كيف نختلف ونربح جميعـــاً ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اقتضت سنة الله سبحانه وتعالى عندما خلق البشر أن تختلف أفكارهم وآمالهم و طموحاتهم وأنماط حياتهم ومستوى معيشتهم بل حتى في قدراتهم الفكرية والعقلية والجسمية و يختلفون ايضاً في ذوقياتهم وطعامهم وملابسهم وصورهم وألسنتهم قال تعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) (الروم: 22) بل حتى على مستوى أصابع الإنسان وبنانه فلا يوجد إنسان على وجه الأرض بصماته تطابق أحد من الناس ولو كان أخاه لأمه وأبيه قال تعالى (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} (القيامة: 3-4) ولهذا كان سر الله سبحانه وتعالى في الحياة والخلق وجود هذا التنوع الذي جعله في الحياة قدراً، وكتبه في الدين شرعاً، فالناس يختلفون وتتباين وجهات نظرهم وأفكارهم قال تعالى ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) (هود 118/119) وقال تعالى (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ (المائدة: 48). فالرجل في بيته كثيراً ما يختلف مع زوجته وأولاده حول البيت وأوضاع المعيشة والموظف يختلف مع زملائه ومرؤوسيه في طريقة إدارة الأعمال وإنجاز المشاريع والعلماء قد يختلفون في فهم النص الشرعي وبيان حكمه ودلالاته في فروع الشريعة المختلفة والسياسيون والاقتصاديون قد يختلفون في تشخيص الأزمات وبيان أسبابها وطرق علاجها والمربون وعلماء السلوك قد يختلفون في السبل والطرق التي تؤدي إلى تهذيب الأخلاق وتعديل السلوك ... وهكذا هي سنة الحياة في جميع جوانبها ذلك أن الحياة بدون اختلاف رتيبة مملة, وتخيلوا أن كل شيء في الحياة مثل بعضه .. أشكال الناس وصورهم، كلماتهم و لباسهم، حركاتهم وتصرفاتهم، الطرق والبيوت والأشجار والأحجار، كلها لو كانت نمطاً واحداً لكانت جحيماً لا تطيقه النفوس قال تعالى ( " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ."( القصص71 /73) إن الاختلاف المحمود والذي ينبغي أن نحسن التعامل معه وعلى الجميع أن يستوعبه هو ذلك الاختلاف الذي تتنوع فيه الآراء والأفكار والمقترحات والتصورات في فروع الشريعة وجوانب الحياة والعلاقات والمعاملات دون أن ينتج عن ذلك بغضاء ولا شحناء ولا عداوة ولا قطيعة ولا استبداد بالرأي وهو ذلك الاختلاف الذي يقود إلى النجاح ويحقق الأهداف وتثمر عنه الإنجازات ويبحث فيه الناس عن الأصوب والأفضل من الآراء والأفكار والمقترحات ، والاختلاف المحمود هو ذلك الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية ويسمع فيه كل طرف من الآخر وتحفظ فيه الحقوق وتصان فيه الأعراض ... ما أجمل خلق الرسول صلى الله عليه وسلم مع معارضيه ومخالفيه في الدين والعقيدة !، فهذا عتبة بن ربيعة ترسله قريش مفاوضًا وعارضًا على الرسول (صلى الله عليه وسلم) المال والسيادة والعلاج إن كان به مرضٌ أو مسٌّ من الجن، وهو يُصغي إليه دون مقاطعة، حتى إذا ما انتهى من كلامه الذي يعرف الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه كلام باطل سخيف، ولكنه أدب الاختلاف الذي التزمه، ليسمع للرأي الآخر دون مقاطعة، قال له: "يا أبا الوليد.. أَفَرَغتَ من كلامك؟!" فقال: نعم، قال: "إذن اسمع ما أقول" وأخذ يرتل عليه آيات من القرآن، حتى عاد إلى قومه بغير الوجه الذي جاء به .
إن للاختلاف في الآراء ووجهات النظر والمواقف والأحداث آداباً ينبغي الإلتزام بها والتعامل بها حتى تكون سلوكاً وثقافة في الحياة تتربى عليها الأمة وتنهض من خلالها وتقوى روابطها ويدم ودها مهما تعددت الآراء وتباينت المواقف .. نتربى على هذه الآداب حتى لا تستمر الأمه على ما هي عليه اليوم من الاختلاف المذموم الذي أوغر الصدور وقطع العلاقات واستبد كل إنسان برأيه وأصبح الإنتصار للنفس والهوى عنواناً لهذا الاختلاف ولو على حساب الحق والقيم والخير فيؤدي إلى التعصب و الفرقة والتنازع والظلم والتعدي على الآخرين وقد حذر الله منه فقال( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران/105] ...وإن من هذه الآداب أن يكون الاختلاف على سبيل الوصول إلى الحق خالصاً لوجه الله وأن لا يفسد للود قضية فنختلف لكن نظل إخوة متحابين يحترم بعضاً بعضاً وتظل العلاقات قائمة بيننا وانظروا إلى العظماء وكيف كانت أخلاقهم وكيف كانوا يختلفون ؟ وكيف تعاملوا مع بعضهم البعض وهم في قمة الاختلاف ... هــذا ابن عباس وزيد بن ثابت رضي الله عنهما كانا مختلفين في قضية من قضايا الميراث ومع ثقة ابن عباس بصحة اجتهاده يرى زيد بن ثابت يركب دابته يوماً فأخذ بركابها يقودها، فقال زيد: تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا، فقال زيد أرني يدك، فأخرج ابن عباس يده فقبلها زيد وقال "هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا" ... وهذا الإمام الشافعي قال عنه يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي؛ ناظرته يومًا في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي، ثم قال: ( يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانًا، وإن لم نتفق في مسألة) ؟! وهذا الإمام أحمد يسأله ابنه عن الشافعي و مع أنه كان يختلف معه في كثير من مسائل الفقه لكنه قال ( كان رحمه الله كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف أو عوض" .. أي أدبٍ هذا ؟ وأي خلقٍ هذا ؟ .. . و من آداب الاختلاف بيان وجهة النظر وما فيها من ملابسات وتوضيح الصورة الحقيقية للموقف أو للقضية أياً كانت للآخرين ... يوم حنين ظهرت بوادر الخلاف بين الأنصار والمهاجرين في قضية توزيع الغنائم فقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوزع الغنائم على المؤلفة قلوبهم والمهاجرين ولم يعطي الأنصار منها شيء وهم الذين آووا ونصروا وقدموا حياتهم وأموالهم من أجل هذا الدين فغضبوا ووجدوا في أنفسهم على إخوانهم المهاجرين فجمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال ( يا معشر الأنصار، مقالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟ قالوا: "بلى، "الله ورسوله أمَنّ وأفضل" ثم قال: ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟ قال: "أجيبوا" قالوا: "بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسوله المن والفضل." قال صلى الله عليه وسلم : أما والله لو شئتم لقلتم، فلصَدقتم ولصُّدِقتم: "أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك". أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتم إلى إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار، أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده؛ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا؛ لسلكت شعب الأنصار. اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار فقالوا بلسان رجل واحد رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً وحضاً .. ) ومن هذه الآداب عدم احتكار الحقيقة المطلقة عند طرح آرائك فقد يكون في رأيك جانباً من الصحة ويكون الجانب الثاني من الصحة عند الآخرين ذلك أنه يجب علينا أن نحترم عقول الآخرين وقدراتهم ومن هذه الآداب حفظ اللسان وعدم الاستطالة في الأعراض ولين القول وسعة الصدر .. قال الله تعالى في مخاصمة الكفار ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ (العنكبوت:46) فكيف بإخوانك من المسلمين وزملائك وأصدقائك وموظفيك وأبناء قبيلتك؟
وانظروا إلى الأمم من حولنا في الشرق والغرب في أمريكا وأوربا واليابان وكوريا وغيرها من البلاد تجد أنه ما من دولة أو أمة من الأمم إلا وبين أبنائها وفئاتها من الإختلافات الشيء الكثير لكنها استطاعت أن توظفها في بناء مجتمعاتها وتطورها والحفاظ على وحدتها وقوتها ... حتى في إسرائيل ذلك العدو المتاخم القريب، فيه: اليمين المعتدل، واليمين المتطرف، واليسار، والصقور والحمائم والأحزاب المختلفة التي تجتمع كلها في "الكنيست" وتوظف تلك الخلافات لمصلحة حاضر هذا الكيان الصهيوني ومستقبله .. الكل يختلف لكن هذا الإختلاف يصب في مصلحة البلاد والوطن والأمة فيربح الجميع ... فكيف يمكن أن نختلف في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أفراداً وجماعات وأحزاب وفئات ونربح جميعاً ؟ ودون أن نخسر علاقاتنا ومصالحنا وثوابتنا ؟ ودون أن يتعطل الإنتاج ويتوقف العمل وتتضرر البلد ويذهب الأمن وتختفى المودة؟ .. فهل من عودة إلى تحكيم الدين والعقل وتقديم مصالح الأمة على مصالح الأشخاص والفئات والجماعات في حل خلافاتنا والله تعالى يقول ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) ( النساء/59) .. وهل من عودة إلى أخلاق الإسلام وآدابه وقيمه ؟ وهل يمكن أن نربي أنفسنا على ثقافة الاختلاف وآدابه في البيوت والمدارس وأماكن العمل والشارع وفي السوق وفي المنتديات والجامعات وداخل مجالس الشورى والبرلمانات والمؤسسات ؟ إنه ينبغي أن يحدث ذلك ليستمر البناء والعطاء في حياة المجتمعات وحتى تتلاقح الأفكار والرؤى وينتج عن ذلك مشاريع وبرامج تخدم البلاد والعباد وحتى ندرك جميعاً أن الإختلاف سنة إلهية لا يمكن أن تنتهي أو تختفي أو تتلاشى من أي مجتمع والمهم كيف نغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وكيف نوطن نفوسنا على قبول الحق من أي إنسان وأن لا تأخذ أحدنا العزة بالإثم فيستمر في خطئه وظلمه وفجوره وعناده فيكون سبباً في شقاء أمته ومجتمعه .. إننا نستطيع أن نقوم بذلك كما قام أسلافنا فأسسوا حضارة وبنوا مجداً ونشروا عدلاً وأورثوا علماً وصدروا قيماً وأخلاقاً ووظفوا كثير من اختلافاتهم على مدار حقب من التاريخ لما يعود نفعه وخيره على مجتمعاتهم فكانوا مفاتيح خير لأمتهم مغاليق للشرور في مجتمعاتهم .. ونحن نستطيع كذلك إذا صدقنا التوجه وحُسن العمل وأدركنا مسئولياتنا تجاه ديننا وأمتنا وأوطاننا واستوعبنا الدور الحضاري الذي ينبغي أن نقوم به كقدوة ونماذج فاعلة يحتذي بنا العالم من حولنا كأصحاب رسالة ومشروع يسع الناس جميعاً .. انتهى.
أ.حســــان أحمد العماري
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اقتضت سنة الله سبحانه وتعالى عندما خلق البشر أن تختلف أفكارهم وآمالهم و طموحاتهم وأنماط حياتهم ومستوى معيشتهم بل حتى في قدراتهم الفكرية والعقلية والجسمية و يختلفون ايضاً في ذوقياتهم وطعامهم وملابسهم وصورهم وألسنتهم قال تعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) (الروم: 22) بل حتى على مستوى أصابع الإنسان وبنانه فلا يوجد إنسان على وجه الأرض بصماته تطابق أحد من الناس ولو كان أخاه لأمه وأبيه قال تعالى (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} (القيامة: 3-4) ولهذا كان سر الله سبحانه وتعالى في الحياة والخلق وجود هذا التنوع الذي جعله في الحياة قدراً، وكتبه في الدين شرعاً، فالناس يختلفون وتتباين وجهات نظرهم وأفكارهم قال تعالى ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) (هود 118/119) وقال تعالى (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ (المائدة: 48). فالرجل في بيته كثيراً ما يختلف مع زوجته وأولاده حول البيت وأوضاع المعيشة والموظف يختلف مع زملائه ومرؤوسيه في طريقة إدارة الأعمال وإنجاز المشاريع والعلماء قد يختلفون في فهم النص الشرعي وبيان حكمه ودلالاته في فروع الشريعة المختلفة والسياسيون والاقتصاديون قد يختلفون في تشخيص الأزمات وبيان أسبابها وطرق علاجها والمربون وعلماء السلوك قد يختلفون في السبل والطرق التي تؤدي إلى تهذيب الأخلاق وتعديل السلوك ... وهكذا هي سنة الحياة في جميع جوانبها ذلك أن الحياة بدون اختلاف رتيبة مملة, وتخيلوا أن كل شيء في الحياة مثل بعضه .. أشكال الناس وصورهم، كلماتهم و لباسهم، حركاتهم وتصرفاتهم، الطرق والبيوت والأشجار والأحجار، كلها لو كانت نمطاً واحداً لكانت جحيماً لا تطيقه النفوس قال تعالى ( " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ."( القصص71 /73) إن الاختلاف المحمود والذي ينبغي أن نحسن التعامل معه وعلى الجميع أن يستوعبه هو ذلك الاختلاف الذي تتنوع فيه الآراء والأفكار والمقترحات والتصورات في فروع الشريعة وجوانب الحياة والعلاقات والمعاملات دون أن ينتج عن ذلك بغضاء ولا شحناء ولا عداوة ولا قطيعة ولا استبداد بالرأي وهو ذلك الاختلاف الذي يقود إلى النجاح ويحقق الأهداف وتثمر عنه الإنجازات ويبحث فيه الناس عن الأصوب والأفضل من الآراء والأفكار والمقترحات ، والاختلاف المحمود هو ذلك الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية ويسمع فيه كل طرف من الآخر وتحفظ فيه الحقوق وتصان فيه الأعراض ... ما أجمل خلق الرسول صلى الله عليه وسلم مع معارضيه ومخالفيه في الدين والعقيدة !، فهذا عتبة بن ربيعة ترسله قريش مفاوضًا وعارضًا على الرسول (صلى الله عليه وسلم) المال والسيادة والعلاج إن كان به مرضٌ أو مسٌّ من الجن، وهو يُصغي إليه دون مقاطعة، حتى إذا ما انتهى من كلامه الذي يعرف الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه كلام باطل سخيف، ولكنه أدب الاختلاف الذي التزمه، ليسمع للرأي الآخر دون مقاطعة، قال له: "يا أبا الوليد.. أَفَرَغتَ من كلامك؟!" فقال: نعم، قال: "إذن اسمع ما أقول" وأخذ يرتل عليه آيات من القرآن، حتى عاد إلى قومه بغير الوجه الذي جاء به .
إن للاختلاف في الآراء ووجهات النظر والمواقف والأحداث آداباً ينبغي الإلتزام بها والتعامل بها حتى تكون سلوكاً وثقافة في الحياة تتربى عليها الأمة وتنهض من خلالها وتقوى روابطها ويدم ودها مهما تعددت الآراء وتباينت المواقف .. نتربى على هذه الآداب حتى لا تستمر الأمه على ما هي عليه اليوم من الاختلاف المذموم الذي أوغر الصدور وقطع العلاقات واستبد كل إنسان برأيه وأصبح الإنتصار للنفس والهوى عنواناً لهذا الاختلاف ولو على حساب الحق والقيم والخير فيؤدي إلى التعصب و الفرقة والتنازع والظلم والتعدي على الآخرين وقد حذر الله منه فقال( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران/105] ...وإن من هذه الآداب أن يكون الاختلاف على سبيل الوصول إلى الحق خالصاً لوجه الله وأن لا يفسد للود قضية فنختلف لكن نظل إخوة متحابين يحترم بعضاً بعضاً وتظل العلاقات قائمة بيننا وانظروا إلى العظماء وكيف كانت أخلاقهم وكيف كانوا يختلفون ؟ وكيف تعاملوا مع بعضهم البعض وهم في قمة الاختلاف ... هــذا ابن عباس وزيد بن ثابت رضي الله عنهما كانا مختلفين في قضية من قضايا الميراث ومع ثقة ابن عباس بصحة اجتهاده يرى زيد بن ثابت يركب دابته يوماً فأخذ بركابها يقودها، فقال زيد: تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا، فقال زيد أرني يدك، فأخرج ابن عباس يده فقبلها زيد وقال "هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا" ... وهذا الإمام الشافعي قال عنه يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي؛ ناظرته يومًا في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي، ثم قال: ( يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانًا، وإن لم نتفق في مسألة) ؟! وهذا الإمام أحمد يسأله ابنه عن الشافعي و مع أنه كان يختلف معه في كثير من مسائل الفقه لكنه قال ( كان رحمه الله كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف أو عوض" .. أي أدبٍ هذا ؟ وأي خلقٍ هذا ؟ .. . و من آداب الاختلاف بيان وجهة النظر وما فيها من ملابسات وتوضيح الصورة الحقيقية للموقف أو للقضية أياً كانت للآخرين ... يوم حنين ظهرت بوادر الخلاف بين الأنصار والمهاجرين في قضية توزيع الغنائم فقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوزع الغنائم على المؤلفة قلوبهم والمهاجرين ولم يعطي الأنصار منها شيء وهم الذين آووا ونصروا وقدموا حياتهم وأموالهم من أجل هذا الدين فغضبوا ووجدوا في أنفسهم على إخوانهم المهاجرين فجمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال ( يا معشر الأنصار، مقالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟ قالوا: "بلى، "الله ورسوله أمَنّ وأفضل" ثم قال: ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟ قال: "أجيبوا" قالوا: "بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسوله المن والفضل." قال صلى الله عليه وسلم : أما والله لو شئتم لقلتم، فلصَدقتم ولصُّدِقتم: "أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك". أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتم إلى إسلامكم؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار، أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده؛ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا؛ لسلكت شعب الأنصار. اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار فقالوا بلسان رجل واحد رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً وحضاً .. ) ومن هذه الآداب عدم احتكار الحقيقة المطلقة عند طرح آرائك فقد يكون في رأيك جانباً من الصحة ويكون الجانب الثاني من الصحة عند الآخرين ذلك أنه يجب علينا أن نحترم عقول الآخرين وقدراتهم ومن هذه الآداب حفظ اللسان وعدم الاستطالة في الأعراض ولين القول وسعة الصدر .. قال الله تعالى في مخاصمة الكفار ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ (العنكبوت:46) فكيف بإخوانك من المسلمين وزملائك وأصدقائك وموظفيك وأبناء قبيلتك؟
وانظروا إلى الأمم من حولنا في الشرق والغرب في أمريكا وأوربا واليابان وكوريا وغيرها من البلاد تجد أنه ما من دولة أو أمة من الأمم إلا وبين أبنائها وفئاتها من الإختلافات الشيء الكثير لكنها استطاعت أن توظفها في بناء مجتمعاتها وتطورها والحفاظ على وحدتها وقوتها ... حتى في إسرائيل ذلك العدو المتاخم القريب، فيه: اليمين المعتدل، واليمين المتطرف، واليسار، والصقور والحمائم والأحزاب المختلفة التي تجتمع كلها في "الكنيست" وتوظف تلك الخلافات لمصلحة حاضر هذا الكيان الصهيوني ومستقبله .. الكل يختلف لكن هذا الإختلاف يصب في مصلحة البلاد والوطن والأمة فيربح الجميع ... فكيف يمكن أن نختلف في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أفراداً وجماعات وأحزاب وفئات ونربح جميعاً ؟ ودون أن نخسر علاقاتنا ومصالحنا وثوابتنا ؟ ودون أن يتعطل الإنتاج ويتوقف العمل وتتضرر البلد ويذهب الأمن وتختفى المودة؟ .. فهل من عودة إلى تحكيم الدين والعقل وتقديم مصالح الأمة على مصالح الأشخاص والفئات والجماعات في حل خلافاتنا والله تعالى يقول ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) ( النساء/59) .. وهل من عودة إلى أخلاق الإسلام وآدابه وقيمه ؟ وهل يمكن أن نربي أنفسنا على ثقافة الاختلاف وآدابه في البيوت والمدارس وأماكن العمل والشارع وفي السوق وفي المنتديات والجامعات وداخل مجالس الشورى والبرلمانات والمؤسسات ؟ إنه ينبغي أن يحدث ذلك ليستمر البناء والعطاء في حياة المجتمعات وحتى تتلاقح الأفكار والرؤى وينتج عن ذلك مشاريع وبرامج تخدم البلاد والعباد وحتى ندرك جميعاً أن الإختلاف سنة إلهية لا يمكن أن تنتهي أو تختفي أو تتلاشى من أي مجتمع والمهم كيف نغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وكيف نوطن نفوسنا على قبول الحق من أي إنسان وأن لا تأخذ أحدنا العزة بالإثم فيستمر في خطئه وظلمه وفجوره وعناده فيكون سبباً في شقاء أمته ومجتمعه .. إننا نستطيع أن نقوم بذلك كما قام أسلافنا فأسسوا حضارة وبنوا مجداً ونشروا عدلاً وأورثوا علماً وصدروا قيماً وأخلاقاً ووظفوا كثير من اختلافاتهم على مدار حقب من التاريخ لما يعود نفعه وخيره على مجتمعاتهم فكانوا مفاتيح خير لأمتهم مغاليق للشرور في مجتمعاتهم .. ونحن نستطيع كذلك إذا صدقنا التوجه وحُسن العمل وأدركنا مسئولياتنا تجاه ديننا وأمتنا وأوطاننا واستوعبنا الدور الحضاري الذي ينبغي أن نقوم به كقدوة ونماذج فاعلة يحتذي بنا العالم من حولنا كأصحاب رسالة ومشروع يسع الناس جميعاً .. انتهى.
أ.حســــان أحمد العماري
Wed Feb 10, 2016 7:30 am by Hossam Masri
» الشيخ الشعراوى(كيف يحبك الله)
Mon Feb 01, 2016 8:26 am by Hossam Masri
» الشيخ الشعراوى.اذا اردت ان يستجيب الله دعاءك
Mon Feb 01, 2016 8:20 am by Hossam Masri
» للطمأنينة وهدوء النفس والسعادة .. الشيخ الشعراوي.
Mon Feb 01, 2016 8:16 am by Hossam Masri
» الفيس بوك (( الإسلام بكل لغات العالم )) Islam in all languages of the world
Sat May 09, 2015 11:09 am by Hossam Masri
» حدث جلل : ترتيب علامات الساعه الكبرى
Thu Feb 19, 2015 7:44 pm by Hossam Masri
» 6 علامات تؤكد حب الله لك
Wed Feb 18, 2015 4:54 am by Hossam Masri
» تفسير سورة يوسف للشيخ محمد متولي الشعراوي ١من٢
Tue Feb 10, 2015 12:06 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الذاريات كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 12:04 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الرحمن كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 12:02 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الواقعة كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 11:58 am by Hossam Masri
» الموعظة الحسنة مبروك عطية
Sat Jan 31, 2015 9:11 am by Hossam Masri
» أتحداك اذا لم تدمع عيناك . قصة وفاة الرسول
Wed Jan 28, 2015 9:34 am by Hossam Masri
» فيلم وثائقي يشرح حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
Wed Jan 28, 2015 8:54 am by Hossam Masri
» بالفيديو.. اللاعب الألمانى دانى بلوم يعتنق الإسلام
Tue Jan 27, 2015 1:53 am by Hossam Masri
» د.عُمر عبد الكافي - محاضرة - وجاء الاسلام
Sun Jan 25, 2015 6:06 pm by Hossam Masri
» الآباء والمراهقون .. تجارب عملية
Sun Jan 25, 2015 10:22 am by Hossam Masri
» مشكلات المراهقة وعلاجها
Sun Jan 25, 2015 10:19 am by Hossam Masri
» المراهقة: خصائص المرحلة ومشكلاتها
Sun Jan 25, 2015 10:17 am by Hossam Masri
» كيف تعاملين ابنتك المراهقة..
Sun Jan 25, 2015 10:13 am by Hossam Masri
» الاسلام والاعاقة العقلية
Sun Jan 25, 2015 10:06 am by Hossam Masri
» الخمر والمخدرات افة المجتمع
Sun Jan 25, 2015 10:01 am by Hossam Masri
» الدمج والتاهيل المهنى لذوى الاعاقة
Sun Jan 25, 2015 9:59 am by Hossam Masri
» غريزة الشهوة والمراهقة وطرق التربية الجنسية الصحيحة
Sun Jan 25, 2015 9:54 am by Hossam Masri
» MoreThan 69 Miracles of ISLAM, that none can Deny .
Mon Jan 19, 2015 9:17 pm by Hossam Masri
» معجزة الشفاء
Mon Jan 19, 2015 8:10 pm by Hossam Masri
» وعد النبي محمد (ص) للمسيحيين
Mon Jan 19, 2015 8:02 pm by Hossam Masri
» الخمر واللذة.. ونفس الداعية
Mon Jan 19, 2015 7:57 pm by Hossam Masri
» نزاهة العمل الخيرى
Mon Jan 19, 2015 7:53 pm by Hossam Masri
» نصيحة محب
Mon Jan 19, 2015 7:49 pm by Hossam Masri
» همسة فى أُذن الشباب
Mon Jan 19, 2015 7:46 pm by Hossam Masri
» الإنسانية قبل التدين الحبيب على الجفرى
Mon Jan 19, 2015 7:43 pm by Hossam Masri
» الأسئلة العشرة.. إلى فلاسفتنا ومثقفينا
Mon Jan 19, 2015 7:40 pm by Hossam Masri
» يا شيخ.. أختلف مع حضرتك
Mon Jan 19, 2015 12:49 pm by Hossam Masri
» أوقفوا الكراهية
Mon Jan 19, 2015 12:46 pm by Hossam Masri
» الفرق بين المسلم والإسلامى
Mon Jan 19, 2015 12:40 pm by Hossam Masri
» اللحية والجلباب
Mon Jan 19, 2015 12:36 pm by Hossam Masri
» كن صادقاً-----
Mon Jan 19, 2015 12:30 pm by Hossam Masri
» فقط للعقلاء
Mon Jan 19, 2015 12:25 pm by Hossam Masri
» كلمة التوحيد وإسلام الأمم السابقة
Mon Jan 19, 2015 11:30 am by Hossam Masri
» الحلقة الثالثة : قصص الانسان فى القران "اصحاب الاخدود"
Mon Jan 19, 2015 10:09 am by Hossam Masri
» "الحلقة الثانية: قصص الانسان فى القران "اصحاب الاخدود
Mon Jan 19, 2015 10:07 am by Hossam Masri
» قصص الانسان فى القران قصة اصحاب الاخدود
Mon Jan 19, 2015 10:05 am by Hossam Masri
» Did Islam spread by the sword?
Sun Jan 18, 2015 1:23 am by Hossam Masri
» الدليل المصور الموجز لفهم الإسلام
Sun Jan 18, 2015 1:18 am by Hossam Masri
» Salat - Prayer? Or What? How? When?
Sun Jan 18, 2015 1:12 am by Hossam Masri
» الآن! عرف اصدقاءك بالاسلام هذه الصفحة مخصصة لمساعدة أصدقائكم من غير المسلمين عن طريقكم بدعوتهم إلى التعرف على الإسلام بأحد السُبل والخيارات التالية:
Sun Jan 18, 2015 1:05 am by Hossam Masri
» Ceux qui ont cru et n’ont point entaché leur foi de quelque polythéisme
Sun Jan 18, 2015 1:01 am by Hossam Masri
» Guide du converti musulman: Ta foi (Allah, Anges, Livres, Prophètes, Jour dernier et destin)
Sun Jan 18, 2015 12:59 am by Hossam Masri
» የ ነብያቺን ሳላላሁ አለይህ ዋሳላም ስራ (ህይወት ታሪክ)ክፍል አስራ ሁለት
Sun Jan 18, 2015 12:47 am by Hossam Masri
» የ ነብያቺን ሳላላሁ አለይህ ዋሳላም ስራ (ህይወት ታሪክ)ክፍል አስራ ሰባት
Sun Jan 18, 2015 12:44 am by Hossam Masri
» Seerah 4- Characteristics of thé Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:40 am by Hossam Masri
» Seerah 3 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:36 am by Hossam Masri
» Seerah 2 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:31 am by Hossam Masri
» Seerah 1 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sat Jan 17, 2015 11:57 pm by Hossam Masri
» أقوال المشاهير في محمد بن عبد الله prophet mohammed
Fri Jan 16, 2015 3:33 pm by Hossam Masri
» كيف أنصف الغرب الإسلام والرسول الكريم.. علماء غربيون ومستشرقون شهدوا بعظمة النبى محمد وسماحته.. الأمريكى مايكل هارت اختاره على رأس قائمة أهم 100 شخصية مؤثرة فى التاريخ.. و"لامارتين": عبقريته لا تقارن
Fri Jan 16, 2015 3:30 pm by Hossam Masri
» غضب عارم بالعالم الإسلامى من رسومات "شارلى إبدو" المسيئة للرسول.. تؤجج مشاعر الكراهية وتتحدى مشاعر المسلمين..
Fri Jan 16, 2015 3:19 pm by Hossam Masri
» Does God know future?
Mon Jan 12, 2015 4:40 am by Hossam Masri
» Knowing Allah through His creations
Mon Jan 12, 2015 4:37 am by Hossam Masri
» Belief (Iman) in Allah Almighty
Mon Jan 12, 2015 4:22 am by Hossam Masri
» الإيمان بالله تعالى
Mon Jan 12, 2015 4:20 am by Hossam Masri
» La foi en Dieu
Mon Jan 12, 2015 4:19 am by Hossam Masri
» Qui est Allah؟
Mon Jan 12, 2015 4:17 am by Hossam Masri
» バイブルによるイエス神格性の否定(7/7):神とイエスは二つの異なる存在である
Mon Jan 12, 2015 4:15 am by Hossam Masri
» لماذا خلق الله الشيطان؟ للشيخ الشعراوى
Mon Jan 12, 2015 4:12 am by Hossam Masri
» كيف تكون مستجاب الدعاء...... الشعراوى.
Mon Jan 12, 2015 4:00 am by Hossam Masri
» علاج القلق والخوف ووسوسة الشيطان..للشيخ الشعراوى
Mon Jan 12, 2015 3:59 am by Hossam Masri
» وصفة الشيخ الشعراوي للتغلب على الشهوات
Mon Jan 12, 2015 3:58 am by Hossam Masri
» هكذا كان محمد الأب.. والسيد العابد هكذا كان محمد الأب.. والسيد العابد
Sun Jan 11, 2015 12:43 pm by Hossam Masri
» حقيقة ليلة القدر التي أخفتها وكالة ناسا منذ 10سنوات حتى لايسلم العالم!
Sun Jan 11, 2015 12:13 pm by Hossam Masri
» Dr. Brown amazing Story - أعجوبة جعلت أشهر طبيب بأمريكا يتحول من الإلحاد إلى الإسلام
Sat Jan 10, 2015 8:10 am by Hossam Masri
» هذا هو الإسلام الحقيقي | The Real Islam
Sat Jan 10, 2015 8:07 am by Hossam Masri
» \\\\\\\\\\\\ محمد رسول الله صل الله عليه وسلم) Muhammad is the messenger of Allah peace be upon him)
Tue Jan 06, 2015 4:10 am by Hossam Masri
» طالبة أمريكية مسلمة جعلت قسيسا يتخبط من سؤال واحد-A question by a student made a priest mumble
Tue Jan 06, 2015 2:43 am by Hossam Masri
» على طريق الله الشيطان - مصطفى حسني
Sun Jan 04, 2015 2:38 am by Hossam Masri
» فيديو هيغير حياتك لو شوفته بجد
Sun Jan 04, 2015 2:32 am by Hossam Masri
» معجزة الشفاء
Sun Jan 04, 2015 1:53 am by Hossam Masri
» أهل الجنة - الحلقة - المتفائل - مصطفى حسني
Sun Jan 04, 2015 1:45 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» كيف تكون عبدا صالحا - صالح المغامسي
Fri Jan 02, 2015 7:06 pm by Hossam Masri
» كنوز حسن الظن بالله - صالح المغامسي
Fri Jan 02, 2015 7:04 pm by Hossam Masri
» الكنز المفقود حسن الظن بالله
Fri Jan 02, 2015 7:03 pm by Hossam Masri
» من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
Fri Jan 02, 2015 7:01 pm by Hossam Masri
» أهل الجنة الراضي - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:58 pm by Hossam Masri
» على طريق الله - - الأمل في الله - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:56 pm by Hossam Masri
» أحبك ربي - - الصلاة - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:55 pm by Hossam Masri
» للطلاب عن الامتحانات والمذاكرة
Fri Jan 02, 2015 6:54 pm by Hossam Masri