الاسلام بكل لغات العالم Islam in all languages of the

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
مرحبا بكم في
منتدي (( الإسلام ديننا...العربية لغتنا. ))(((((( اذكروا الله))))))
((((O nation of Islam, Congregational in the love of God and the Messenger of God))))
المنتدي مفتوح للجميع في سبيل الله

https://arab-2010.yoo7.com/
وجزاكم الله كل الخير

قـال الله تعالى

( حتى إذا جاء أحدهـم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمـل صالحاً فيما تركت..)

اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله

Join the forum, it's quick and easy

الاسلام بكل لغات العالم Islam in all languages of the

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
مرحبا بكم في
منتدي (( الإسلام ديننا...العربية لغتنا. ))(((((( اذكروا الله))))))
((((O nation of Islam, Congregational in the love of God and the Messenger of God))))
المنتدي مفتوح للجميع في سبيل الله

https://arab-2010.yoo7.com/
وجزاكم الله كل الخير

قـال الله تعالى

( حتى إذا جاء أحدهـم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمـل صالحاً فيما تركت..)

اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله

الاسلام بكل لغات العالم Islam in all languages of the

Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.
الاسلام بكل لغات العالم Islam in all languages of the

صدقه جاريه علي روح امي رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته

Latest topics

» لماذا سمي الدين الإسلامي (بالإسلام) ؟
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeWed Feb 10, 2016 7:30 am by Hossam Masri

» الشيخ الشعراوى(كيف يحبك الله)
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Feb 01, 2016 8:26 am by Hossam Masri

» الشيخ الشعراوى.اذا اردت ان يستجيب الله دعاءك
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Feb 01, 2016 8:20 am by Hossam Masri

» للطمأنينة وهدوء النفس والسعادة .. الشيخ الشعراوي.
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Feb 01, 2016 8:16 am by Hossam Masri

»  الفيس بوك (( الإسلام بكل لغات العالم )) Islam in all languages of the world
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSat May 09, 2015 11:09 am by Hossam Masri

» حدث جلل : ترتيب علامات الساعه الكبرى
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeThu Feb 19, 2015 7:44 pm by Hossam Masri

» 6 علامات تؤكد حب الله لك
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeWed Feb 18, 2015 4:54 am by Hossam Masri

» تفسير سورة يوسف للشيخ محمد متولي الشعراوي ١من٢
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeTue Feb 10, 2015 12:06 pm by Hossam Masri

» تفسيرسورة الذاريات كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeTue Feb 10, 2015 12:04 pm by Hossam Masri

» تفسيرسورة الرحمن كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeTue Feb 10, 2015 12:02 pm by Hossam Masri

» تفسيرسورة الواقعة كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeTue Feb 10, 2015 11:58 am by Hossam Masri

» الموعظة الحسنة مبروك عطية
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSat Jan 31, 2015 9:11 am by Hossam Masri

» أتحداك اذا لم تدمع عيناك . قصة وفاة الرسول
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeWed Jan 28, 2015 9:34 am by Hossam Masri

»  فيلم وثائقي يشرح حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeWed Jan 28, 2015 8:54 am by Hossam Masri

» بالفيديو.. اللاعب الألمانى دانى بلوم يعتنق الإسلام
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeTue Jan 27, 2015 1:53 am by Hossam Masri

» د.عُمر عبد الكافي - محاضرة - وجاء الاسلام
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 25, 2015 6:06 pm by Hossam Masri

» الآباء والمراهقون .. تجارب عملية
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 25, 2015 10:22 am by Hossam Masri

» مشكلات المراهقة وعلاجها
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 25, 2015 10:19 am by Hossam Masri

» المراهقة: خصائص المرحلة ومشكلاتها
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 25, 2015 10:17 am by Hossam Masri

» كيف تعاملين ابنتك المراهقة..
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 25, 2015 10:13 am by Hossam Masri

» الاسلام والاعاقة العقلية
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 25, 2015 10:06 am by Hossam Masri

» الخمر والمخدرات افة المجتمع
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 25, 2015 10:01 am by Hossam Masri

» الدمج والتاهيل المهنى لذوى الاعاقة
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 25, 2015 9:59 am by Hossam Masri

» غريزة الشهوة والمراهقة وطرق التربية الجنسية الصحيحة
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 25, 2015 9:54 am by Hossam Masri

» MoreThan 69 Miracles of ISLAM, that none can Deny .
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 9:17 pm by Hossam Masri

»  معجزة الشفاء
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 8:10 pm by Hossam Masri

» وعد النبي محمد (ص) للمسيحيين
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 8:02 pm by Hossam Masri

» الخمر واللذة.. ونفس الداعية
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 7:57 pm by Hossam Masri

»  نزاهة العمل الخيرى
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 7:53 pm by Hossam Masri

» نصيحة محب
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 7:49 pm by Hossam Masri

» همسة فى أُذن الشباب
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 7:46 pm by Hossam Masri

» الإنسانية قبل التدين الحبيب على الجفرى
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 7:43 pm by Hossam Masri

» الأسئلة العشرة.. إلى فلاسفتنا ومثقفينا
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 7:40 pm by Hossam Masri

» يا شيخ.. أختلف مع حضرتك
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 12:49 pm by Hossam Masri

» أوقفوا الكراهية
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 12:46 pm by Hossam Masri

» الفرق بين المسلم والإسلامى
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 12:40 pm by Hossam Masri

» اللحية والجلباب
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 12:36 pm by Hossam Masri

» كن صادقاً-----
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 12:30 pm by Hossam Masri

» فقط للعقلاء
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 12:25 pm by Hossam Masri

»  كلمة التوحيد وإسلام الأمم السابقة
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 11:30 am by Hossam Masri

» الحلقة الثالثة : قصص الانسان فى القران "اصحاب الاخدود"
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 10:09 am by Hossam Masri

» "الحلقة الثانية: قصص الانسان فى القران "اصحاب الاخدود
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 10:07 am by Hossam Masri

»  قصص الانسان فى القران قصة اصحاب الاخدود
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 19, 2015 10:05 am by Hossam Masri

» Did Islam spread by the sword?
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 18, 2015 1:23 am by Hossam Masri

»  الدليل المصور الموجز لفهم الإسلام
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 18, 2015 1:18 am by Hossam Masri

» Salat - Prayer? Or What? How? When?
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 18, 2015 1:12 am by Hossam Masri

» الآن! عرف اصدقاءك بالاسلام هذه الصفحة مخصصة لمساعدة أصدقائكم من غير المسلمين عن طريقكم بدعوتهم إلى التعرف على الإسلام بأحد السُبل والخيارات التالية:
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 18, 2015 1:05 am by Hossam Masri

» Ceux qui ont cru et n’ont point entaché leur foi de quelque polythéisme
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 18, 2015 1:01 am by Hossam Masri

» Guide du converti musulman: Ta foi (Allah, Anges, Livres, Prophètes, Jour dernier et destin)
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 18, 2015 12:59 am by Hossam Masri

» የ ነብያቺን ሳላላሁ አለይህ ዋሳላም ስራ (ህይወት ታሪክ)ክፍል አስራ ሁለት
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 18, 2015 12:47 am by Hossam Masri

» የ ነብያቺን ሳላላሁ አለይህ ዋሳላም ስራ (ህይወት ታሪክ)ክፍል አስራ ሰባት
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 18, 2015 12:44 am by Hossam Masri

» Seerah 4- Characteristics of thé Prophet (Peace Be Upon Him)
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 18, 2015 12:40 am by Hossam Masri

» Seerah 3 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 18, 2015 12:36 am by Hossam Masri

»  Seerah 2 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 18, 2015 12:31 am by Hossam Masri

» Seerah 1 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSat Jan 17, 2015 11:57 pm by Hossam Masri

» أقوال المشاهير في محمد بن عبد الله prophet mohammed
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeFri Jan 16, 2015 3:33 pm by Hossam Masri

» كيف أنصف الغرب الإسلام والرسول الكريم.. علماء غربيون ومستشرقون شهدوا بعظمة النبى محمد وسماحته.. الأمريكى مايكل هارت اختاره على رأس قائمة أهم 100 شخصية مؤثرة فى التاريخ.. و"لامارتين": عبقريته لا تقارن
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeFri Jan 16, 2015 3:30 pm by Hossam Masri

» غضب عارم بالعالم الإسلامى من رسومات "شارلى إبدو" المسيئة للرسول.. تؤجج مشاعر الكراهية وتتحدى مشاعر المسلمين..
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeFri Jan 16, 2015 3:19 pm by Hossam Masri

» Does God know future?
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 12, 2015 4:40 am by Hossam Masri

» Knowing Allah through His creations
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 12, 2015 4:37 am by Hossam Masri

» Belief (Iman) in Allah Almighty
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 12, 2015 4:22 am by Hossam Masri

» الإيمان بالله تعالى
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 12, 2015 4:20 am by Hossam Masri

» La foi en Dieu
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 12, 2015 4:19 am by Hossam Masri

» Qui est Allah؟
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 12, 2015 4:17 am by Hossam Masri

» バイブルによるイエス神格性の否定(7/7):神とイエスは二つの異なる存在である
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 12, 2015 4:15 am by Hossam Masri

»  ‫لماذا خلق الله الشيطان؟ للشيخ الشعراوى‬‎
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 12, 2015 4:12 am by Hossam Masri

» كيف تكون مستجاب الدعاء...... الشعراوى.
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 12, 2015 4:00 am by Hossam Masri

» علاج القلق والخوف ووسوسة الشيطان..للشيخ الشعراوى
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 12, 2015 3:59 am by Hossam Masri

» وصفة الشيخ الشعراوي للتغلب على الشهوات
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeMon Jan 12, 2015 3:58 am by Hossam Masri

» هكذا كان محمد الأب.. والسيد العابد هكذا كان محمد الأب.. والسيد العابد
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 11, 2015 12:43 pm by Hossam Masri

» حقيقة ليلة القدر التي أخفتها وكالة ناسا منذ 10سنوات حتى لايسلم العالم!
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 11, 2015 12:13 pm by Hossam Masri

» Dr. Brown amazing Story - أعجوبة جعلت أشهر طبيب بأمريكا يتحول من الإلحاد إلى الإسلام
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSat Jan 10, 2015 8:10 am by Hossam Masri

» هذا هو الإسلام الحقيقي | The Real Islam
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSat Jan 10, 2015 8:07 am by Hossam Masri

» \\\\\\\\\\\\ محمد رسول الله صل الله عليه وسلم) Muhammad is the messenger of Allah peace be upon him)
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeTue Jan 06, 2015 4:10 am by Hossam Masri

» طالبة أمريكية مسلمة جعلت قسيسا يتخبط من سؤال واحد-A question by a student made a priest mumble
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeTue Jan 06, 2015 2:43 am by Hossam Masri

» على طريق الله الشيطان - مصطفى حسني
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 04, 2015 2:38 am by Hossam Masri

» فيديو هيغير حياتك لو شوفته بجد
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 04, 2015 2:32 am by Hossam Masri

» معجزة الشفاء
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 04, 2015 1:53 am by Hossam Masri

» أهل الجنة - الحلقة - المتفائل - مصطفى حسني
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 04, 2015 1:45 am by Hossam Masri

» Fragen und Antworten zum Islam
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri

» Fragen und Antworten zum Islam
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri

» Fragen und Antworten zum Islam
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeSun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri

» كيف تكون عبدا صالحا - صالح المغامسي
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeFri Jan 02, 2015 7:06 pm by Hossam Masri

» كنوز حسن الظن بالله - صالح المغامسي
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeFri Jan 02, 2015 7:04 pm by Hossam Masri

» الكنز المفقود حسن الظن بالله
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeFri Jan 02, 2015 7:03 pm by Hossam Masri

» من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeFri Jan 02, 2015 7:01 pm by Hossam Masri

» أهل الجنة الراضي - مصطفى حسني
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeFri Jan 02, 2015 6:58 pm by Hossam Masri

» على طريق الله - - الأمل في الله - مصطفى حسني
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeFri Jan 02, 2015 6:56 pm by Hossam Masri

» أحبك ربي - - الصلاة - مصطفى حسني
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeFri Jan 02, 2015 6:55 pm by Hossam Masri

»  للطلاب عن الامتحانات والمذاكرة
بيان معنى كلمة لا اله الا الله I_icon_minitimeFri Jan 02, 2015 6:54 pm by Hossam Masri

الساعه

>

www.huda.tv

    بيان معنى كلمة لا اله الا الله

    Hossam Masri
    Hossam Masri
    العبد لله مدير المنتدي
    العبد لله مدير المنتدي


    عدد المساهمات : 4832
    نقاط : 14698
    العمر : 54

    بيان معنى كلمة لا اله الا الله Empty بيان معنى كلمة لا اله الا الله

    Post by Hossam Masri Wed Feb 20, 2013 1:58 am

    لا إله إلا الله محمد رسول الله

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد:

    أيها الإخوة في الله لقد رأت اللجنة التي وكل إليها توزيع الندوات والمحاضرات في هذا البلد أن يكون عنوان الكلمة هذه الليلة (بيان معنى لا إله إلا الله) فوافقت على ذلك؛ لأن هذه الكلمة هي أصل الدين وأساس الملة، وهي التي فرق الله بها بين الكافر والمسلم، وهي التي دعت إليها الرسل جميعا، وأنزلت من أجلها الكتب، وخلق من أجلها الثقلان الجن والإنس، دعا إليها آدم أبونا عليه الصلاة والسلام وسار عليها هو وذريته إلى عهد نوح، ثم وقع الشرك في قوم نوح فأرسل الله إليهم نوحا عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى توحيد الله ويقول لهم: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[1] وهكذا هود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وغيرهم من الرسل كلهم دعوا أممهم إلى هذه الكلمة، إلى توحيد الله والإخلاص له وترك عبادة ما سواه وآخرهم وخاتمهم وأفضلهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، بعثه الله إلى قومه بهذه الكلمة، وقال لهم يا قوم: ((قولوا لا إله إلا الله تفلحوا)) وأمرهم بإخلاص العبادة لله وحده وأن يدعوا ما عليه آباؤهم وأسلافهم من الشرك بالله وعبادة الأصنام والأوثان والأشجار والأحجار وغير ذلك، فاستنكرها المشركون وقالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}[2] لأنهم قد اعتادوا عبادة الأصنام والأوثان والأولياء والأشجار وغير ذلك والذبح لهم والنذر لهم وطلبهم قضاء الحاجات وتفريج الكروب فاستنكروا هذه الكلمة؛ لأنها تبطل آلهتهم ومعبوداتهم من دون الله.
    وقال سبحانه في سورة الصافات: {إنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}[3] سموا النبي عليه الصلاة والسلام شاعرا مجنونا بجهلهم وضلالهم وعنادهم وهم يعلمون أنه أصدق الناس وأنه الأمين، وأنه أعقل الناس، وأنه ليس بشاعر، ولكنه الجهل والظلم والعدوان والمغالطة والتكذيب والتشبيه على الناس، فكل من لم يحقق هذه الكلمة ويعرف معناها ويعمل بها فليس بمسلم، فالمسلم هو الذي يوحد الله ويخصه بالعبادة دون كل ما سواه، فيصلي له ويصوم له ويدعوه وحده ويستغيث به وينذر ويذبح له إلى غير ذلك من أنواع العبادات، ويعلم يقينا أن الله سبحانه هو المستحق للعبادة وأن ما سواه لا يستحقها سواء كان نبيا أو ملكا أو وليا أو صنما أو شجرا أو جنيا أو غير ذلك كلهم لا يستحقون العبادة بل هي حق لله وحده، ولهذا قال الله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ}[4] يعني أمر وأوصى ألا تعبدوا إلا إياه، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، وهو أنه لا معبود حق إلا الله، فهي نفي وإثبات. نفي للإلهية عن غير الله وإثبات لها بحق لله وحده سبحانه وتعالى، فالإلهية التي يوصف بها غير الله باطلة وهي لله وحده بحق ثابتة له سبحانه وتعالى كما قال عز وجل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}[5]، فالعبادة لله وحده دون كل ما سواه، وأما صرف الكفار لها لغيره سبحانه فذلك باطل ووضع لها في غير محلها، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[6]، وقال سبحانه في سورة الفاتحة وهي أعظم سورة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[7] أمر الله المؤمنين أن يقولوا هكذا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يعني نعبدك وحدك وإياك نستعين وحدك، وقال عز وجل: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شيئاً}[8]، وقال سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}[9]، وقال عز وجل: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[10]، وقال سبحانه: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}[11] إلى غير ذلك من آيات كثيرات كلها تدل على أنه سبحانه هو المستحق للعبادة وأن المخلوقين لا حظ لهم فيها، وهذا هو معنى لا إله إلا الله وتفسيرها وحقيقتها تخص العبادة بحق الله وحده وتنفيها بحق عما سواه.
    ومعلوم أن عبادة غير الله موجودة وقد عبدت أصنام وأوثان من دون الله وعبد فرعون من دون الله وعبدت الملائكة من دون الله وعبدت الرسل من دون الله وعبد الصالحون من دون الله كل ذلك قد وقع ولكنه باطل وهو خلاف الحق والمعبود بالحق هو الله وحده سبحانه وتعالى.
    وكلمة لا إله إلا الله نفي وإثبات كما سبق، نفي للعبادة بحق عن غير الله كائنا من كان وإثبات العبادة لله وحده بالحق كما قال جل وعلا عن إبراهيم الخليل عليه السلام أنه قال لأبيه وقومه: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عقبه}[12]، وقال سبحانه: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}[13]، وهذا قول الرسل جميعا لأن قوله سبحانه: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} يعني به الرسل جميعا وهم الذين معه من أولهم إلى آخرهم ودعوتهم دعوته وكلمتهم هي البراءة من عبادة غير الله ومن المعبودين من دون الله الذين رضوا بالعبادة لهم ودعوا إليها، فالمؤمن يتبرأ منهم وينكر عبادتهم ويؤمن بالله وحده المعبود بالحق سبحانه وتعالى، ولهذا قال سبحانه في الآية السابقة عن إبراهيم أنه قال لأبيه وقومه: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلا الَّذِي فَطَرَنِي} وهو الله سبحانه وتعالى الذي فطره وفطر غيره فإنه لا يتبرأ من عبادته وإنما يتبرأ من عبادة غيره، فالبراءة تكون من عبادة غيره سبحانه، أما هو الذي فطر العباد وخلقهم وأوجدهم من العدم وغذاهم بالنعم فهو المستحق العبادة سبحانه وتعالى، فهذا هو مدلول هذه الكلمة ومعناها ومفهومها، وحقيقتها البراءة من عبادة غير الله وإنكارها واعتقاد بطلانها والإيمان بأن العبادة بحق لله وحده سبحانه وتعالى وهذا معنى قوله جل وعلا: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }[14] ومعنى يكفر بالطاغوت ينكر عبادة الطاغوت ويتبرأ منها، والطاغوت: اسم لكل ما عبد من دون الله فكل معبود من دون الله يسمى طاغوتاً فالأصنام والأشجار والأحجار والكواكب المعبودة من دون الله كلها طواغيت وهكذا من عبد وهو راض كفرعون ونمرود وأشباههما يقال له طاغوت، وهكذا الشياطين طواغيت؛ لأنهم يدعون إلى الشرك.
    وأما من عبد من دون الله ولم يرض بذلك كالأنبياء والصالحين والملائكة فهؤلاء ليسوا طواغيت وإنما الطاغوت الشيطان الذي دعا إلى عبادتهم من جن وإنس، أما الرسل والأنبياء والصالحون والملائكة فهم براء من ذلك وليسوا طواغيت؛ لأنهم أنكروا عبادتهم وحذروا منها وبينوا أن العبادة حق الله وحده سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ}[15] يعني ينكر عبادة غير الله ويتبرأ منها ويجحدها ويبين أنها باطلة {وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} يعني يؤمن بأن الله هو المعبود بالحق وأنه هو المستحق للعبادة وأنه رب العالمين وأنه الخلاق العليم رب كل شيء ومليكه، العالم بكل شيء والقاهر فوق عباده وهو فوق العرش فوق السموات سبحانه وتعالى وعلمه في كل مكان، وهو المستحق العبادة جل وعلا، فلا يتم الإيمان ولا يصح إلا بالبراءة من عبادة غير الله وإنكارها واعتقاد بطلانها، والإيمان بأن الله هو المستحق للعبادة سبحانه وتعالى، وهذا هو معنى قوله سبحانه في سورة الحج: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دونه هو الباطل}[16]، وفي سورة لقمان: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ}[17]، وهو معنى الآيات السابقات وهي قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[18]، وقوله جل وعلا: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شيئاً}[19]، وقوله عز وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}[20] إلى غير ذلك من الآيات.
    وكان الناس في عهد آدم وبعده إلى عشرة قرون كلهم على توحيد الله كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، ثم وقع الشرك في قوم نوح فعبدوا مع الله ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا كما ذكر الله ذلك في سورة نوح، فأرسل الله إليهم نوحا عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى توحيد الله وينذرهم نقمة الله وعقابه، فاستمروا في طغيانهم وكفرهم وضلالهم ولم يؤمن به منهم إلا القليل، فأكثرهم ومعظمهم استكبروا عن ذلك كما بين الله ذلك في كتابه العظيم، فماذا فعل الله بهم؟ فعل بهم ما بينه لنا في كتابه العظيم من إهلاكهم بالطوفان وهو الماء العام الذي ملأ الأرض وعلا فوق الجبال وأغرق الله به من كفر بالله وعصى رسوله نوح ولم ينج إلا من كان مع نوح في السفينة كما قال سبحانه: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ}[21] وهذا عقابهم في العاجل في الدنيا، ولهم عقاب آخر في الآخرة وهو العذاب في النار يوم القيامة نسأل الله العافية.
    ثم جاءت عاد بعد ذلك وأرسل الله إليهم هودا بعد نوح، فسلكوا مسلك من قبلهم من قوم نوح في العناد والكفر بالله والضلال، فأرسل الله عليهم الريح العقيم فأهلكوا عن آخرهم ولم ينج منهم إلا من آمن بهود وهم القليل.
    ثم جاء بعدهم قوم صالح وهم ثمود فسلكوا مسلك من قبلهم من الأمتين أمة نوح وأمة هود فعصوا الرسل واستكبروا عن الحق فأخذهم الله بعقاب الصيحة والرجفة حتى هلكوا عن آخرهم ولم ينج إلا من آمن بنبيه صالح عليه الصلاة والسلام.
    ثم جاء بعدهم الأمم الأخرى أمة إبراهيم وأمه لوط وشعيب وأمة يعقوب وإسحاق ويوسف، ثم جاء بعدهم موسى وهارون وداود وسليمان وغيرهم من الأنبياء كلهم دعوا الناس إلى توحيد الله كما أمروا، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[22]، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[23] وكلهم أدوا ما عليهم من البلاغ والبيان عليهم الصلاة والسلام، بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة ونصحوا الأمة وبينوا لهم معنى هذه الكلمة: " لا إله إلا الله " وبينوا أن الواجب إخلاص العبادة لله وحده وأنه هو الذي يستحق العبادة دون كل ما سواه، وأن الأشجار والأحجار والأصنام والكواكب والجن والإنس وغيرهم من المخلوقات كلهم لا يصلحون للعبادة؛ لأن العبادة يجب أن تصرف لله وحده. وفرعون لما بغى وطغى وعاند موسى وخرج لقتله ساقه الله جل وعلا للبحر وأغرقه ومن معه فيه في لحظة واحدة، وهذا عذاب معجل وهو الغرق وبعده عذاب النار، نسأل الله العافية والسلامة.
    ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام دعا الناس إلى عبادة الله وبشر بالجنة من آمن وحذر بالنار من كفر، فآمن من آمن وهم القليل في مكة، ثم بسبب الأذى له ولأصحابه أمره الله بالهجرة إلى المدينة، فهاجر إليها ومن آمن معه ممن استطاع الهجرة، فصارت المدينة دار الهجرة، والعاصمة الأولى للمسلمين، وانتشر فيها دين الله، وقامت فيها سوق الجهاد بعد تعب عظيم، وإيذاء شديد من قريش وغيرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين معه في مكة.

    كل ذلك من أجل هذه الكلمة " لا إله إلا الله " الرسل تدعو إليها ومحمد خاتمهم عليه الصلاة والسلام يدعو إلى ذلك، يدعو إلى الإيمان بها، واعتقاد معناها، وتعطيل الآلهة التي عبدوها من دون الله وإنكارها وإخلاص العبادة لله وحده، والمشركون يأبون ذلك، ويقولون إنهم سائرون على طريقة أسلافهم، ويقولون: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}[24].
    فأمة العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، سلكوا مسلك من قبلهم في العناد والكفر والضلال والتكذيب، ونبينا عليه الصلاة والسلام طيلة ثلاثة عشر سنة في مكة، يدعوهم إلى توحيد الله، وإلى ترك الشرك بالله، فلم يؤمن به إلا القليل، وهذا بعد الهجرة إلى المدينة، استمروا في طغيانهم، وقاتلوه يوم بدر، ويوم أحد، ويوم الأحزاب عناداً وكفراً وضلالاً، وساعدهم من ساعدهم من كفار العرب، ولكن الله جلت قدرته أيد نبيه والمؤمنين وأعانهم، وجرى ما جرى يوم بدر من الهزيمة على أعداء الله، والنصر لأولياء الله، ثم جرى ما جرى يوم أحد من الامتحان الذي كتبه الله على عباده، وحصل ما حصل من الجراح والقتل على المسلمين بأسباب بينها في كتابه العظيم سبحانه وتعالى، ثم جاءت وقعة الأحزاب بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أهل الكفر، فأعز الله جنده ونصر عبده وأنزل بأسه بالكفار، فرجعوا خائبين لم ينالوا خيراً، ونصر الله المسلمين ضد أعدائهم، ثم جاءت بعد ذلك غزوة الحديبية عام ست من الهجرة، وحصل فيها ما حصل من الصلح بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل مكة، والمهادنة عشر سنين حتى يأمن الناس، وحتى يتصل بعضهم ببعض، وحتى يتأملوا دعوته عليه الصلاة والسلام وما جاء به من الهدى، ثم نقضت قريش العهد فغزاهم النبي صلى الله عليه وسلم عام ثمان من الهجرة في رمضان، وفتح الله عليه مكة، ودخل الناس في دين الله أفواجاً والحمد لله.

    فهذا الدين العظيم وهو الإسلام يحتاج من أهله إلى صبر ومصابرة وإخلاص لله ودعوة إليه وإيمان به وبرسله، والوقوف عند حدوده وترك لما نهى عنه عز وجل، هذا هو دين الله، الذي بعث به رسله وأنزل به كتبه، وهو الدين الذي بعث به نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام، وهو توحيد الله والإخلاص له والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والانقياد لشريعته قولاً وعملاً وعقيدة، وأصله وأساسه الشهادة أن لا إله إلا الله، التي بعث الله بها جميع الرسل، فلا إسلام إلا بها من عهد نوح إلى عهد محمد عليه الصلاة والسلام، لا إسلام إلا بهذه الكلمة: " لا إله إلا الله " قولاً وعملاً وعقيدة، فيقول المسلم: " لا إله إلا الله " بلسانه ويصدقها بقلبه وأعماله، فيوحد الله، ويخصه بالعبادة، ويتبرأ من عبادة ما سواه، ولابد مع هذا من الشهادة للنبي بالرسالة عليه الصلاة والسلام، لا بد من الإيمان بالله وحده وإخلاص العبادة له، لابد من التصديق للرسل الذين بعثوا بذلك من عهد نوح إلى عهد محمد صلى الله عليه وسلم، لابد مع الشهادة بأنه " لا إله إلا الله " والإيمان بالله: من تصديق نوح عليه الصلاة والسلام، فلا إسلام إلا بذلك. وفي عهد هود كذلك لا إسلام إلا بتصديق هود عليه الصلاة والسلام، مع توحيد الله والإخلاص له، والإيمان بمعنى لا إله إلا الله، وهكذا في عهد صالح لا إسلام إلا بذلك.. بتوحيد الله والإخلاص له، والإيمان بصالح، وأنه رسول الله حقاً عليه الصلاة والسلام، وهكذا من بعدهم كل نبي يبعث إلى أمته، لابد في الإسلام من توحيد الله والإيمان بذاك الرسول الذي بعث إليهم وتصديقه، وآخرهم عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام هو آخر أنبياء بني إسرائيل وآخر الأنبياء قبل محمد عليه الصلاة والسلام، فلا إسلام إلا لمن آمن به واتبع ما جاء به، ولما أنكرته اليهود وكذبوه صاروا كفارا بذلك.

    ثم بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وآخرهم، وجعل الدخول في الإسلام لا يتم ولا يصح إلا بالإيمان به عليه الصلاة والسلام، فلابد من توحيد الله والإيمان بهذه الكلمة، وهي: " لا إله إلا الله، واعتقاد معناها. وأن معناها توحيد الله وإفراده بالعبادة، وتخصيصه بها دون كل ما سواه، مع الإيمان برسوله محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه خاتم الأنبياء، لا نبي بعده، هكذا علم الرسول أمته عليه الصلاة والسلام، وهكذا دل كتاب الله على ذلك، قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}[25] لابد من الإيمان بالنبيين جميعا وآخرهم محمد عليه الصلاة والسلام. ولما سأل جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)) فلابد مع الإسلام وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله من الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين السابقين، والإيمان بجميع الملائكة، والكتب المنزلة على الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام جميعا، ولابد من الإيمان بالقدر خيره وشره والإيمان باليوم الآخر، والبعث بعد الموت، والجنة والنار، وأن ذلك حق لابد منه، ولكن أصل ذلك وأساسه الإيمان بالله وحده، وأنه هو المستحق العبادة. هذا هو الأصل، وهذا هو الأساس والبقية تابعة لذلك، فمن أراد الدخول في الإسلام والاستقامة عليه والفوز بالجنة والنجاة من النار، وأن يكون من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام الموعودين بالجنة والكرامة فإنه لا يتم له ذلك إلا بتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

    فتحقيق الأولى وهي-: " لا إله إلا الله " - بإفراد الله بالعبادة، وتخصيصه بها، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الجنة والنار والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

    وأما تحقيق الثانية- وهي شهادة أن محمدا رسول الله- فبالإيمان به صلى الله عليه وسلم، وأنه عبد الله ورسوله أرسله الله إلى الناس كافة إلى الجن والإنس، يدعوهم إلى توحيد الله والإيمان به، واتباع ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام مع الإيمان بجميع الماضين من الرسل والأنبياء، ثم بعد ذلك الإيمان بشرائع الله التي شرعها لعباده، على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والأخذ بها والاستمساك بها من صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد وغير ذلك.
    وكان صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن عمل يدخل به العبد الجنة وينجو به من النار قال له: ((تشهد أن لا الله إلا الله وأن محمدا رسول الله)) وربما قال له: ((تعبد الله ولا تشرك به شيئاً)) فعبر له بالمعنى، فإن معنى شهادة أن لا إله إلا الله: أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا. ولهذا لما سأله جبرائيل عليه السلام في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، أخبرني عن الإسلام؟ قال: ((الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا)) وفي حديث عمر رضي الله عنه قال: ((الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)) فهذا يفسر هذا: فإن شهادة أن لا إله إلا الله: معناها إفراد الله بالعبادة، وهذا هو عبادة الله وعدم الإشراك به مع الإيمان برسوله عليه الصلاة والسلام. وجاءه رجل فقال: يا رسول الله دلني على عمل أدخل به الجنة وأنجو من النار قال: ((تعبد الله ولا تشرك به شيئا)) ثم قال ((وتقيم الصلاة)) إلى آخره. فعبادة الله وعدم الإشراك به هذا هو معنى لا إله إلا الله قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}[26] يعني: اعلم أنه المستحق للعبادة، وأنه لا عبادة لغيره، بل هو المستحق لها وحده، وأنه الإله الحق، الذي لا تنبغي العبادة لغيره عز وجل. وإنكار المشركين لها يبين معناها؛ لأنهم إنما أنكروها لما علموا أنها تبطل آلهتهم وتبين أنهم على ضلالة ولهذا أنكروها فقالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِداً}[27]، وقال الله عنهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}[28] فعرفوا أنها تبطل آلهتهم وتبين زيفها، وأنها لا تصلح للعبادة، وأنها باطلة، وأن الإله الحق هو الله وحده سبحانه وتعالى. ولهذا أنكروها فعبادتهم للأصنام أو الأشجار أو الأحجار، أو الأموات أو الجن أو غير ذلك عبادة باطلة. فجميع المخلوقات ليس عندهم ضر ولا نفع، كلهم مملوكون لله سبحانه وتعالى، عبيده جل وعلا، فلا يصلحون للعبادة؛ لأن الله سبحانه خالق كل شيء وهو القائل سبحانه وتعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}[29] وقال جل وعلا: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ علْماً}[30].
    فالواجب على كل مكلف، وعلى كل مؤمن ومؤمنة من الجن والإنس التبصر في هذا الأمر وأن يعتني به كثيراً، حتى يكون جلياً عنده، واضحاً لديه؛ لأن أصل الدين وأساسه عبادة الله وحده، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، أي: لا معبود بحق إلا الله وحده سبحانه وتعالى، ويضاف إلى ذلك الإيمان بالرسل وبخاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام، لابد من ذلك مع الإيمان بملائكة الله، وكتب الله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله. كل ذلك لابد منه في تحقيق الدخول في الإسلام كما سبق بيان ذلك. وكثير من الناس يظن أن قول: لا إله إلا الله، أو أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله يكفيه ولو فعل ما فعل، وهذا من الجهل العظيم، فإنها ليست كلمات تقال، بل كلمات لها معنى لابد من تحقيقه بأن يقولها ويعمل بمقتضاها فإذا قال: لا إله إلا الله، وهو يحارب الله بالشرك وعبادة غيره فإنه ما حقق هذه الكلمة، فقد قالها المنافقون وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول، وهم مع ذلك في الدرك الأسفل من النار كما قال عز وجل: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً}[31] لماذا؟!. لأنهم قالوها باللسان وكفروا بها بقلوبهم، ولم يعتقدوها ولم يعملوا بمقتضاها فلا ينفعهم قولها بمجرد اللسان. وهكذا من قالها من اليهود والنصارى وعباد الأوثان، كلهم على هذا الطريق، لا تنفعهم حتى يؤمنوا بمعناها وحتى يخصوا الله بالعبادة، وحتى ينقادوا لشرعه. وهكذا اتباع مسيلمة الكذاب والأسود العنسي والمختار بن أبي عبيد الثقفي الذين ادعوا النبوة وغيرهم يقولون: لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، لكن لما صدقوا من ادعى أنه نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم كفروا، وصاروا مرتدين؛ لأنهم كذبوا قول الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[32] فهو خاتمهم وآخرهم، ومن ادعى بعده أنه نبي أو رسول صار كافراً ضالاً، وهكذا من صدقه كأتباع مسيلمة في اليمامة والأسود العنسي في اليمن والمختار في العراق وغيرهم لما صدقوا هؤلاء الكذابين بأنهم أنبياء. كفر من صدقهم بذلك واستحقوا أن يقاتلوا. فإذا كان من ادعى مقام النبوة يكون كافرا؛ لأنه ادعى ما ليس له في هذا المقام العظيم، وكذب على الله فكيف بالذي يدعي مقام الألوهية، وينصب نفسه ليعبد من دون الله؟ لا شك أن هذا أولى بالكفر والضلال. فمن يعبد غير الله، ويصرف له العبادة، ويوالي على ذلك ويعادي عليه فقد أتى أعظم الكفر والضلال.
    فمن شهد لمخلوق بالنبوة بعد محمد عليه الصلاة والسلام فهو كافر ضال، فلا إسلام ولا إيمان إلا بشهادة: أن لا إله إلا الله قولا وعملا وعقيدة، وأنه لا معبود بحق سوى الله، ولابد من الإيمان بأن محمداً رسول الله، مع تصديق الأنبياء الماضين والشهادة لهم بأنهم بلغوا الرسالة عليهم الصلاة والسلام. ثم بعد ذلك يقوم العبد بما أوجب الله عليه من الأوامر والنواهي، هذا هو الأصل لا يكون العبد مسلماً إلا بهذا الأصل: بإفراد الله بالعبادة والإيمان بما دلت عليه، هذه الكلمة: " لا إله إلا الله " ولابد مع ذلك من الإيمان برسول الله والأنبياء قبله، وتصديقهم واعتقاد أنهم بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة عليهم الصلاة والسلام، وكثير من الجهلة كما تقدم يظن أنه متى قال: لا إله إلا الله وشهد أن محمداً رسول الله فإنه يعتبر مسلماً ولو عبد الأنبياء أو الأصنام أو الأموات أو غير ذلك، وهذا من الجهل العظيم والفساد الكبير والضلال البعيد، بل لا بد من العمل بمعناها والاستقامة عليه، وعدم الإتيان بضد ذلك قولا وعملا وعقيدة، ولهذا يقول جل وعلا في سورة فصلت: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}[33] الآية. والمعنى أنهم قالوا: ربنا الله ثم استقاموا على ذلك، ووحدوه وأطاعوه واتبعوا ما يرضيه، وتركوا معاصيه، فلما استقاموا على ذلك صارت الجنة لهم، وفازوا بالكرامة، وفي الآية الأخرى من سورة الأحقاف قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[34] فعليك يا عبد الله بالتبصر في هذا الأمر والتفقه فيه بغاية العناية، حتى تعلم أنه الأصل الأصيل والأساس العظيم لدين الله، فإنه لا إسلام ولا إيمان إلا بشهادة أن لا إله إلا الله قولا وعملا وعقيدة، والشهادة بأن محمداً رسول الله قولاً وعملاً وعقيدة، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله عما كان وما سيكون، ثم بعد ذلك تأتي بأعمال الإسلام من صلاة وزكاة وصوم وغير ذلك. ولا ينبغي لعاقل أن يغتر بدعاة الباطل، ودعاة الشرك الذين دعوا غير الله، وأشركوا بالله غيره، وعبدوا المخلوقين من دون الله، وزعموا أنهم بذلك لا يكونون كفاراً؛ لأنهم قالوا: " لا إله إلا الله " قالوها بالألسنة، ونقضوها بأعمالهم وأقوالهم الكفرية، قالوها وأفسدوها بشركهم بالله، وعبادة غيره سبحانه وتعالى، فلم تعصم دماءهم ولا أموالهم، ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله عز وجل)) هكذا بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا بد من هذه الأمور.. وفي حديث طارق بن أشيم الأشجعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل)) وفي اللفظ الآخر: ((من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه)) أخرجهما الإمام مسلم في صحيحه. فأبان النبي صلى الله عليه وسلم بهذين الحديثين وأمثالهما أنه لابد من توحيد الله والإخلاص له، ولابد من الكفر بعبادة غيره، وإنكار ذلك والبراءة منه، مع التلفظ بالشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأداء بقية الحقوق الإسلامية.. وهذا هو الإسلام حقاً، وضده الكفر بالله عز وجل.
    وهذا الأصل يجب التزامه والسير عليه، وهو أن توحد الله، وتخلص له العبادة أينما كنت مع أداء الحقوق التي فرضها الله، وترك ما حرم الله عليك، وبهذا تكون مسلماً، مستحقاً لثواب الله ولكرامته سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة، ولذلك أنزل الله قوله جل وعلا: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}[35] فبين الحكمة في خلقهم، وهي أن يعبدوا الله وحده، وأنهم لم يخلقوا عبثاً ولا سدى، بل خلقوا لهذا الأمر العظيم: ليعبدوا الله جل وعلا، ولا يشركوا به شيئاً، ويخصوه بدعائهم وخوفهم ورجائهم وصلاتهم وصومهم، وذبحهم ونذرهم وغير ذلك، وقد بعث بهذا الأمر الرسل، كما قال عز وجل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[36] فكل من أتى بناقض من نواقض الإسلام أبطل هذه الكلمة؛ لأن هذه الكلمة إنما تنفع أهلها إذا عملوا بها واستقاموا عليها، فأفردوا الله بالعبادة وخصوه بها، وتركوا عبادة ما سواه واستقاموا على ما دلت عليه من المعنى، فاطاعوا أوامر الله وتركوا نواهي الله، ولم يأتوا بناقض ينقضها. وبذلك يستحقون كرامة الله، والفوز بالسعادة والنجاة من النار. أما من نقضها بقول أو عمل فإنها لا تنفعه ولو قالها ألف مرة في الساعة الواحدة، فلو قال لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وصلى وصام وزكى وحج ولكنه يقول: إن مسيلمة الكذاب- الذي خرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم في عهد الصحابة يدعي أنه رسول الله- لو قال إنه صادق كفر ولم ينفعه كل شيء. أو قال إن المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي ادعى النبوة في العراق إنه نبي صادق وأن الذين قاتلوه أخطئوا في قتاله. أو قال في حق الأسود العنسي الذي ادعى في اليمن أنه نبي، أو من بعدهم من الكذابين: إنهم صادقون يكون كافراً، ولو قال لا إله إلا الله، وكررها آلاف المرات.
    وهكذا لو قالها وهو يعبد البدوي أو يعبد الحسين أو يعبد ابن علوان أو العيدروس، أو يعبد النبي محمداً صلى الله عليه وسلم، أو يعبد ابن عباس رضي الله عنهما، أو يعبد الشيخ عبد القادر الجيلاني، أو غيرهم يدعوهم ويستغيث بهم، وينذر لهم، ويطلب منهم المدد والعون، لم تنفعه هذه الكلمة، وهي " لا إله إلا الله " وصار بذلك كافراً ضالاً، وناقضاً لهذه الكلمة، مبطلاً لها.
    وهكذا لو قال: لا إله إلا الله، وصلى وصام ولكنه يسب النبي صلى الله عليه وسلم، أو يتنقصه أو يهزأ به، أو يقول: إنه لم يبلغ الرسالة كما ينبغي، بل قصر في ذلك، أو يعيبه بشيء من العيوب، صار كافراً، وإن قال لا إله إلا الله آلاف المرات، وإن صلى وصام؛ لأن هذه النواقض تبطل دين العبد الذي يأتي بها، ولهذا ذكر العلماء رحمهم الله في كتبهم باباً سموه: باب حكم المرتد، وهو الذي يكفر بعد إسلامه، وذكروا فيه أنواعاً من نواقض الإسلام منها ما ذكرنا آنفا.
    وهكذا لو قال لا إله إلا الله، وجحد وجوب الصلاة، فقال: إن الصلاة ليست واجبة، أو الصوم ليس واجباً، أو الزكاة ليست واجبة، أو الحج ليس واجباً مع الاستطاعة، كفر إجماعاً ولم ينفعه قوله: " لا إله إلا الله أو صلاته أو صومه إذا جحد وجوب ذلك، ولو صام وصلى وتعبد، ولكنه يقول إن الزنى حلال، أو غيره مما أجمعت الأمة على تحريمه كفر عند جميع المسلمين، ونقض دينه بهذا القول، وإن قال: لا إله إلا الله، وشهد أن محمداً رسول الله وصلى وصام؛ لأنه بتحليله الزنى صار مكذبا لله الذي حرمه بقوله سبحانه وتعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سبيلاً}[37] وهكذا لو قال: إن الخمر أو الميسر حلال، كفر ولو صلى وصام، ولو قال: لا إله إلا الله فإنه يصير مشركاً كافراً عند جميع المسلمين؛ لأنه مكذب لله في قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[38] لكن إن كان من قال ذلك مثله يجهل الحكم لكونه نشأ في بلاد بعيدة عن المسلمين، بين له حكم ذلك بالأدلة الشرعية، فإذا أصر على حل الزنى أو الخمر ونحوهما من المحرمات المجمع عليها، كفر إجماعاً.
    والمقصود من هذا أن يعلم أن الدخول في الإسلام والنطق بهذه الكلمة: " لا إله إلا الله " والشهادة بأن محمداً رسول الله لا يكفي في عصمة الدم والمال، إذا أتى قائلها بما ينقضه.
    وهكذا لو أن إنسانا صلى وصام وتعبد وقال هذه الكلمة آلاف المرات في كل مجلس، ثم قال مع ذلك: إن أمه حلال له أن يجامعها، أو بنته أو أخته، كفر عند جميع المسلمين، وصار مرتدا بذلك لكونه استحل ما حرم الله، بالنص والإجماع.
    وهكذا لو كذب نبيا من الأنبياء، وقال: إن محمدا رسول الله وأنا مؤمن به وموحد لله، وأقول لا إله إلا الله، ولكني أقول إن عيسى ابن مريم كذاب ليس برسول لله، أو موسى أو هارون أو داود أو سليمان أو نوحا أو هودا أو صالحا أو غيرهم ممن نص القرآن على نبوته ليسوا أنبياء، أو سبهم كفر إجماعاً ولم ينفعه قول لا إله إلا الله ولا شهادة أن محمداً رسول الله، ولا صلاته ولا صومه؛ لأنه أتى بما يكذب به الله ورسوله، وطعن في رسل الله، وهكذا لو أتى بكل شيء مما شرعه الله، وعبد الله وحده وصلى وصام ولكنه يقول الزكاة ليست واجبة، من شاء زكى ومن شاء لم يزك كفر إجماعاً، وصار من المرتدين الذين يستحقون أن تراق دماؤهم؛ لأنه قال: الزكاة غير واجبة، ولأنه خالف قول الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}[39] وخالف النصوص من السنة الدالة على أنها فرض من فروض الإسلام وركن من أركانه. وهكذا لو ترك الصلاة، ولو قال: إنها واجبة، فإنه يكفر في أصح قولي العلماء كفراً أكبر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأهل السنن بإسناد صحيح، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على كفر تارك الصلاة، ومن أراد التفصيل في هذا الأمر فليراجع باب حكم المرتد، ليعرف ما ذكر فيه العلماء من النواقض الكثيرة.
    وبذلك يكون المؤمن على بصيرة في هذا الدين، ويعرف أن لا إله إلا الله هي أصل الدين، وهي أساس الملة مع شهادة أن محمداً رسول الله، وأنه لا إسلام ولا إيمان ولا دين إلا بهاتين الشهادتين، مع الإيمان بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، والالتزام بذلك، مع الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم ومع الإيمان بفرائض الله، ومع الإيمان بمحارم الله، ومع الوقوف عند حدود الله.
    وهذا أمر أوضحه العلماء، وبينوه في كتبهم، وهو محل إجماع ووفاق بين أهل العلم، فينبغي لك يا عبد الله أن تكون على بصيرة، وألا تنخدع بقول الجاهلين والضالين من القبوريين وغيرهم، من عباد غير الله، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وجهلوا دين الله، حتى عبدوا مع الله غيره، ويزعمون أنهم بذلك ليسوا كافرين؛ لأنهم يقولون: لا إله إلا الله، وهم ينقضونها بأعمالهم وأقوالهم، وتعلم أيضاً أن هاتين الشهادتين اللتين هما أصل الدين وأساس الملة ينتقضان في حق من أتى بناقض من نواقض الإسلام.
    فلو أن هذا الرجل أو هذه المرأة شهدا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وصليا وصاما إلى غير ذلك من أعمال، لكنهم يقولان: إن الجنة ليست حقيقة أو أن النار ليست حقيقة، فلا جنة ولا نار، بل كله كلام ماله حقيقة، فإنهما يكفران بذلك القول كفرا أكبر، بإجماع المسلمين.
    ولو صلى وصام من قال ذلك وزعم أنه مسلم موحد لله وترك الشرك ولكنه يقول: إن الجنة أو النار ليستا حقا، ما هناك جنة ولا نار، أو قال: ما هناك ميزان، أو ما هناك قيامة، ما فيه يوم آخر، فإنه بذلك يصير مرتداً كافراً ضالاً عند جميع المسلمين.
    أو قال: إن الله ما يعلم الغيب أو لا يعلم الأشياء على حقيقتها، فإنه يكفر بذلك لكونه بهذا القول مكذباً لقول الله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[40]، وما جاء في معناها من الآيات، ولأنه قد تنقص ربه سبحانه وتعالى، وسبه بهذا القول، وبهذا تعلم يا أخي أن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله: هي أصل الإيمان وهي أساس الملة، ولكنها لا تعصم قائلها إذا أتى بناقض من نواقض الإسلام، بل لابد من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيرة وشره.
    ولابد مع ذلك من أداء فرائض الله، وترك محارم الله، فمن أتى بعد ذلك بناقض من نواقض الإسلام بطل في حقه قول لا إله إلا الله، وصار مرتداً كافراً، وإن أتى بمعصية من المعاصي التي دون الشرك نقص دينه، وضعف إيمانه، ولم يكفر كالذي يزني أو يشرب الخمر، وهو يؤمن بتحريمها فإن دينه يكون ناقصاً، وإيمانه ضعيفاً، وهو على خطر إذا مات على ذلك من دخول النار والعذاب فيها، ولكنه لا يخلد فيها إذا كان قد مات موحداً مسلماً، بل له أمد ينتهي إليه حسب مشيئة الله سبحانه وتعالى، ولكنه لا يكون آمنا، بل هو على خطر من دخول النار؛ لأن إيمانه قد ضعف ونقص بهذه المعصية، التي مات عليها ولم يتب، من زنى أو سرقة أو غيرهما من الكبائر.
    فالمخالفة لأمر الله قسمان:
    قسم يوجب الردة، ويبطل الإسلام بالكلية، ويكون صاحبه كافراً كالنواقض التي أوضحتها سابقاً.
    والقسم الثاني: لا يبطل الإسلام ولكن ينقصه ويضعفه، ويكون صاحبه على خطر عظيم من غضب الله وعقابه إذا لم يتب، وهو جنس المعاصي التي يعرف مرتكبها أنها معاصي، ولكن لا يستحلها، كالذي مات على الزنى، أو على الخمر، أو على عقوق الوالدين، أو على الربا ونحو ذلك.. فهذا تحت مشيئة الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، لقول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[41]؛ لأنه ليس بكافر؛ لكونه لم يستحل هذه الأمور، وإنما فعلها اتباعا للهوى والشيطان، أما من استحل الزنى أو الخمر أو الربا فإنه يكفر كما تقدم بيان ذلك، فينبغي التنبه لهذه الأمور، والحذر منها، وأن يكون المسلم على بصيرة من أمره. وهذا الذي ذكرناه هو قول أهل السنة والجماعة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم واتباعهم بإحسان.
    رزقني الله وجميع المسلمين الاستقامة على دينه، ومن علينا جميعاً بالفقه في الدين، والثبات عليه، وأعاذنا الله جميعاً من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
    [1] سورة الأعراف الآية 59.
    [2] سورة ص الآية 5.
    [3] سورة الصافات الآيتان 35 ، 36.
    [4] سورة الإسراء الآية 23.
    [5] سورة الحج الآية 62.
    [6] سورة البقرة الآية 21.
    [7] سورة الفاتحة الآية 4.
    [8] سورة النساء الآية 36.
    [9] سورة البينة الآية 5.
    [10] سورة غافر الآية 14.
    [11] سورة الزمر الآيتان 2، 3.
    [12] سورة الزخرف الآية 28.
    [13] سورة الممتحنة الآية 4.
    [14] سورة البقرة الآية 256.
    [15] سورة البقرة الآية 256.
    [16] سورة الحج الآية 62.
    [17] سورة لقمان الآية 30.
    [18] سورة البقرة الآية 21.
    [19] سورة النساء الآية 36.
    [20] سورة البينة الآية 5.
    [21] سورة العنكبوت الآية 15.
    [22] سورة النحل الآية 36.
    [23] سورة الأنبياء الآية 25.
    [24] سورة الزخرف الآية 23.
    [25] سورة البقرة الآية 177.
    [26] سورة محمد الآية 19.
    [27] سورة ص، الآية 5.
    [28] سورة الصافات الآيتان 36،35.
    [29] سورة البقرة الآية 163.
    [30] سورة طه الآية 98.
    [31] سورة النساء الآية 145.
    [32] سورة الأحزاب الآية 40.
    [33] سورة فصلت الآيتان 31،30.
    [34] سورة الأحقاف الآيتان 13-14
    [35] سورة الذاريات الآية 56.
    [36] سورة النحل الآية 36.
    [37] سورة الإسراء الآية 32.
    [38] سورة المائدة الآية 90.
    [39] سورة البقرة الآية 43.
    [40] سورة المجادلة الآية 7.
    [41] سورة النساء الآية 116.

      Current date/time is Wed Nov 27, 2024 7:58 am