السلام عليكم حاجة الناس للرسل والأنبياء الله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض والإنسان وسائر المخلوقات,وخص الإنسان بالعقل وأناطه به,وميّزه عن سائر مخلوقاته بعقله الذي يعقل به ويفكر به ويصدر الأحكام,والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لأمر معين وهو عبادته كما يقول في كتابه العزيز في سورة الذاريات:" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ", وهذا يدل على التكليف, أي أن الله سبحانه وتعالى كلف الإنسان بأعمال عليه القيام بها أو نهيه عن القيام بها,فكانت حاجة الناس للرسل والأنبياء,ودليل حاجة الناس للرسل والأنبياء دليل عقلي ونقلي,وحتى الدليل العقلي فدليله أيضًا نقلي أي أنه جاء في القرآن كما يقول الله تعالى في سورة النساء:" رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً",والدليل العقلي المحض على حاجة الناس للرسل والأنبياء هو وجود تكليف, والمكلَف (بفتح اللام) كي يقوم بالأعمال المكلف بها يجب أن يعرف السبيل والطريق الذي يبين له تحقيق هذا التكليف,إذ لا يعقل أن أطلب أمرًا من شخص ولا أبين له كيف يقوم به,فهذا عبث وإهمال وهو على الله محال,فكانت حاجة الناس للرسل والأنبياء أمرًا يتطلبه العقل,وأما الدليل النقلي ,فالقرآن الكريم يزخر بمثل هذه الآيات, فمنها قول الله تعالى في سورة البقرة:" َلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ", وقوله تعالى في سورة النساء:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً", وقوله عزوجل في سورة المائدة:" لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ",وكما يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام:" وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ",وكما يقول في سورة الأعراف:" َيا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ",وقول المولى في سورة يونس:" ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ",والله سبحانه وتعالى كي يرفع الحرج عن الأنسان ويبين له أمور التكليف أرسل الرسل والأنبياء بلغة أقوامهم,وهي اللغة التي يعرفونها ويتكلمونها,يقول الله تعالى في سورة إبراهيم:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ",وغيرها من الآيات. هذه هي الأدلة على حاجة الناس للرسل والأنبياء, فهم الوساطة بين الخالق والمخلوق وهم حلقة الوصل بين الله وعباده كي يبين لهم أمور تكليفهم وكيلا يكون لهم على الله الخالق حجة. الوحي والأنبياء والرسل إرسال الأنبياء وبعث الرسل يوجب وجود وسيلة وطريقة لإيصال التكليف وتبليغ الرسالة وهذه الطريقة هي الوحي,فما هوالوحي ؟وكيف يكون في حق الرسل والأنبياء وحق غيرهم من البشر أو غير البشر؟ الوحي له عدة معاني غير المعنى الذي أصبح يتبادر لذهن الإنسان عند سماعها أي هو كلام اللَّه تعالى المنزل على نبيٍّ من أنبيائِهِ.ويمكننا أن نطلق عليه المعنى الشرعي.كما وتأتي بمعان أخرى مثل:الإرسال,والإلهام,والكلام كلامًا خفيًا أو إعلام في خفاء. وعلى هذا فالمعني الشرعي يكون في حق الرسل والأنبياء والمعاني الآخرى في حق الآخرين وكل حسب حالته: الله سبحانه وتعالى أوحى لغير البشر من حيوانات وجماد,يقول الله تعالى في سورة النحل:"وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ",فالإيحاء هنا إلهام تلك الحشرة الضعيفة تدبيراً عجيباً وعملاً متقناً وهندسة في الجبلة. ويقول الله عزوجل في سورة القارعة:"بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا",أي للأرض وهنا تعني الأمر أي أن الله أمرها أن تخرج ما في بطنها.وهذا دليل على أن الوحي في غير الإنسان والحيوان. وكذلك في سورة فصلت حيث بقول الله تعالى:"فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم".ِ وأما الوحي للبشر من غير الأنبياءوالرسل,فقد جاء في القرآن في سورة المائدة أن الله أوحى للحواريين:" وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ",أي أن الله أوحى للحواريين أن يؤمنوا بالله وبرسوله, وهم ليسوا أنبياء ولا رسل,فهنا يحمل اللفظ على المعنى اللغوي أي الإلهام. وكما جاء في القرآن بحق أم موسى عليه السلام وفي أكثر من موطن ,ففي سورة طه:"إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى",وفي سورة القصص:"وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ". وكذلك الوحي بين المخلوقات دون الله عزوجل فقد جاءت في القرآن الكريم آية تبين لنا أن المخلوقات توحي لبعضها بعضًا,كما في قوله تعالى في سورة الأنعام:"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ",هنا أوحى الجن للأنس والإنس للجن وهم مخلوقات,فهذا أيضًا دليلٌ على أن الوحي يأخذ أكثر من معنى. وهناك مسألة اخرى في موضوع الوحي:الله سبحانه وتعالى قد بين لنا في القرآن الحالات التي "يكلم" فيها البشر وهي حسب منزلة كل واحد ,فقد يكلم الله الناس وحيًا أو من وراء حجاب أو أن يرسل رسولًا كما قال رب العزة في سورة الشورى:" وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ",ففي الحالة الأولى يكون الوحي وحيًا شرعيًا أي بالنبوة والرسالة كما حصل مع الأنبياء والرسل عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه,والحالة الثانية "من وراء حجاب" أيصًا للأنبياء وخاصة سيدنا موسى عليه السلام , وجاء بها هنا مع أن الوحي بمعناه الشرعي ينطبق على سيدنا موسى لتأكيد تكليمه إياه من وراء حجاب, وكي لا يكون حجة للكفار على المسلمين,والحالة الثالثة كي تضم خبر الصدّيقة مريم رضي الله عنها, فالله سبحانه وتعالى أرسل لها رسولًا _وهو الملك جبريل عليه السلام_ وتمثل لها بشرًا سويًا كي تستأنس ولا تنفر,فهذا بيان أن الله هو الذي أرسل ملائكته إلى مريم وبشارتها,وهذا لايدل على أنها نبية كما سبق وقلت وكذلك لورود أدلة قاطعة على أن الرسل والأنبياء لا يبعثون إلا رجالًا, فقد جاء القرآن الكريم في ثلاثة آيات تؤكد وتؤيد هذه المسألة: 1.سورة يوسف:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ". 2.في سورة النحل:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ". 3.وفي سورة الأنبياء:"وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ",فهذه أدلة قاطعة على أن الأنبياء والرسل رجالٌ. يتبع
معاني النبي والرسول لا شك أن هناك فرق بين النبي والرسول,وذلك للأسباب الآتية: 1.ورود اللفظين في القرآن وفي مناسبة واحدة,وفي أكثر من موطن,منها ا.قول الله تعالى في سورة الحج:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ",هنا قال :"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ" فلو لم يكن هناك فرق ما ذكر اللفظين متعاقبين ,لأنه يكون تكرارًا لامعنى له. ب. وقول الله تعالى في سورةالأعراف:"الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ",هنا أيضًا قال عزوجل " الرَّسُولَ النَّبِيَّ ". 2. قول الله تعالى في سورة الحج :" اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ",ولو لم يكن هناك فرق لقال "الله يصطفي من الملائكة أنبياء". 3.قول الله عز وجل في سورة الأحزاب:" و مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً", ",ولو كان معنى النبي والرسول واحد لأمكن القول:"ولكن نبي الله وخاتم الرسل",ولكن هذه الآية تدل أيضًا على أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو آخر الأنبياء والرسل, فلو قال خاتم الرسل لفتح الباب على الأنبياء الكذب وادعوا النبوة بحجة أنهم أنبياء وليسوا رسلًا أي أنهم لم يأتوا بشريعة أو رسالة جديدة,ففي اثبات أنه عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين اثباتٌُ أنه خاتم الرسل أيضًا والعكس غير صحيح,فهذا دليل متين على أنه هناك فرق بين النبي والرسول. 4.وقول الله تعالى في سورة البقرة:" َإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ",وفي هذه الآية بيّن لنا الله عزوجل أن اليهود قتلوا الأنبياء,بينما الرسل عصمهم الله من الناس كما يقول الله تعال في سورة المائدة:"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ",ولم يذكر لنا القرآن أو الحديث أن أحدًا من الرسل قتلته اليهود,فموسى عليه السلام توفي وفاة طبيعية,وعيسى عليه السلام نجاه الله ورفعه إليه,وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عصمه الله من الناس جميعًا ,وأما الأنبياء فقد ذكر القرآن أنهم بعضهم قتلتهم اليهود,وهذا دليل اخر متين على الفرق بين الرسل والأنبياء. 5..من البلاغة وحسن النظم انتقاء اللفظ المناسب في المكان المناسب كي يؤدي المعنى المطلوب,فلو وُضع لفظ مكان لفظ ولم يكن له نفس المعنى لانتفت البلاغة وضعف النظم وأصبح الأسلوب ركيكًا. 6..انتفاء وجود الترادف في القرآن الكريم_هذا ما أراه_ وإن كان يوجد في اللغة العربية,وذلك للسبب المذكور أعلاه. وبناء ً على هذا فالنبي له معنى والرسول له معنى, وهذا لاينفي أن يجتمعا في شخص واحد,لأن النبي هو الذي ينبأ بوحي, والرسول هو الذي ينبأ بوحي ويؤمر بتيلغ الرسالة,وعلى هذا فالإنباء بوحي هو أول الإرسال,وكل من يرسل ينبأ بوحي, أي أن كل رسول نبي,وليس كل نبي رسولًا. وأما معنى النبي لغة:فهو مشتق من نبأ أنبأ أي أخبر,وهو فعيل بمعنى فاعل للمبالغة من النَّبَإِ الخَبَر، لأَنه أَنْبَأَ عن اللّه أَي أَخْبَرَ,ويمكن أن يكون مشتقًا من النَّبْوةِ والنَّباوةِ، وهي الارتفاع عن الأَرض، أَي إنه أَشْرَف على سائر الخَلْق، وهذا يدل على علو المكان والمكانة, فأَصله غير الهمز,والدليل هو رد النبي محمد عليه الصلاة والسلام قول من ناداه :يا نبئ الله , فقال له: لا تَنْبِر باسْمي، فإنما أَنا نَبِيُّ اللّه. وفي رواية: فقال لستُ بِنَبِيءِ اللّه ولكنِّي نبيُّ اللّه.وكلاهما ينطبق على الأنبياء من حيث الإخبار وعلو المكانة والشرف. ولكن النبي بغير الهمز أبلغ من النبيء بالهمز؛ لأنه ليس كل منبإ رفيع القدر والمحل، والنبوة والنباوة: الارتفاع، ومنه قيل: نبا بفلان مكانه، والنبي بترك الهمز أيضا الطريق، فسمي الرسول نبيا لاهتداء الخلق به كالطريق. والنبي يجمع على أنبياء ونّباء كما قال الشاعر ابن مرداس: يا خاتِمَ النُّبَآءِ، إنَّـكَ مُـرْسَـلٌ===بالخَيْرِ، كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا وأما الرسول لغة: أصل الرسل الانبعاث على التؤدة ويقال: ناقة رسلة: سهلة السير، وإبل مراسيل: منبعثة انبعاثا سهلا، ومنه: الرسول المنبعث، وتصور منه تارة الرفق، فقيل: على رسلك، إذا أمرته بالرفق، وتارة الانبعاث فاشتق منه الرسول ، و"رسول" أي مرسلا، وهو فعول من الرسالة, والرسول يقال للواحد والجمع، قال تعالى:" لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ", وللجمع كما في قوله تعالى:" فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ",ويجمع الرسول على رسل. ورسل الله تطلق ويراد بها الملائكة، وتارة يراد بها الأنبياء، فمن الملائكة قوله تعالى:" إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ",وقوله تعالى:" قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ", , ومن الأنبياء قوله: " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ",وقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ", وغيرها من الآيات التي تبين استعمال لفظ الرسول بحق الملائكة و بعض الأنبياء. في القرآن الكريم جاء لفظ الرسول في حق بعض الأنبياء ولم يذكره في حق بعضهم الآخر,وفي حق بعضهم جاء وصفهم بالنبوة,ففي الوجه الأول يقول الله تعالى:"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً ",وقوله تعالى:"َاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً ",وقوله تعالى:"مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ",وفي الوجه الثاني كما في قوله تعالى:"َلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً",وكقوله تعالى:"َوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً".وكما قال عزوجل:"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً ",وغيرها من الآيات. فكل الأنبياء الذين حملوا وطلب منهم التبليغ هم أيضًا رسل,فالرسول هو نبي يحمل رسالة ويؤمر بتبليغها,وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى أنزل إليه كتابًا أو صحفًا. ومن الملاحظ أيضا أن الرسل مؤيدون بمعجزات, فإبراهيم عليه السلام كانت معجزته نجاته من النار,ونوح عليه السلام كانت معجزته الفلك ونجاته من الطوفان, وموسى عليه السلام معجزته العصا واليم والمن والسلوى وغيرها, وعيسى عليه السلام معجزته إحياء الموتى وغيرها, وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام معجزته القرآن الكريم. يتبع...
أدلة نبوة بعض الأنبياء ابتداءًا بالنبي والرسول الأول آدم عليه السلام نبوة آدم عليه السلام آدم عليه السلام كان أول إنسان خلقه الله لحكمة هوأعلم بها,وعلّمه الأسماء والبيان ,وجعل في قلبه التوحيد كفطرة خُلق عليها ,وألهمه الخضوع والتذلل لله وأوامره,وأوحى إليه التوحيد ,فكان أول نبي وأول رسول ,نبي لأنه تلقى الخبر والتوحيد والخضوع لله,ورسول لأنه بلَغ زوجه وأولاده من بعد رسالة التوحيد,فرسالة التوحيد _وإن فُطرعليها آدم وبنوه من بعده_ حملها آدم عليه السلام لزوجه وبنيه ,ونبوة آدم ثابتة في القرآن والسنة,فأما في القرآن فقول الله تعالى:" إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ",فاصطفاؤه هنا اختياره وجعله صفوة المخلوقات,وقد يسأل أحدهم وكيف يُصطفى وكان أول الخلق؟,أولًا لم يكن آدم هو المخلوق الوحيد فكانت هناك مخلوقات من أجناس آخرى كالجن والحيوانات على اختلاف أنواعها, وهذا بالإضافة إلى وجود زوجه وابني آدم _قابيل وهابيل_ ,وإن قل عدد المبلَّغين لأن العبرة في التبليغ , وليس في عدد المبلّغين. وقد جاء في الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام:"عُرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط, والنبي ومعه الرجل والرجلان, النبي وليس معه أحد". كذلك قول الله تعالى في سورة الأنبياء:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ",وهذا يدل على أن التوحيد كان يوحى قبل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للرسل والأنبياء, وهكذا حتى نصل إلى آدم عليه الصلاة والسلام. وأما الدليل من السنة فقد جاء في الأثر عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال عندما سئل عن آدم:"إنه نبي مكلم", و كما ورد عن أبى ذر قال: قلت: يا رسول الله كم الانبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا قلت: يا رسول الله كم الرسل منهم؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جم غفيرقلت: يا رسول الله من كان أولهم ؟ قال: آدم. من الأدلة أيضاً حديث:أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ، آدم فمن سواه، إلا تحت لوائي، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر". نبوة سيدنا نوح عليه السلام بعد أبينا آدم عليه السلام وتعاقب الأجيال وضعف الإيمان, غوى الشيطان الإنسان فتقاتل الإخوان وتباغض الخلان وابتعد بنو آدم عن رسالة التوحيد والإحسان,فبعث الله الأنبياء من بعد آدم ليبشروا وينذروا ويصدوا الشيطان ويخرجوا الناس من الظلمات إلى النور. فكان الإنسان كفورًا كما قال تعالى في سورة الإسراء :" وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً",وخلقه الله جزوعًا وهلوعًا وعجولًا فبعث الله الأنبياء والرسل كي يقومونه وينصحونه ويدلونه على الخير,فمن بعد آدم عليه السلام بعث الله نوحًا عليه السلام لقومه ,يقول الله تعالى في سورة النساء:" ِإنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعده", وفي قوله تعالى في سورة الأعراف:" لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ", وكما في قوله تعالى في سورة العنكبوت:" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ", مكث سيدنا نوح عليه السلام في قومه يدعوهم أكثر من الف سنة إلا خمسين,ولم يؤمن خلق كثير,بل كان أحد أبنائه من الكافرين العاصين,ونوح عليه السلام من الرسل أولي العزم,ويعدّ آدم الثاني,بعد أن كان أمر الله والطوفان الذي أهلك البشرية إلا من آمن واتقى ودخل في زمرة المؤمنين المسلمين. سيدنا إدريس عليه السلام لقد اختلف العلماء في زمن إدريس أكان قبل نوح أم بعده,ولم أجد ما يجزم في فترة وجود وبعثه, وقد جاء ذكر النبي إدريس عليه السلام في سورتين وهما: 1.سورة مريم,حيث قال الله تعالى:" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً". 2.وسورة الأنبياء:" وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ", وفيهما دلالة على أنه كان نبيًا ولم يكن رسولًا. وفي سورة مريم بيّن الله لنا مكانته العلية,حيث قال :" وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً",والمكان العالي كما فسره بعض المفسرين العلم الذي فاق به على من سلفه. واستدل بعض العلماء على أن بعث إدريس كان بعد نوح عليهما السلام من حديث مالك بن صعصعة عن الإسراء بالنبي - - إلى السماوات أنه وجد إدريس - عليه السلام - في السماء وأنه لمّا سلّم عليه قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. فأخذ منه أنّ إدريس - عليه السلام - لم تكن له ولادةٌ على النبي - - لأنّه لم يقل له والابن الصالح، ولا دليل في ذلك لأنه قد يكون قال ذلك اعتباراً بأخوّة التوحيد فرجحها على صلة النسب فكان ذلك من حكمته,كما قال ابن عاشور في تحريره وتنويره. سيدنا هود عليه السلام هود عليه السلام بعثه الله إلى قوم عاد الذين كانوا بالأحقاف، وكانوا أقوياء الجسم والبنيان وآتاهم الله رزقًا كثيرًا,ولكنهم لم يشكروا الله على ما آتاهم وعبدوا الأصنام فأرسل لهم الله هوداً نبياً ،وقد كان حكيماً ولكنهم كذبوه وآذوه فجاءهم عقاب الله فأهلكهم بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام حسومًا. وجاء ذكره في القرآن في سورتين هما 1.سورة الأعراف:" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ",وذُكر هنا مرة واحدة. 2.سورة هود:" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ",وذكره الله في هذه السورة في خمس آيات هذه اولاها. وأما الآية التي تدل على نبوة هود عليه السلام وأنه كان رسولًا قوله تعالى في سورة هود :" وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ"وفقوله تعالى " وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ",يدل على أن هودًا كان رسول قومه فعصوه. يتبع....
سيدنا صالح عليه السلام وأما سيدنا صالح فقد أرسله الله إلى قوم ثمود وكانوا قوماً طاغين آتاهم الله رزقاً كثيراً ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا الأصنام وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث الله إليهم صالحاً مبشراً ومنذراً, ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي بآية ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم ألا يؤذوها ولكنهم أصروا على كبرهم فعقروها ,عاقبهم الله بالصاعقة فصعقوا جزاء فعلتهم,يقول الله تعالى في سورة الأعراف:" وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ", وقوله تعالى في سورة هود:" كأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ",وقوله تعالى :" وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً",وكما الله تعالى في سورة فصلت:" َأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ". وأما دليل نبوة صالح عليه السلام فهو قول الله تعالى في سورة الشمس :" . فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا",فسيدنا صالح كان نبيًا رسولًا. سيدنا إبراهيم عليه السلام "أبو الأنبياء" ولد سيدنا إبراهيم عليه السلام في بيئة فسدت عقيدتها,وسمجت أخلاقها,فنحتوا التماثيل وعبدوا الأصنام وتقربوا للطاغوت,حتى أن أباه كان ينحت الأصنام ويبيعها,فأنكر إبراهيم عليهم هذا الأمر الإد,ووبخهم على جهلهم وكفرهم,كما يقول الله تعالى في سورة الأنعام :" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ",فلم يسمع أبوه كلامه واستهجن الأمر وعدّه خروجاً عن دين الأباء والأجداد ,فحذّر وتوعّد ,يقول الله تعالى في سورة مريم:" قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً",إلا أن هذا لم يثن خليل الرحمن عن ملته الحنيفة , ولم يؤثر هذا الوعد والوعيد على عقيدته السويّة السليمة,وبرء مما عمل أبوه وقومه,يقول الله تعالى في سورة الزخرف:" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ",فما كان جزاؤه إلا أن يحرّق وأن يلقى في النار,يقول الله تعالى في سورة الأنبياء:" قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوۤاْ آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ",فأيد الله إبراهيم عليه السلام بمعجزة ,فكانت النار بردًا وسلامًا على جسمه,يقول الله تعالى في نفس سورة الأنبياء:" قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ",فحباه الله بخواص لم يجعلها في غيره من قبل منها: 1.جعله الله أمة وقانتًا لله حنيفًا لايشرك بربه أحدًا,يقول الله تعالى في سورة النحل:" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ". 2.قرّبه إليه _قربة رضى ومحبة_حتى جعله خليله كما يقول الله عز وجل في سورة النساء:" وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً". 3.جعله إمامًا للناس, كما يقول الله في سورة البقرة :" وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً". 4.جعل الأنبياء من بعده من نسله:" َقالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ",وكما يقول الله في سورة الحديد:" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ". 5.كلفه الله بناء البيت الحرام:" وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ". 6.هو سمانا المسلمين,يقول الله تعالى في سورة الحج:" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ". فكان عليه السلام أمة وأبًا لكل الصفات الحميدة والأخلاق السميّة والأعمال الجليلة,فكان أواهً منيبًا,يقول الله تعالى في سورة هود:"إ ِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ",وفيًا لايخلف الوعد ولا العهد,يقول الله تعالى في سورة النجم:" وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى". وأما أدلة نبّوته ورسالته: 1.قول الله تعالى في سورة البقرة:" قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ",فهذا دليل على تلقيه الوحي وإنزال كتاب. 2.قول الله تعالى في سورة آل عمران:" إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ",فالإصطفاء لإبراهيم وآله عليهم السلام. 3.قول الله تعالى في سورة النساء :" أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً". 4.قول الله تعالى في سورة النساء:" وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً",والخليل في كلام العرب الصاحب الملازم الذي لا يخفى عنه شيء من أمور صاحبه، مشتقّ من الخِلال، وهو النواحي المتخلّلة للمكان,والمعنى هنا شدّة رِضَى اللَّهِ عنه، إذ قد علم كلّ أحد أنّ الخلّة الحقيقية تستحِيل على الله فأريد لوازمها وهي الرضى، واستجابة الدعوة، وذكره بخير، ونحو ذلك. 5.قول الله تعالى في سورة :" َلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ",والرسل هنا هي الملائكة . 6.قول الله تعالى في سورة مريم:" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً". 7.قول الله تعالى في سورة الأحزاب:" وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً". 8.قول الله في سورة الشورى:" شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ". 9.قول الله سبحانه وتعالى في سورة الحديد :" َلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ". 10.قول الله عزوجل في سورة الأعلى:" صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى", ففيها دليل على تلقي إبراهيم عليه السلام صحفًا من عند الله, فهو نبي رسول حليم أواه منيب رشيد وأمة. يتبع...
سيدنا إسماعيل عليه السلام بلغ سيدنا إبراهيم من الكبر عتيًا ولم يرزق الخلف والولد,وبلغت زوجه سارة سنًا تفقد فيه المرأة خصوبتها ويتعسر حملها,,فدعا إبراهيم ربه أن يهب له على كبره وعقم زوجه ولدًا . وهبت سارة زوجها جاريتها لتلد له الولد,يقول الله تعالى في سورة الصافات:" رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ",ويقول الله تعالى في سورة الصافات:" الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء",فوهبه الله من هاجر ولدًا أسماه اسماعيل,وبعدها من سارة وأسماه اسحق. أمره الله أن يترك زوجه هاجر وولدهما اسماعيل في أرض بعيدة وغير ذي زرع,يقول الله تعالى في سورة إبراهيم :" رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ",ووهبه اسحق ثم كانت مسألة الذبيح واختلاف العلماء حول من هو الذبيح إسماعيل أو إسحق؟ والذي أرجحه أن الذبيح كان سيدنا إسماعيل وذلك للأسباب اتالية: الأول:سياق الآيات من سورة الصافات حين ذكر الذبيح في قوله تعالى:"وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ" في الآية رقم 107,كان قد ذكر بشارة سيدنا اسماعيل في قوله تعالى:"فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ{101} فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ{102", الغلام الحليم هو الذبيح لأن آية الفداء جاءت بعدها مباشرة في آية 107, وحسب تسلسل الآيات فقد جاءت بعدها بشارة سيدنا إسحاق في قوله تعالى في نفس سورة الصافات:"َوبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ{112} وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ{113}", الله سبحانه وتعالى وهب لإبراهيم إسحق بعد ذكر الذبيح,ولا يعقل أن يُذكر الذبيح وبشارته ثم يُذكر الوليد الثاني ويُراد به الذبيح وذلك لأسبقيته في الولادة. 2.القرآن الكريم عند ذكر الأنبياء ومن نسل سيدنا إبراهيم يذكر على الدوام إسماعيل قبل إسحق, وهذا ملاحظ في كافة الآيات,مثال قوله تعالى في : 1.سورة البقرة:"أ َمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ", 2.سورة البقرة:" ُقولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ", 3. وفي نفس السورة:" أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ", 4. سورة آل عمران:" قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ", 5.سورة النساء:" ِإنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً", 6.سورة إبراهيم:" الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء",وهذه الآيات يعضد بعضها بعضًا لتدل على أن الله وهب لإبراهيم إسماعيل قبل إسحق. الثاني:كما وأن هناك أحاديث تدلل على أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو ابن الذبيحين كما جاء في الأثرأن أعرابياً قال للنبي يابن الذبيحين، فعلم مراده وتبسَّم، وليس في آباء النبي ذبيح غير عبد الله وإسماعيل. أدلة نبوّة سيدنا إسماعيل عليه السلام: 1.سورة :"إ ِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً", 2.سورة مريم:" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً",في هذه الآية بيّن الله لنا أن إسماعيل عليه السلام كان نبيًا ورسولًا,فاجتمعت فيه النبوة والرسالة, ورغم أن القرآن لم يذكر لنا شيئًا عن رسالته . هذا بالإضافة إلى الآيات التي تظهر بوضوح أن الوحي قد نزل على إسماعيل كما نزل علامن قبله من الرسل والأنبياءعليهم جميعًا سلام الله.
معاني النبي والرسول لا شك أن هناك فرق بين النبي والرسول,وذلك للأسباب الآتية: 1.ورود اللفظين في القرآن وفي مناسبة واحدة,وفي أكثر من موطن,منها ا.قول الله تعالى في سورة الحج:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ",هنا قال :"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ" فلو لم يكن هناك فرق ما ذكر اللفظين متعاقبين ,لأنه يكون تكرارًا لامعنى له. ب. وقول الله تعالى في سورةالأعراف:"الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ",هنا أيضًا قال عزوجل " الرَّسُولَ النَّبِيَّ ". 2. قول الله تعالى في سورة الحج :" اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ",ولو لم يكن هناك فرق لقال "الله يصطفي من الملائكة أنبياء". 3.قول الله عز وجل في سورة الأحزاب:" و مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً", ",ولو كان معنى النبي والرسول واحد لأمكن القول:"ولكن نبي الله وخاتم الرسل",ولكن هذه الآية تدل أيضًا على أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو آخر الأنبياء والرسل, فلو قال خاتم الرسل لفتح الباب على الأنبياء الكذب وادعوا النبوة بحجة أنهم أنبياء وليسوا رسلًا أي أنهم لم يأتوا بشريعة أو رسالة جديدة,ففي اثبات أنه عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين اثباتٌُ أنه خاتم الرسل أيضًا والعكس غير صحيح,فهذا دليل متين على أنه هناك فرق بين النبي والرسول. 4.وقول الله تعالى في سورة البقرة:" َإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ",وفي هذه الآية بيّن لنا الله عزوجل أن اليهود قتلوا الأنبياء,بينما الرسل عصمهم الله من الناس كما يقول الله تعال في سورة المائدة:"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ",ولم يذكر لنا القرآن أو الحديث أن أحدًا من الرسل قتلته اليهود,فموسى عليه السلام توفي وفاة طبيعية,وعيسى عليه السلام نجاه الله ورفعه إليه,وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عصمه الله من الناس جميعًا ,وأما الأنبياء فقد ذكر القرآن أنهم بعضهم قتلتهم اليهود,وهذا دليل اخر متين على الفرق بين الرسل والأنبياء. 5..من البلاغة وحسن النظم انتقاء اللفظ المناسب في المكان المناسب كي يؤدي المعنى المطلوب,فلو وُضع لفظ مكان لفظ ولم يكن له نفس المعنى لانتفت البلاغة وضعف النظم وأصبح الأسلوب ركيكًا. 6..انتفاء وجود الترادف في القرآن الكريم_هذا ما أراه_ وإن كان يوجد في اللغة العربية,وذلك للسبب المذكور أعلاه. وبناء ً على هذا فالنبي له معنى والرسول له معنى, وهذا لاينفي أن يجتمعا في شخص واحد,لأن النبي هو الذي ينبأ بوحي, والرسول هو الذي ينبأ بوحي ويؤمر بتيلغ الرسالة,وعلى هذا فالإنباء بوحي هو أول الإرسال,وكل من يرسل ينبأ بوحي, أي أن كل رسول نبي,وليس كل نبي رسولًا. وأما معنى النبي لغة:فهو مشتق من نبأ أنبأ أي أخبر,وهو فعيل بمعنى فاعل للمبالغة من النَّبَإِ الخَبَر، لأَنه أَنْبَأَ عن اللّه أَي أَخْبَرَ,ويمكن أن يكون مشتقًا من النَّبْوةِ والنَّباوةِ، وهي الارتفاع عن الأَرض، أَي إنه أَشْرَف على سائر الخَلْق، وهذا يدل على علو المكان والمكانة, فأَصله غير الهمز,والدليل هو رد النبي محمد عليه الصلاة والسلام قول من ناداه :يا نبئ الله , فقال له: لا تَنْبِر باسْمي، فإنما أَنا نَبِيُّ اللّه. وفي رواية: فقال لستُ بِنَبِيءِ اللّه ولكنِّي نبيُّ اللّه.وكلاهما ينطبق على الأنبياء من حيث الإخبار وعلو المكانة والشرف. ولكن النبي بغير الهمز أبلغ من النبيء بالهمز؛ لأنه ليس كل منبإ رفيع القدر والمحل، والنبوة والنباوة: الارتفاع، ومنه قيل: نبا بفلان مكانه، والنبي بترك الهمز أيضا الطريق، فسمي الرسول نبيا لاهتداء الخلق به كالطريق. والنبي يجمع على أنبياء ونّباء كما قال الشاعر ابن مرداس: يا خاتِمَ النُّبَآءِ، إنَّـكَ مُـرْسَـلٌ===بالخَيْرِ، كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا وأما الرسول لغة: أصل الرسل الانبعاث على التؤدة ويقال: ناقة رسلة: سهلة السير، وإبل مراسيل: منبعثة انبعاثا سهلا، ومنه: الرسول المنبعث، وتصور منه تارة الرفق، فقيل: على رسلك، إذا أمرته بالرفق، وتارة الانبعاث فاشتق منه الرسول ، و"رسول" أي مرسلا، وهو فعول من الرسالة, والرسول يقال للواحد والجمع، قال تعالى:" لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ", وللجمع كما في قوله تعالى:" فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ",ويجمع الرسول على رسل. ورسل الله تطلق ويراد بها الملائكة، وتارة يراد بها الأنبياء، فمن الملائكة قوله تعالى:" إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ",وقوله تعالى:" قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ", , ومن الأنبياء قوله: " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ",وقوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ", وغيرها من الآيات التي تبين استعمال لفظ الرسول بحق الملائكة و بعض الأنبياء. في القرآن الكريم جاء لفظ الرسول في حق بعض الأنبياء ولم يذكره في حق بعضهم الآخر,وفي حق بعضهم جاء وصفهم بالنبوة,ففي الوجه الأول يقول الله تعالى:"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً ",وقوله تعالى:"َاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً ",وقوله تعالى:"مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ",وفي الوجه الثاني كما في قوله تعالى:"َلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً",وكقوله تعالى:"َوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً".وكما قال عزوجل:"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً ",وغيرها من الآيات. فكل الأنبياء الذين حملوا وطلب منهم التبليغ هم أيضًا رسل,فالرسول هو نبي يحمل رسالة ويؤمر بتبليغها,وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى أنزل إليه كتابًا أو صحفًا. ومن الملاحظ أيضا أن الرسل مؤيدون بمعجزات, فإبراهيم عليه السلام كانت معجزته نجاته من النار,ونوح عليه السلام كانت معجزته الفلك ونجاته من الطوفان, وموسى عليه السلام معجزته العصا واليم والمن والسلوى وغيرها, وعيسى عليه السلام معجزته إحياء الموتى وغيرها, وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام معجزته القرآن الكريم. يتبع...
أدلة نبوة بعض الأنبياء ابتداءًا بالنبي والرسول الأول آدم عليه السلام نبوة آدم عليه السلام آدم عليه السلام كان أول إنسان خلقه الله لحكمة هوأعلم بها,وعلّمه الأسماء والبيان ,وجعل في قلبه التوحيد كفطرة خُلق عليها ,وألهمه الخضوع والتذلل لله وأوامره,وأوحى إليه التوحيد ,فكان أول نبي وأول رسول ,نبي لأنه تلقى الخبر والتوحيد والخضوع لله,ورسول لأنه بلَغ زوجه وأولاده من بعد رسالة التوحيد,فرسالة التوحيد _وإن فُطرعليها آدم وبنوه من بعده_ حملها آدم عليه السلام لزوجه وبنيه ,ونبوة آدم ثابتة في القرآن والسنة,فأما في القرآن فقول الله تعالى:" إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ",فاصطفاؤه هنا اختياره وجعله صفوة المخلوقات,وقد يسأل أحدهم وكيف يُصطفى وكان أول الخلق؟,أولًا لم يكن آدم هو المخلوق الوحيد فكانت هناك مخلوقات من أجناس آخرى كالجن والحيوانات على اختلاف أنواعها, وهذا بالإضافة إلى وجود زوجه وابني آدم _قابيل وهابيل_ ,وإن قل عدد المبلَّغين لأن العبرة في التبليغ , وليس في عدد المبلّغين. وقد جاء في الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام:"عُرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط, والنبي ومعه الرجل والرجلان, النبي وليس معه أحد". كذلك قول الله تعالى في سورة الأنبياء:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ",وهذا يدل على أن التوحيد كان يوحى قبل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للرسل والأنبياء, وهكذا حتى نصل إلى آدم عليه الصلاة والسلام. وأما الدليل من السنة فقد جاء في الأثر عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال عندما سئل عن آدم:"إنه نبي مكلم", و كما ورد عن أبى ذر قال: قلت: يا رسول الله كم الانبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا قلت: يا رسول الله كم الرسل منهم؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جم غفيرقلت: يا رسول الله من كان أولهم ؟ قال: آدم. من الأدلة أيضاً حديث:أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ، آدم فمن سواه، إلا تحت لوائي، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر". نبوة سيدنا نوح عليه السلام بعد أبينا آدم عليه السلام وتعاقب الأجيال وضعف الإيمان, غوى الشيطان الإنسان فتقاتل الإخوان وتباغض الخلان وابتعد بنو آدم عن رسالة التوحيد والإحسان,فبعث الله الأنبياء من بعد آدم ليبشروا وينذروا ويصدوا الشيطان ويخرجوا الناس من الظلمات إلى النور. فكان الإنسان كفورًا كما قال تعالى في سورة الإسراء :" وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً",وخلقه الله جزوعًا وهلوعًا وعجولًا فبعث الله الأنبياء والرسل كي يقومونه وينصحونه ويدلونه على الخير,فمن بعد آدم عليه السلام بعث الله نوحًا عليه السلام لقومه ,يقول الله تعالى في سورة النساء:" ِإنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعده", وفي قوله تعالى في سورة الأعراف:" لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ", وكما في قوله تعالى في سورة العنكبوت:" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ", مكث سيدنا نوح عليه السلام في قومه يدعوهم أكثر من الف سنة إلا خمسين,ولم يؤمن خلق كثير,بل كان أحد أبنائه من الكافرين العاصين,ونوح عليه السلام من الرسل أولي العزم,ويعدّ آدم الثاني,بعد أن كان أمر الله والطوفان الذي أهلك البشرية إلا من آمن واتقى ودخل في زمرة المؤمنين المسلمين. سيدنا إدريس عليه السلام لقد اختلف العلماء في زمن إدريس أكان قبل نوح أم بعده,ولم أجد ما يجزم في فترة وجود وبعثه, وقد جاء ذكر النبي إدريس عليه السلام في سورتين وهما: 1.سورة مريم,حيث قال الله تعالى:" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً". 2.وسورة الأنبياء:" وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ", وفيهما دلالة على أنه كان نبيًا ولم يكن رسولًا. وفي سورة مريم بيّن الله لنا مكانته العلية,حيث قال :" وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً",والمكان العالي كما فسره بعض المفسرين العلم الذي فاق به على من سلفه. واستدل بعض العلماء على أن بعث إدريس كان بعد نوح عليهما السلام من حديث مالك بن صعصعة عن الإسراء بالنبي - - إلى السماوات أنه وجد إدريس - عليه السلام - في السماء وأنه لمّا سلّم عليه قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. فأخذ منه أنّ إدريس - عليه السلام - لم تكن له ولادةٌ على النبي - - لأنّه لم يقل له والابن الصالح، ولا دليل في ذلك لأنه قد يكون قال ذلك اعتباراً بأخوّة التوحيد فرجحها على صلة النسب فكان ذلك من حكمته,كما قال ابن عاشور في تحريره وتنويره. سيدنا هود عليه السلام هود عليه السلام بعثه الله إلى قوم عاد الذين كانوا بالأحقاف، وكانوا أقوياء الجسم والبنيان وآتاهم الله رزقًا كثيرًا,ولكنهم لم يشكروا الله على ما آتاهم وعبدوا الأصنام فأرسل لهم الله هوداً نبياً ،وقد كان حكيماً ولكنهم كذبوه وآذوه فجاءهم عقاب الله فأهلكهم بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام حسومًا. وجاء ذكره في القرآن في سورتين هما 1.سورة الأعراف:" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ",وذُكر هنا مرة واحدة. 2.سورة هود:" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ",وذكره الله في هذه السورة في خمس آيات هذه اولاها. وأما الآية التي تدل على نبوة هود عليه السلام وأنه كان رسولًا قوله تعالى في سورة هود :" وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ"وفقوله تعالى " وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ",يدل على أن هودًا كان رسول قومه فعصوه. يتبع....
سيدنا صالح عليه السلام وأما سيدنا صالح فقد أرسله الله إلى قوم ثمود وكانوا قوماً طاغين آتاهم الله رزقاً كثيراً ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا الأصنام وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث الله إليهم صالحاً مبشراً ومنذراً, ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي بآية ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم ألا يؤذوها ولكنهم أصروا على كبرهم فعقروها ,عاقبهم الله بالصاعقة فصعقوا جزاء فعلتهم,يقول الله تعالى في سورة الأعراف:" وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ", وقوله تعالى في سورة هود:" كأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ",وقوله تعالى :" وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً",وكما الله تعالى في سورة فصلت:" َأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ". وأما دليل نبوة صالح عليه السلام فهو قول الله تعالى في سورة الشمس :" . فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا",فسيدنا صالح كان نبيًا رسولًا. سيدنا إبراهيم عليه السلام "أبو الأنبياء" ولد سيدنا إبراهيم عليه السلام في بيئة فسدت عقيدتها,وسمجت أخلاقها,فنحتوا التماثيل وعبدوا الأصنام وتقربوا للطاغوت,حتى أن أباه كان ينحت الأصنام ويبيعها,فأنكر إبراهيم عليهم هذا الأمر الإد,ووبخهم على جهلهم وكفرهم,كما يقول الله تعالى في سورة الأنعام :" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ",فلم يسمع أبوه كلامه واستهجن الأمر وعدّه خروجاً عن دين الأباء والأجداد ,فحذّر وتوعّد ,يقول الله تعالى في سورة مريم:" قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً",إلا أن هذا لم يثن خليل الرحمن عن ملته الحنيفة , ولم يؤثر هذا الوعد والوعيد على عقيدته السويّة السليمة,وبرء مما عمل أبوه وقومه,يقول الله تعالى في سورة الزخرف:" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ",فما كان جزاؤه إلا أن يحرّق وأن يلقى في النار,يقول الله تعالى في سورة الأنبياء:" قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوۤاْ آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ",فأيد الله إبراهيم عليه السلام بمعجزة ,فكانت النار بردًا وسلامًا على جسمه,يقول الله تعالى في نفس سورة الأنبياء:" قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ",فحباه الله بخواص لم يجعلها في غيره من قبل منها: 1.جعله الله أمة وقانتًا لله حنيفًا لايشرك بربه أحدًا,يقول الله تعالى في سورة النحل:" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ". 2.قرّبه إليه _قربة رضى ومحبة_حتى جعله خليله كما يقول الله عز وجل في سورة النساء:" وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً". 3.جعله إمامًا للناس, كما يقول الله في سورة البقرة :" وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً". 4.جعل الأنبياء من بعده من نسله:" َقالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ",وكما يقول الله في سورة الحديد:" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ". 5.كلفه الله بناء البيت الحرام:" وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ". 6.هو سمانا المسلمين,يقول الله تعالى في سورة الحج:" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ". فكان عليه السلام أمة وأبًا لكل الصفات الحميدة والأخلاق السميّة والأعمال الجليلة,فكان أواهً منيبًا,يقول الله تعالى في سورة هود:"إ ِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ",وفيًا لايخلف الوعد ولا العهد,يقول الله تعالى في سورة النجم:" وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى". وأما أدلة نبّوته ورسالته: 1.قول الله تعالى في سورة البقرة:" قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ",فهذا دليل على تلقيه الوحي وإنزال كتاب. 2.قول الله تعالى في سورة آل عمران:" إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ",فالإصطفاء لإبراهيم وآله عليهم السلام. 3.قول الله تعالى في سورة النساء :" أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً". 4.قول الله تعالى في سورة النساء:" وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً",والخليل في كلام العرب الصاحب الملازم الذي لا يخفى عنه شيء من أمور صاحبه، مشتقّ من الخِلال، وهو النواحي المتخلّلة للمكان,والمعنى هنا شدّة رِضَى اللَّهِ عنه، إذ قد علم كلّ أحد أنّ الخلّة الحقيقية تستحِيل على الله فأريد لوازمها وهي الرضى، واستجابة الدعوة، وذكره بخير، ونحو ذلك. 5.قول الله تعالى في سورة :" َلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ",والرسل هنا هي الملائكة . 6.قول الله تعالى في سورة مريم:" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً". 7.قول الله تعالى في سورة الأحزاب:" وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً". 8.قول الله في سورة الشورى:" شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ". 9.قول الله سبحانه وتعالى في سورة الحديد :" َلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ". 10.قول الله عزوجل في سورة الأعلى:" صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى", ففيها دليل على تلقي إبراهيم عليه السلام صحفًا من عند الله, فهو نبي رسول حليم أواه منيب رشيد وأمة. يتبع...
سيدنا إسماعيل عليه السلام بلغ سيدنا إبراهيم من الكبر عتيًا ولم يرزق الخلف والولد,وبلغت زوجه سارة سنًا تفقد فيه المرأة خصوبتها ويتعسر حملها,,فدعا إبراهيم ربه أن يهب له على كبره وعقم زوجه ولدًا . وهبت سارة زوجها جاريتها لتلد له الولد,يقول الله تعالى في سورة الصافات:" رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ",ويقول الله تعالى في سورة الصافات:" الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء",فوهبه الله من هاجر ولدًا أسماه اسماعيل,وبعدها من سارة وأسماه اسحق. أمره الله أن يترك زوجه هاجر وولدهما اسماعيل في أرض بعيدة وغير ذي زرع,يقول الله تعالى في سورة إبراهيم :" رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ",ووهبه اسحق ثم كانت مسألة الذبيح واختلاف العلماء حول من هو الذبيح إسماعيل أو إسحق؟ والذي أرجحه أن الذبيح كان سيدنا إسماعيل وذلك للأسباب اتالية: الأول:سياق الآيات من سورة الصافات حين ذكر الذبيح في قوله تعالى:"وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ" في الآية رقم 107,كان قد ذكر بشارة سيدنا اسماعيل في قوله تعالى:"فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ{101} فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ{102", الغلام الحليم هو الذبيح لأن آية الفداء جاءت بعدها مباشرة في آية 107, وحسب تسلسل الآيات فقد جاءت بعدها بشارة سيدنا إسحاق في قوله تعالى في نفس سورة الصافات:"َوبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ{112} وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ{113}", الله سبحانه وتعالى وهب لإبراهيم إسحق بعد ذكر الذبيح,ولا يعقل أن يُذكر الذبيح وبشارته ثم يُذكر الوليد الثاني ويُراد به الذبيح وذلك لأسبقيته في الولادة. 2.القرآن الكريم عند ذكر الأنبياء ومن نسل سيدنا إبراهيم يذكر على الدوام إسماعيل قبل إسحق, وهذا ملاحظ في كافة الآيات,مثال قوله تعالى في : 1.سورة البقرة:"أ َمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ", 2.سورة البقرة:" ُقولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ", 3. وفي نفس السورة:" أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ", 4. سورة آل عمران:" قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ", 5.سورة النساء:" ِإنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً", 6.سورة إبراهيم:" الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء",وهذه الآيات يعضد بعضها بعضًا لتدل على أن الله وهب لإبراهيم إسماعيل قبل إسحق. الثاني:كما وأن هناك أحاديث تدلل على أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو ابن الذبيحين كما جاء في الأثرأن أعرابياً قال للنبي يابن الذبيحين، فعلم مراده وتبسَّم، وليس في آباء النبي ذبيح غير عبد الله وإسماعيل. أدلة نبوّة سيدنا إسماعيل عليه السلام: 1.سورة :"إ ِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً", 2.سورة مريم:" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً",في هذه الآية بيّن الله لنا أن إسماعيل عليه السلام كان نبيًا ورسولًا,فاجتمعت فيه النبوة والرسالة, ورغم أن القرآن لم يذكر لنا شيئًا عن رسالته . هذا بالإضافة إلى الآيات التي تظهر بوضوح أن الوحي قد نزل على إسماعيل كما نزل علامن قبله من الرسل والأنبياءعليهم جميعًا سلام الله.
Wed Feb 10, 2016 7:30 am by Hossam Masri
» الشيخ الشعراوى(كيف يحبك الله)
Mon Feb 01, 2016 8:26 am by Hossam Masri
» الشيخ الشعراوى.اذا اردت ان يستجيب الله دعاءك
Mon Feb 01, 2016 8:20 am by Hossam Masri
» للطمأنينة وهدوء النفس والسعادة .. الشيخ الشعراوي.
Mon Feb 01, 2016 8:16 am by Hossam Masri
» الفيس بوك (( الإسلام بكل لغات العالم )) Islam in all languages of the world
Sat May 09, 2015 11:09 am by Hossam Masri
» حدث جلل : ترتيب علامات الساعه الكبرى
Thu Feb 19, 2015 7:44 pm by Hossam Masri
» 6 علامات تؤكد حب الله لك
Wed Feb 18, 2015 4:54 am by Hossam Masri
» تفسير سورة يوسف للشيخ محمد متولي الشعراوي ١من٢
Tue Feb 10, 2015 12:06 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الذاريات كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 12:04 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الرحمن كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 12:02 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الواقعة كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 11:58 am by Hossam Masri
» الموعظة الحسنة مبروك عطية
Sat Jan 31, 2015 9:11 am by Hossam Masri
» أتحداك اذا لم تدمع عيناك . قصة وفاة الرسول
Wed Jan 28, 2015 9:34 am by Hossam Masri
» فيلم وثائقي يشرح حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
Wed Jan 28, 2015 8:54 am by Hossam Masri
» بالفيديو.. اللاعب الألمانى دانى بلوم يعتنق الإسلام
Tue Jan 27, 2015 1:53 am by Hossam Masri
» د.عُمر عبد الكافي - محاضرة - وجاء الاسلام
Sun Jan 25, 2015 6:06 pm by Hossam Masri
» الآباء والمراهقون .. تجارب عملية
Sun Jan 25, 2015 10:22 am by Hossam Masri
» مشكلات المراهقة وعلاجها
Sun Jan 25, 2015 10:19 am by Hossam Masri
» المراهقة: خصائص المرحلة ومشكلاتها
Sun Jan 25, 2015 10:17 am by Hossam Masri
» كيف تعاملين ابنتك المراهقة..
Sun Jan 25, 2015 10:13 am by Hossam Masri
» الاسلام والاعاقة العقلية
Sun Jan 25, 2015 10:06 am by Hossam Masri
» الخمر والمخدرات افة المجتمع
Sun Jan 25, 2015 10:01 am by Hossam Masri
» الدمج والتاهيل المهنى لذوى الاعاقة
Sun Jan 25, 2015 9:59 am by Hossam Masri
» غريزة الشهوة والمراهقة وطرق التربية الجنسية الصحيحة
Sun Jan 25, 2015 9:54 am by Hossam Masri
» MoreThan 69 Miracles of ISLAM, that none can Deny .
Mon Jan 19, 2015 9:17 pm by Hossam Masri
» معجزة الشفاء
Mon Jan 19, 2015 8:10 pm by Hossam Masri
» وعد النبي محمد (ص) للمسيحيين
Mon Jan 19, 2015 8:02 pm by Hossam Masri
» الخمر واللذة.. ونفس الداعية
Mon Jan 19, 2015 7:57 pm by Hossam Masri
» نزاهة العمل الخيرى
Mon Jan 19, 2015 7:53 pm by Hossam Masri
» نصيحة محب
Mon Jan 19, 2015 7:49 pm by Hossam Masri
» همسة فى أُذن الشباب
Mon Jan 19, 2015 7:46 pm by Hossam Masri
» الإنسانية قبل التدين الحبيب على الجفرى
Mon Jan 19, 2015 7:43 pm by Hossam Masri
» الأسئلة العشرة.. إلى فلاسفتنا ومثقفينا
Mon Jan 19, 2015 7:40 pm by Hossam Masri
» يا شيخ.. أختلف مع حضرتك
Mon Jan 19, 2015 12:49 pm by Hossam Masri
» أوقفوا الكراهية
Mon Jan 19, 2015 12:46 pm by Hossam Masri
» الفرق بين المسلم والإسلامى
Mon Jan 19, 2015 12:40 pm by Hossam Masri
» اللحية والجلباب
Mon Jan 19, 2015 12:36 pm by Hossam Masri
» كن صادقاً-----
Mon Jan 19, 2015 12:30 pm by Hossam Masri
» فقط للعقلاء
Mon Jan 19, 2015 12:25 pm by Hossam Masri
» كلمة التوحيد وإسلام الأمم السابقة
Mon Jan 19, 2015 11:30 am by Hossam Masri
» الحلقة الثالثة : قصص الانسان فى القران "اصحاب الاخدود"
Mon Jan 19, 2015 10:09 am by Hossam Masri
» "الحلقة الثانية: قصص الانسان فى القران "اصحاب الاخدود
Mon Jan 19, 2015 10:07 am by Hossam Masri
» قصص الانسان فى القران قصة اصحاب الاخدود
Mon Jan 19, 2015 10:05 am by Hossam Masri
» Did Islam spread by the sword?
Sun Jan 18, 2015 1:23 am by Hossam Masri
» الدليل المصور الموجز لفهم الإسلام
Sun Jan 18, 2015 1:18 am by Hossam Masri
» Salat - Prayer? Or What? How? When?
Sun Jan 18, 2015 1:12 am by Hossam Masri
» الآن! عرف اصدقاءك بالاسلام هذه الصفحة مخصصة لمساعدة أصدقائكم من غير المسلمين عن طريقكم بدعوتهم إلى التعرف على الإسلام بأحد السُبل والخيارات التالية:
Sun Jan 18, 2015 1:05 am by Hossam Masri
» Ceux qui ont cru et n’ont point entaché leur foi de quelque polythéisme
Sun Jan 18, 2015 1:01 am by Hossam Masri
» Guide du converti musulman: Ta foi (Allah, Anges, Livres, Prophètes, Jour dernier et destin)
Sun Jan 18, 2015 12:59 am by Hossam Masri
» የ ነብያቺን ሳላላሁ አለይህ ዋሳላም ስራ (ህይወት ታሪክ)ክፍል አስራ ሁለት
Sun Jan 18, 2015 12:47 am by Hossam Masri
» የ ነብያቺን ሳላላሁ አለይህ ዋሳላም ስራ (ህይወት ታሪክ)ክፍል አስራ ሰባት
Sun Jan 18, 2015 12:44 am by Hossam Masri
» Seerah 4- Characteristics of thé Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:40 am by Hossam Masri
» Seerah 3 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:36 am by Hossam Masri
» Seerah 2 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:31 am by Hossam Masri
» Seerah 1 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sat Jan 17, 2015 11:57 pm by Hossam Masri
» أقوال المشاهير في محمد بن عبد الله prophet mohammed
Fri Jan 16, 2015 3:33 pm by Hossam Masri
» كيف أنصف الغرب الإسلام والرسول الكريم.. علماء غربيون ومستشرقون شهدوا بعظمة النبى محمد وسماحته.. الأمريكى مايكل هارت اختاره على رأس قائمة أهم 100 شخصية مؤثرة فى التاريخ.. و"لامارتين": عبقريته لا تقارن
Fri Jan 16, 2015 3:30 pm by Hossam Masri
» غضب عارم بالعالم الإسلامى من رسومات "شارلى إبدو" المسيئة للرسول.. تؤجج مشاعر الكراهية وتتحدى مشاعر المسلمين..
Fri Jan 16, 2015 3:19 pm by Hossam Masri
» Does God know future?
Mon Jan 12, 2015 4:40 am by Hossam Masri
» Knowing Allah through His creations
Mon Jan 12, 2015 4:37 am by Hossam Masri
» Belief (Iman) in Allah Almighty
Mon Jan 12, 2015 4:22 am by Hossam Masri
» الإيمان بالله تعالى
Mon Jan 12, 2015 4:20 am by Hossam Masri
» La foi en Dieu
Mon Jan 12, 2015 4:19 am by Hossam Masri
» Qui est Allah؟
Mon Jan 12, 2015 4:17 am by Hossam Masri
» バイブルによるイエス神格性の否定(7/7):神とイエスは二つの異なる存在である
Mon Jan 12, 2015 4:15 am by Hossam Masri
» لماذا خلق الله الشيطان؟ للشيخ الشعراوى
Mon Jan 12, 2015 4:12 am by Hossam Masri
» كيف تكون مستجاب الدعاء...... الشعراوى.
Mon Jan 12, 2015 4:00 am by Hossam Masri
» علاج القلق والخوف ووسوسة الشيطان..للشيخ الشعراوى
Mon Jan 12, 2015 3:59 am by Hossam Masri
» وصفة الشيخ الشعراوي للتغلب على الشهوات
Mon Jan 12, 2015 3:58 am by Hossam Masri
» هكذا كان محمد الأب.. والسيد العابد هكذا كان محمد الأب.. والسيد العابد
Sun Jan 11, 2015 12:43 pm by Hossam Masri
» حقيقة ليلة القدر التي أخفتها وكالة ناسا منذ 10سنوات حتى لايسلم العالم!
Sun Jan 11, 2015 12:13 pm by Hossam Masri
» Dr. Brown amazing Story - أعجوبة جعلت أشهر طبيب بأمريكا يتحول من الإلحاد إلى الإسلام
Sat Jan 10, 2015 8:10 am by Hossam Masri
» هذا هو الإسلام الحقيقي | The Real Islam
Sat Jan 10, 2015 8:07 am by Hossam Masri
» \\\\\\\\\\\\ محمد رسول الله صل الله عليه وسلم) Muhammad is the messenger of Allah peace be upon him)
Tue Jan 06, 2015 4:10 am by Hossam Masri
» طالبة أمريكية مسلمة جعلت قسيسا يتخبط من سؤال واحد-A question by a student made a priest mumble
Tue Jan 06, 2015 2:43 am by Hossam Masri
» على طريق الله الشيطان - مصطفى حسني
Sun Jan 04, 2015 2:38 am by Hossam Masri
» فيديو هيغير حياتك لو شوفته بجد
Sun Jan 04, 2015 2:32 am by Hossam Masri
» معجزة الشفاء
Sun Jan 04, 2015 1:53 am by Hossam Masri
» أهل الجنة - الحلقة - المتفائل - مصطفى حسني
Sun Jan 04, 2015 1:45 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» كيف تكون عبدا صالحا - صالح المغامسي
Fri Jan 02, 2015 7:06 pm by Hossam Masri
» كنوز حسن الظن بالله - صالح المغامسي
Fri Jan 02, 2015 7:04 pm by Hossam Masri
» الكنز المفقود حسن الظن بالله
Fri Jan 02, 2015 7:03 pm by Hossam Masri
» من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
Fri Jan 02, 2015 7:01 pm by Hossam Masri
» أهل الجنة الراضي - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:58 pm by Hossam Masri
» على طريق الله - - الأمل في الله - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:56 pm by Hossam Masri
» أحبك ربي - - الصلاة - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:55 pm by Hossam Masri
» للطلاب عن الامتحانات والمذاكرة
Fri Jan 02, 2015 6:54 pm by Hossam Masri