ عين، فلابدَّ لكل مُكوَّن من إحسانه إليه بنعمة الإيجاد ونعمة الإمداد" [فيض القدير (2:264)]
فالله سبحانه وتعالى أحسنَ إلى جميع الخلق بنعمة الإيجـاد والإمداد، وأنعم على المؤمنين بنعمة أخرى وهي نعمة الهدايـــة،،
والمؤمن يستشعر إحسان الله سبحانه وتعالى به عندما يخرجه من سجن الشهوات إلى عز الطاعة ..
ومن سجن الخطايا إلى فرج التوبة ..
مصداقًا لقوله alt على لسان نبيه يوسف {.. وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ..} [يوسف: 100]
alt
أنـواع فضل الله تعالى وإحسانه على الخلق
وللأقليشي توسعٌ جميل في بيان الجود والفضل والإحسان وأنواعه على الخلق، إذ يقول: وذلك ينحصر في ثلاثة أقسام:
1) قاعدة .. 2) وواسطة .. 3) ومُتممة.
أما القاعدة: فتشتمل من الإحسان والمن على ثلاث شعب:
1) إخراجه من عدمٍ إلى وجود .. بمقتضى صفة الكرم والجــود .. قال alt { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان: 1]
2) بعد خلقه تصويره في صورة آدم عليه السلام .. وهي أحسن الصور .. قال تعالى {.. وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ..} [غافر: 64]
3) جَعْلُه إيـاه عاقلاً، لا معتوهًا ولا سفيهًا .. حتى يمتاز عن سائر الحيوانات .. قال تعالى { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 3]
alt
أما الواسطة فهي للقسمين رابطة، ويشتمل من الإحسان والإنعام والمنِّ على ستِ شُعَب:
1) هدايته إيـــاه للإسلام .. وهذا أعظم الإحسان والإنعام، وهو المراد بما ذُكِرَ في القرآن من الهدى والنور، والشَّرح للصدور، وغير ذلك من هذا النوع.
2) جَعَله من أمة محمد alt .. خير الأنبياء وخير الأمم، قال تعالى { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ..} [آل عمران: 110]، أي: كنتم في الغيب حتى خرجتم إلى الوجود على وفاق العلم.
3) إحسانه إليه بأن حفظ كتابه العظيم حتى يكون مُعبِّرًا عن كلام ربِّه بلسانه، وراغبًا إليه بجنابه .. وهذا من أعظم إحسانه، كما قال ابن عباس في تفسير قول الله alt {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، إنه القرآن.
4) عَلَّمه بعد حفظه من معانيه، ومن شريعة نبيه alt، ومن حقائق علمه أثرًا ونظرًا .. وقد قال تعالى {.. يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ..} [المجادلة: 11] .. وأعظم العلم؛ العلم بالقرآن، فكل ما شغلك عن القرآن فهو مشغلة.
5) ما أحسنَ به إليه، وأنعم عليه من: العمل بما عَلِم .. وهذا هو ثمرة العلم، وقد قال تعالى {.. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ..} [فاطر: 28].
6) إحسانه إليه وتوفيقه حتى يَنْشرَ ما علم في عباده .. ويكون نور بلاده، يُستضاءُ بسراجه، ويُقْتفَى واضحَ منهاجه ..
alt
وأما المتممة: فهو ما أنعمَ به عليه، وأحسنَ إليه، من إظهار عوارف وإدرار لطائف، شرفَ بها نوعه، وأكمل بها وصفه، ويشتمل على أربع شُعَب:
1) ما أنعم به عليه من: كمال الصورة، واعتدال الخِلقة، وفصاحة اللسان، وسلامة الهيئة من تشوهٍ أو نقص عضوٍ .. وهذه نعمة من الله عليه ومن لطفه به.
2) ما أنعم به عليه: من انتظام الحال واتساع المال .. حتى لا يحتاج إلى أحدٍ من الخلق في اكتساب الرزق، ويحتاج إليه غيره، فيعُمهم خيره .. وهذه نعمةٌ يجب شكرها، إذ ليس كل أحدٍ يُعطاها.
3) ما أنعم به عليه: من عُصبة وعشيرة .. وهي الرفقة الصالحة التي تأخذ بيده وتحوطه من وراءه وهي مرآة لنفسه؛ فتبصره بعيوبه وتكن عونًا له على الطريق.
4) ما يُنعم به عليه من المرأة الصالحة الموافقة، فتسكن إليها نفسه .. وقد قال رسول الله alt "إنما الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني (1855)]
5) ما أنعم عليه من صحة الجسم وفراغ البـال .. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ alt "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ؛ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ" [صحيح البخاري]
alt
حظ المؤمن من اسم الله تعالى المُحْسِن
المنزلة الأولى: الإحســان مع الله تعالى ..
يقول الله تعالى { وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ..} [القصص: 77] .. راقب ربَّك الوهاب المنَّان المُنْعِم عليك في كل وقتك، ولا تنس ذلك ..
والطريق لأن تكون محسنًا مع ربِّكَ alt .. يبدأ بـــ::
1) الإخلاص .. وذلك بأن تضع الآخرة نُصب عينيك، تذكَّر دائمًا أبدًا أن هناك جنَّة ونــار وأن الموت آتيـــك لا محالة.
2) التوازن بين متطلبات الحيــاة والسير إلى الآخرة .. فاعطِ كل ذي حقٍ حقه .. فعليك أن تُحْسِنَ في طلب الحلال، كما أحسنَ إليكَ في الإحلال .. وعليك أن تعمل في الدنيا للآخرة؛ حتى تبلغ هذا المقام.
3) إتقــان العبـــادة .. عن أبي ذرٍّ alt قال : "أوصاني خليلي alt أنْ أخشى الله كأنِّي أراهُ، فإنْ لم أكن أراه، فإنَّهُ يراني" [جامع العلوم والحكم (4:49)] .. فتحتاج أن تتعلم الفقه؛ لكي تكون عبادتك على هدي النبي alt .. وغيرها من العلوم التي تعينك على الإحسان في عبادتك لله تعالى.
4) المراقبـــة .. لذلك حينما سُئِل النبي alt عن الإحسان، قال "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" [رواه مسلم]
5) الشكر لله تعالى .. فهل جزاء كل تلك النِعَم التي أحسن الله تعالى عليك بها إلا الشكر له سبحانه؟
6) مواجهة المُلِمات بالصبـــر عليها .. قال تعالى {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [هود: 115]
7) مجـــاهدة النفس .. بكظم الغيظ ومحاربة الشُح وكبح شهوة الانتقـــام، يقول الله تعالى {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] .. فمجاهدة النفس لتحقيق تلك الأمور، من علامات إحســان العبــد.
8) الجهــاد في سبيل الله .. كما في قول الله alt {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]
alt
المنزلة الثانيـــة: الإحســان إلى الخلق ..
1) بتعليمهم ما ينفعهم في دينهم، ويكون سببًا في نجاتهم في الدنيــا والآخرة .. من علوم الكتاب والسُّنَّة وفقه السلف، وإرشادهم إلى طرق الخيرات والقربات، وتحذيرهم مسالك الشر والهلكات .. يقول الله سبحانه وتعالى { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]
2) حُسن معاملة الضعفاء منهم .. كالإحسان إلى اليتيم، يقول الله تعالى {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..} [الأنعام: 152]
3) دفع الخصومـة والخلافـــات .. يقول الله alt {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] ..
فأحْسِن تعاملك مع الخلق، بداية من رد السلام إلى آخر ما جاء به الإسلام ..
ولا تعامل الناس بمعاملاتهم، وإنما عاملهم بما تحب أن يعاملوك به وبما تحب أن يراك الله عليه ..
alt
وإذا وصلت إلى منزلة الإحسان مع الله ومع الخلق، فأبشِر بخيري الدنيــا والآخرة ..
فــ {.. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]
وأبشِر بالفردوس الأعلى؛ فإنها مثوى المحسنين .. { لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر: 34]
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المحسنين،،
alt
Wed Feb 10, 2016 7:30 am by Hossam Masri
» الشيخ الشعراوى(كيف يحبك الله)
Mon Feb 01, 2016 8:26 am by Hossam Masri
» الشيخ الشعراوى.اذا اردت ان يستجيب الله دعاءك
Mon Feb 01, 2016 8:20 am by Hossam Masri
» للطمأنينة وهدوء النفس والسعادة .. الشيخ الشعراوي.
Mon Feb 01, 2016 8:16 am by Hossam Masri
» الفيس بوك (( الإسلام بكل لغات العالم )) Islam in all languages of the world
Sat May 09, 2015 11:09 am by Hossam Masri
» حدث جلل : ترتيب علامات الساعه الكبرى
Thu Feb 19, 2015 7:44 pm by Hossam Masri
» 6 علامات تؤكد حب الله لك
Wed Feb 18, 2015 4:54 am by Hossam Masri
» تفسير سورة يوسف للشيخ محمد متولي الشعراوي ١من٢
Tue Feb 10, 2015 12:06 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الذاريات كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 12:04 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الرحمن كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 12:02 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الواقعة كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 11:58 am by Hossam Masri
» الموعظة الحسنة مبروك عطية
Sat Jan 31, 2015 9:11 am by Hossam Masri
» أتحداك اذا لم تدمع عيناك . قصة وفاة الرسول
Wed Jan 28, 2015 9:34 am by Hossam Masri
» فيلم وثائقي يشرح حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
Wed Jan 28, 2015 8:54 am by Hossam Masri
» بالفيديو.. اللاعب الألمانى دانى بلوم يعتنق الإسلام
Tue Jan 27, 2015 1:53 am by Hossam Masri
» د.عُمر عبد الكافي - محاضرة - وجاء الاسلام
Sun Jan 25, 2015 6:06 pm by Hossam Masri
» الآباء والمراهقون .. تجارب عملية
Sun Jan 25, 2015 10:22 am by Hossam Masri
» مشكلات المراهقة وعلاجها
Sun Jan 25, 2015 10:19 am by Hossam Masri
» المراهقة: خصائص المرحلة ومشكلاتها
Sun Jan 25, 2015 10:17 am by Hossam Masri
» كيف تعاملين ابنتك المراهقة..
Sun Jan 25, 2015 10:13 am by Hossam Masri
» الاسلام والاعاقة العقلية
Sun Jan 25, 2015 10:06 am by Hossam Masri
» الخمر والمخدرات افة المجتمع
Sun Jan 25, 2015 10:01 am by Hossam Masri
» الدمج والتاهيل المهنى لذوى الاعاقة
Sun Jan 25, 2015 9:59 am by Hossam Masri
» غريزة الشهوة والمراهقة وطرق التربية الجنسية الصحيحة
Sun Jan 25, 2015 9:54 am by Hossam Masri
» MoreThan 69 Miracles of ISLAM, that none can Deny .
Mon Jan 19, 2015 9:17 pm by Hossam Masri
» معجزة الشفاء
Mon Jan 19, 2015 8:10 pm by Hossam Masri
» وعد النبي محمد (ص) للمسيحيين
Mon Jan 19, 2015 8:02 pm by Hossam Masri
» الخمر واللذة.. ونفس الداعية
Mon Jan 19, 2015 7:57 pm by Hossam Masri
» نزاهة العمل الخيرى
Mon Jan 19, 2015 7:53 pm by Hossam Masri
» نصيحة محب
Mon Jan 19, 2015 7:49 pm by Hossam Masri
» همسة فى أُذن الشباب
Mon Jan 19, 2015 7:46 pm by Hossam Masri
» الإنسانية قبل التدين الحبيب على الجفرى
Mon Jan 19, 2015 7:43 pm by Hossam Masri
» الأسئلة العشرة.. إلى فلاسفتنا ومثقفينا
Mon Jan 19, 2015 7:40 pm by Hossam Masri
» يا شيخ.. أختلف مع حضرتك
Mon Jan 19, 2015 12:49 pm by Hossam Masri
» أوقفوا الكراهية
Mon Jan 19, 2015 12:46 pm by Hossam Masri
» الفرق بين المسلم والإسلامى
Mon Jan 19, 2015 12:40 pm by Hossam Masri
» اللحية والجلباب
Mon Jan 19, 2015 12:36 pm by Hossam Masri
» كن صادقاً-----
Mon Jan 19, 2015 12:30 pm by Hossam Masri
» فقط للعقلاء
Mon Jan 19, 2015 12:25 pm by Hossam Masri
» كلمة التوحيد وإسلام الأمم السابقة
Mon Jan 19, 2015 11:30 am by Hossam Masri
» الحلقة الثالثة : قصص الانسان فى القران "اصحاب الاخدود"
Mon Jan 19, 2015 10:09 am by Hossam Masri
» "الحلقة الثانية: قصص الانسان فى القران "اصحاب الاخدود
Mon Jan 19, 2015 10:07 am by Hossam Masri
» قصص الانسان فى القران قصة اصحاب الاخدود
Mon Jan 19, 2015 10:05 am by Hossam Masri
» Did Islam spread by the sword?
Sun Jan 18, 2015 1:23 am by Hossam Masri
» الدليل المصور الموجز لفهم الإسلام
Sun Jan 18, 2015 1:18 am by Hossam Masri
» Salat - Prayer? Or What? How? When?
Sun Jan 18, 2015 1:12 am by Hossam Masri
» الآن! عرف اصدقاءك بالاسلام هذه الصفحة مخصصة لمساعدة أصدقائكم من غير المسلمين عن طريقكم بدعوتهم إلى التعرف على الإسلام بأحد السُبل والخيارات التالية:
Sun Jan 18, 2015 1:05 am by Hossam Masri
» Ceux qui ont cru et n’ont point entaché leur foi de quelque polythéisme
Sun Jan 18, 2015 1:01 am by Hossam Masri
» Guide du converti musulman: Ta foi (Allah, Anges, Livres, Prophètes, Jour dernier et destin)
Sun Jan 18, 2015 12:59 am by Hossam Masri
» የ ነብያቺን ሳላላሁ አለይህ ዋሳላም ስራ (ህይወት ታሪክ)ክፍል አስራ ሁለት
Sun Jan 18, 2015 12:47 am by Hossam Masri
» የ ነብያቺን ሳላላሁ አለይህ ዋሳላም ስራ (ህይወት ታሪክ)ክፍል አስራ ሰባት
Sun Jan 18, 2015 12:44 am by Hossam Masri
» Seerah 4- Characteristics of thé Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:40 am by Hossam Masri
» Seerah 3 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:36 am by Hossam Masri
» Seerah 2 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:31 am by Hossam Masri
» Seerah 1 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sat Jan 17, 2015 11:57 pm by Hossam Masri
» أقوال المشاهير في محمد بن عبد الله prophet mohammed
Fri Jan 16, 2015 3:33 pm by Hossam Masri
» كيف أنصف الغرب الإسلام والرسول الكريم.. علماء غربيون ومستشرقون شهدوا بعظمة النبى محمد وسماحته.. الأمريكى مايكل هارت اختاره على رأس قائمة أهم 100 شخصية مؤثرة فى التاريخ.. و"لامارتين": عبقريته لا تقارن
Fri Jan 16, 2015 3:30 pm by Hossam Masri
» غضب عارم بالعالم الإسلامى من رسومات "شارلى إبدو" المسيئة للرسول.. تؤجج مشاعر الكراهية وتتحدى مشاعر المسلمين..
Fri Jan 16, 2015 3:19 pm by Hossam Masri
» Does God know future?
Mon Jan 12, 2015 4:40 am by Hossam Masri
» Knowing Allah through His creations
Mon Jan 12, 2015 4:37 am by Hossam Masri
» Belief (Iman) in Allah Almighty
Mon Jan 12, 2015 4:22 am by Hossam Masri
» الإيمان بالله تعالى
Mon Jan 12, 2015 4:20 am by Hossam Masri
» La foi en Dieu
Mon Jan 12, 2015 4:19 am by Hossam Masri
» Qui est Allah؟
Mon Jan 12, 2015 4:17 am by Hossam Masri
» バイブルによるイエス神格性の否定(7/7):神とイエスは二つの異なる存在である
Mon Jan 12, 2015 4:15 am by Hossam Masri
» لماذا خلق الله الشيطان؟ للشيخ الشعراوى
Mon Jan 12, 2015 4:12 am by Hossam Masri
» كيف تكون مستجاب الدعاء...... الشعراوى.
Mon Jan 12, 2015 4:00 am by Hossam Masri
» علاج القلق والخوف ووسوسة الشيطان..للشيخ الشعراوى
Mon Jan 12, 2015 3:59 am by Hossam Masri
» وصفة الشيخ الشعراوي للتغلب على الشهوات
Mon Jan 12, 2015 3:58 am by Hossam Masri
» هكذا كان محمد الأب.. والسيد العابد هكذا كان محمد الأب.. والسيد العابد
Sun Jan 11, 2015 12:43 pm by Hossam Masri
» حقيقة ليلة القدر التي أخفتها وكالة ناسا منذ 10سنوات حتى لايسلم العالم!
Sun Jan 11, 2015 12:13 pm by Hossam Masri
» Dr. Brown amazing Story - أعجوبة جعلت أشهر طبيب بأمريكا يتحول من الإلحاد إلى الإسلام
Sat Jan 10, 2015 8:10 am by Hossam Masri
» هذا هو الإسلام الحقيقي | The Real Islam
Sat Jan 10, 2015 8:07 am by Hossam Masri
» \\\\\\\\\\\\ محمد رسول الله صل الله عليه وسلم) Muhammad is the messenger of Allah peace be upon him)
Tue Jan 06, 2015 4:10 am by Hossam Masri
» طالبة أمريكية مسلمة جعلت قسيسا يتخبط من سؤال واحد-A question by a student made a priest mumble
Tue Jan 06, 2015 2:43 am by Hossam Masri
» على طريق الله الشيطان - مصطفى حسني
Sun Jan 04, 2015 2:38 am by Hossam Masri
» فيديو هيغير حياتك لو شوفته بجد
Sun Jan 04, 2015 2:32 am by Hossam Masri
» معجزة الشفاء
Sun Jan 04, 2015 1:53 am by Hossam Masri
» أهل الجنة - الحلقة - المتفائل - مصطفى حسني
Sun Jan 04, 2015 1:45 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» كيف تكون عبدا صالحا - صالح المغامسي
Fri Jan 02, 2015 7:06 pm by Hossam Masri
» كنوز حسن الظن بالله - صالح المغامسي
Fri Jan 02, 2015 7:04 pm by Hossam Masri
» الكنز المفقود حسن الظن بالله
Fri Jan 02, 2015 7:03 pm by Hossam Masri
» من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
Fri Jan 02, 2015 7:01 pm by Hossam Masri
» أهل الجنة الراضي - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:58 pm by Hossam Masri
» على طريق الله - - الأمل في الله - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:56 pm by Hossam Masri
» أحبك ربي - - الصلاة - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:55 pm by Hossam Masri
» للطلاب عن الامتحانات والمذاكرة
Fri Jan 02, 2015 6:54 pm by Hossam Masri