لا يمكن لأحدٍ طالع بعضًا من الشمائل الكريمة للرسول صلى الله عليه وسلم، وعرف بعض أخلاقه العظيمة، وخصاله الشريفة؛ ثم لا يُظهر إعجابَه وانبهارَه بشخصيته صلى الله عليه وسلم، فلا عجب إذن أن نجد مثل هذا الثناءَ العطرَ وتلك الشهادات المنصفة من كثير من هؤلاء ممن لم يعتنقوا الإسلام، والتي سطَّرها التاريخ على ألسنتهم وفي كتبهم وتراثهم؛ لتكون دليلاً دامغًا وحجة بالغة على عِظَمِ أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم.
ولقد اعترف بذلك المنصفون من غير المسلمين:
فاعترف بذلك المستشرقون؛ ومن هؤلاء:
☼ المستشرق الأمريكي (واشنجتون إيرفنج) ؛ حيث يقول: «كان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وأعظمَ الرسل الذين بعثهم الله تعالى؛ ليدعوا الناس إلى عبادة الله» (قالوا عن الإسلام، للدكتور عماد الدين خليل) .
☼ ويقول المستشرق الإسباني (جان ليك) في كتابه (العرب): «لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" [الأنبياء: 107]، كان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق» " (كتاب العرب، لجان ليك) .
☼ وتقول المستشرقة الإيطالية (لورافيشيا فاغليري): «كان محمد المتمسك دائمًا بالمبادئ الإلهية شديد التسامح، وبخاصة نحو أتباع الأديان الموحدة، لقد عرف كيف يتذرع بالصبر مع الوثنيين، مصطنعًا الأناة دائمًا...» (دفاع عن الإسلام، لورافيشيا فاغليري، ترجمه منير البعلبكى).
☼ ويقول المستشرق الفرنسي (جوستاف لوبون): «كان محمد [صلى الله عليه وسلم] يقابل ضروب الأذى والتعذيب بالصبر وسعة الصدر... فعامل محمد [صلى الله عليه وسلم] قريشًا - الذين ظلوا أعداءً له عشرين سنة - بلطف وحِلم» (حضارة العرب، جوستاف لوبون ).
كما اعترف بذلك الفلاسفة؛ ومن هؤلاء:
☼ الفيلسوف والكاتب المسرحي الإنجليزي المشهور (جورج برناردشو) ؛ حيث يقول: «قرأت حياة رسول الإسلام جيدًا، مرات ومرات، فلم أجد فيها إلا الخُلُق كما ينبغي أن يكون، وكم ذا تمنيت أن يكون الإسلام هو سبيل العالم» (الرسول صلى الله عليه وسلم) في عيون غربية منصفة، الحسيني معدّي) .
☼ ويقول الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل الذي قبل عنه أنه أكبر عقل ولدته الأمة الإنجليزية بعد شكسبير: «لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير العظيم النفس المملوء رحمة وخيرًا وحنانًا وبرًا وحكمة وحجىً ونُهىً ـ أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه» (الرسول صلى الله عليه وسلم في عيون غربية منصفة).
كما اعترف بذلك المؤرخون؛ ومن هؤلاء:
☼ المؤرخ الإنجليزي (وليام موير) ؛ فيقول في كتابه (حياة محمد): «لقد امتاز محمد عليه السلام بوضوح كلامه، ويسر دينه، وقد أتم من الأعمال ما يدهش العقول، ولم يعهد التاريخ مصلحًا أيقظ النفوس، وأحيى الأخلاق، ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير، كما فعل نبيُّ الإسلام محمد» (الرسول صلى الله عليه وسلم في عيون غربية منصفة).
ويقول أيضـًا، وهو يصف حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وخلقه، قائلاً: «كانت السهولة صورة من حياته كلِّها، وكان الذوقُ والأدبُ من أظهرِ صفاتِه في معاملتِه لأقلِّ تابعيه؛ فالتواضعُ، والشفقةُ، والصبرُ، والإيثارُ، والجُودُ؛ صفاتٌ ملازمةٌ لشخصه، وجالبةٌ لمحبَّةِ جميعِ من حوله، فلم يُعرف عنه أنه رفض دعوة أقلِّ الناس شأنًا، ولا هديةً مهما صغرت، وما كان يتعالى ويبرز في مجلسه، ولا شعر أحدٌ عنده أنه لا يختصُّه بإقبالٍ وإن كان حقيرًا.
وكان إذا لقي مَنْ يفرحُ بنجاحٍ أصابه أمسك يدَه وشاركَه سرورَه، وكان مع المصابِ والحزينِ شريكًا شديدَ العطفِ، حَسَنَ المواساة، وكان في أوقاتِ العُسْرِ يقتسم قُوتَهُ مع النَّاس، وهو دائمُ الاشتغالِ والتفكيرِ في راحةِ مَنْ حولَه وهناءتِهم» < حياة محمد، لوليم موير >. (الرسول صلى الله عليه وسلم، لسعيد حوى)
كما اعترف بذلك الشعراء؛ وأرباب اللغة؛ ومن هؤلاء:
☼ الشاعر الفرنسي الشهير (لامارتين) ؛ حيث يقول: «أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود» (السفر إلى الشرق).
☼ ويقول الشاعر والأديب الألماني المشهور (جوته): «بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم» (شمس الدين تسطع على الغرب، ألغريد هونكه).
☼ ويقول الكاتب الفرنسي الجنسية (مونتيه) أستاذ اللغات الشرقية في جامعة جنيف، في كتابه (محمد والقرآن): «كان محمد صلى الله عليه وسلم كريم الأخلاق حسن العشرة، عذب الحديث، صحيح الحكم، صادق اللفظ، وقد كانت الصفات الغالبة عليه هي صحة الحكم، وصراحة اللفظ، والاقتناع التام بما يعمله ويقوله» (محمد والقرآن).
هذه مقتطفات من مواقف وأقوال مستشرقين وفلاسفة، ومؤرخين، وشعراء؛ أوروبيين وغربيين في حق المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم النبي الخاتم، أردنا منها إثبات أن أبناء الحضارة الغربية يُقِرُّون بنبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم وصفاته الحميدة وفضله المتصل إلى يوم القيامة على البشرية في جميع أقطار المعمورة.
ذلك أن التعصب الأوروبي النصراني؛ على الرغم من كونه خطًا صاعدًا باستمرار، إلا أنه وُجِد هناك منصفون، أكَّدوا الحقيقة بلا لف أو دوران.
ولكن الثقافة الغربية السائدة، والمتشبعة بقيم التعصب والعناد والتمركز حول الذات، سعت إلى حجب هذه الحقائق، وإخفاء هذه الأصوات؛ حتى لا يتمكن الشخص الأوروبي العادي، من الاطلاع على ما أثبته أبناء جلدته، من الكبار في حق الإسلام ونبيه ورسالته العالمية الخالدة، وذلك كله بهدف تحقيق غرضين:
☼ الأول: إبعاد الأوروبيين النصارى عن الإسلام؛ الذي دلل على قدرته على التغلغل في النفوس وملامسة صوت الفطرة في الإنسان؛ فهو يخيف الغرب المتوجس من تراجع عدد معتنقي النصرانية في العالم برغم ما ينفقه من الأموال والوقت لتنصير الشعوب.
يقول المُنصِّر المعروف لورانس براون: «وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام وفي قدرته على التوسع والإخضاع وفي حيويته المدهشة».
ويقول: «إن خطر المسلمين هو الخطر العالمي الوحيد في هذا العصر، الذي يجب أن تجتمع له القوى، ويُجَيَّش له الجيوش، وتلتفت إليه الأنظار».
ويقول أيضًا: «إن القضية الإسلامية تختلف عن القضية اليهودية، إن المسلمين يختلفون عن اليهود في دينهم، إنه دين دعوة، إن الإسلام ينتشر بين النصارى أنفسهم، وبين غير النصارى، ثم إن المسلمين كان لهم كفاح طويل في أوروبا ـ كما يراه المبشرون ـ وهو أن المسلمين لم يكونوا يومًا ما أقلية موطوءة بالأقدام».
ثم يقول: «إننا من أجل ذلك نرى المبشرين، يَنْصُرون اليهود على المسلمين في فلسطين، لقد كنا نُخَوَّف من قبل بالخطر اليهودي، والخطر الأصفر (باليابان وتزعمها على الصين) وبالخطر البلشفي، إلا أن هذا التخويف كله لم يتفق (لم نجده ولم يتحقق) كما تخيلناه، إننا وجدنا اليهود أصدقاء لنا، وعلى هذا يكون كل مضطهد لهم عدونا الألد، ثم رأينا البلاشفة حلفاء لنا، أما الشعوب الصفر، فإن هناك دولاً ديمقراطية كبيرة، تتكفل بمقاومتها، ولكن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام» (التبشير والاستعمار، د/ مصطفى الخالدي، و د/ عمر فروخ، نقلاً عن مجلة البيان عدد (174) ص92، والرسول صلى الله عليه و سلم في عيون غربية منصفة).
☼ والغرض الثاني: ضمان استمرار الصراع بين الغرب والإسلام والقطيعة بينهما لمصلحة الصهيونية والماسونية، التي تعتبر نفسها المتضرر الأول والرئيس من أي تقاربٍ أو حوارٍ جادٍ بين الإسلام والغرب.
وفي هذه الورقات اليسيرات نكشف جانبًا من جوانب عظمته صلى الله عليه وسلم وأخلاقه الكريمة وخصـاله الشريفة؛ حـرصت فيها على الاقتصـار على الصحيح الثابت مـن قوله أو فعله صلى الله عليه وسلم؛ ليتعرف أبناء الإسلام جانبًا مهمًا من جوانب عظمة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وعظيم أخلاقه صلى الله عليه وسلم، التي تجعل حبَّه صلى الله عليه وسلم يتمكَّن في قلوبهم؛ فيقوموا بمقتضى هذا الحبِّ؛ من البلاغ والدعوة لدينه وسنته صلى الله عليه وسلم والنصرة له ولشريعته.
ولعلَّها تبلغ أقوامًا عُلِم منهم الإنصاف؛ فتكون سببًا لهدايتهم، وآخرين ممن تبع عن جهلٍ وتعصبٍ أعمى تلك الحملة الظالمة، والتشويه الكاذب لسيرة أعظم إنسان عرفته البشرية صلى الله عليه وسلم؛ فيرعووا.
وسوف نتناول في هذه الورقات؛ الإشارة المجملة إلى اتصافه صلى الله عليه وسلم بالأخلاق العظيمة، وشهادة الأمم السابقة له بذلك، ومعرفتها له بها، ثم نتناول بيان هذه الصفات بشيء من التفصيل والبيان؛ نبدأ فيها بصفاته الذاتية؛ من الصدق والأمانة والتواضع والحياء والزهد والصبر.
ثم نعرج إلى شيء من صفاته المتعدية؛ من الرحمة، والحلم والعفو والصفح، والعدل، والوفاء، والكرم والجود والسخاء، والشجاعة والقوة.
ثم نتعرف هديه صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص مع طائفة من الذين عايشهم وكان له بهم مزيد اعتناء وحفاوة واهتمام؛ من الأهل، والأطفال والصبيان، والخدم والضعفاء والمساكين.
ونختم بسؤال: كيف ننصر هذا النبيَّ الكريم صلى الله عليه وسلم، والإجابة عليه؛ من خلال ذكر كيفية تحقيق حقيقة محبته صلى الله عليه وسلم، وبعض ما يجب على المحبِّ الصادق تجاه حبيبه صلى الله عليه وسلم، وما يوجبه هذا الحبُّ من أعمال لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم.
http://rasoulallah.net/index.php/ar/articles/article/12874
ولقد اعترف بذلك المنصفون من غير المسلمين:
فاعترف بذلك المستشرقون؛ ومن هؤلاء:
☼ المستشرق الأمريكي (واشنجتون إيرفنج) ؛ حيث يقول: «كان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وأعظمَ الرسل الذين بعثهم الله تعالى؛ ليدعوا الناس إلى عبادة الله» (قالوا عن الإسلام، للدكتور عماد الدين خليل) .
☼ ويقول المستشرق الإسباني (جان ليك) في كتابه (العرب): «لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" [الأنبياء: 107]، كان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق» " (كتاب العرب، لجان ليك) .
☼ وتقول المستشرقة الإيطالية (لورافيشيا فاغليري): «كان محمد المتمسك دائمًا بالمبادئ الإلهية شديد التسامح، وبخاصة نحو أتباع الأديان الموحدة، لقد عرف كيف يتذرع بالصبر مع الوثنيين، مصطنعًا الأناة دائمًا...» (دفاع عن الإسلام، لورافيشيا فاغليري، ترجمه منير البعلبكى).
☼ ويقول المستشرق الفرنسي (جوستاف لوبون): «كان محمد [صلى الله عليه وسلم] يقابل ضروب الأذى والتعذيب بالصبر وسعة الصدر... فعامل محمد [صلى الله عليه وسلم] قريشًا - الذين ظلوا أعداءً له عشرين سنة - بلطف وحِلم» (حضارة العرب، جوستاف لوبون ).
كما اعترف بذلك الفلاسفة؛ ومن هؤلاء:
☼ الفيلسوف والكاتب المسرحي الإنجليزي المشهور (جورج برناردشو) ؛ حيث يقول: «قرأت حياة رسول الإسلام جيدًا، مرات ومرات، فلم أجد فيها إلا الخُلُق كما ينبغي أن يكون، وكم ذا تمنيت أن يكون الإسلام هو سبيل العالم» (الرسول صلى الله عليه وسلم) في عيون غربية منصفة، الحسيني معدّي) .
☼ ويقول الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل الذي قبل عنه أنه أكبر عقل ولدته الأمة الإنجليزية بعد شكسبير: «لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير العظيم النفس المملوء رحمة وخيرًا وحنانًا وبرًا وحكمة وحجىً ونُهىً ـ أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه» (الرسول صلى الله عليه وسلم في عيون غربية منصفة).
كما اعترف بذلك المؤرخون؛ ومن هؤلاء:
☼ المؤرخ الإنجليزي (وليام موير) ؛ فيقول في كتابه (حياة محمد): «لقد امتاز محمد عليه السلام بوضوح كلامه، ويسر دينه، وقد أتم من الأعمال ما يدهش العقول، ولم يعهد التاريخ مصلحًا أيقظ النفوس، وأحيى الأخلاق، ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير، كما فعل نبيُّ الإسلام محمد» (الرسول صلى الله عليه وسلم في عيون غربية منصفة).
ويقول أيضـًا، وهو يصف حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وخلقه، قائلاً: «كانت السهولة صورة من حياته كلِّها، وكان الذوقُ والأدبُ من أظهرِ صفاتِه في معاملتِه لأقلِّ تابعيه؛ فالتواضعُ، والشفقةُ، والصبرُ، والإيثارُ، والجُودُ؛ صفاتٌ ملازمةٌ لشخصه، وجالبةٌ لمحبَّةِ جميعِ من حوله، فلم يُعرف عنه أنه رفض دعوة أقلِّ الناس شأنًا، ولا هديةً مهما صغرت، وما كان يتعالى ويبرز في مجلسه، ولا شعر أحدٌ عنده أنه لا يختصُّه بإقبالٍ وإن كان حقيرًا.
وكان إذا لقي مَنْ يفرحُ بنجاحٍ أصابه أمسك يدَه وشاركَه سرورَه، وكان مع المصابِ والحزينِ شريكًا شديدَ العطفِ، حَسَنَ المواساة، وكان في أوقاتِ العُسْرِ يقتسم قُوتَهُ مع النَّاس، وهو دائمُ الاشتغالِ والتفكيرِ في راحةِ مَنْ حولَه وهناءتِهم» < حياة محمد، لوليم موير >. (الرسول صلى الله عليه وسلم، لسعيد حوى)
كما اعترف بذلك الشعراء؛ وأرباب اللغة؛ ومن هؤلاء:
☼ الشاعر الفرنسي الشهير (لامارتين) ؛ حيث يقول: «أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود» (السفر إلى الشرق).
☼ ويقول الشاعر والأديب الألماني المشهور (جوته): «بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم» (شمس الدين تسطع على الغرب، ألغريد هونكه).
☼ ويقول الكاتب الفرنسي الجنسية (مونتيه) أستاذ اللغات الشرقية في جامعة جنيف، في كتابه (محمد والقرآن): «كان محمد صلى الله عليه وسلم كريم الأخلاق حسن العشرة، عذب الحديث، صحيح الحكم، صادق اللفظ، وقد كانت الصفات الغالبة عليه هي صحة الحكم، وصراحة اللفظ، والاقتناع التام بما يعمله ويقوله» (محمد والقرآن).
هذه مقتطفات من مواقف وأقوال مستشرقين وفلاسفة، ومؤرخين، وشعراء؛ أوروبيين وغربيين في حق المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم النبي الخاتم، أردنا منها إثبات أن أبناء الحضارة الغربية يُقِرُّون بنبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم وصفاته الحميدة وفضله المتصل إلى يوم القيامة على البشرية في جميع أقطار المعمورة.
ذلك أن التعصب الأوروبي النصراني؛ على الرغم من كونه خطًا صاعدًا باستمرار، إلا أنه وُجِد هناك منصفون، أكَّدوا الحقيقة بلا لف أو دوران.
ولكن الثقافة الغربية السائدة، والمتشبعة بقيم التعصب والعناد والتمركز حول الذات، سعت إلى حجب هذه الحقائق، وإخفاء هذه الأصوات؛ حتى لا يتمكن الشخص الأوروبي العادي، من الاطلاع على ما أثبته أبناء جلدته، من الكبار في حق الإسلام ونبيه ورسالته العالمية الخالدة، وذلك كله بهدف تحقيق غرضين:
☼ الأول: إبعاد الأوروبيين النصارى عن الإسلام؛ الذي دلل على قدرته على التغلغل في النفوس وملامسة صوت الفطرة في الإنسان؛ فهو يخيف الغرب المتوجس من تراجع عدد معتنقي النصرانية في العالم برغم ما ينفقه من الأموال والوقت لتنصير الشعوب.
يقول المُنصِّر المعروف لورانس براون: «وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام وفي قدرته على التوسع والإخضاع وفي حيويته المدهشة».
ويقول: «إن خطر المسلمين هو الخطر العالمي الوحيد في هذا العصر، الذي يجب أن تجتمع له القوى، ويُجَيَّش له الجيوش، وتلتفت إليه الأنظار».
ويقول أيضًا: «إن القضية الإسلامية تختلف عن القضية اليهودية، إن المسلمين يختلفون عن اليهود في دينهم، إنه دين دعوة، إن الإسلام ينتشر بين النصارى أنفسهم، وبين غير النصارى، ثم إن المسلمين كان لهم كفاح طويل في أوروبا ـ كما يراه المبشرون ـ وهو أن المسلمين لم يكونوا يومًا ما أقلية موطوءة بالأقدام».
ثم يقول: «إننا من أجل ذلك نرى المبشرين، يَنْصُرون اليهود على المسلمين في فلسطين، لقد كنا نُخَوَّف من قبل بالخطر اليهودي، والخطر الأصفر (باليابان وتزعمها على الصين) وبالخطر البلشفي، إلا أن هذا التخويف كله لم يتفق (لم نجده ولم يتحقق) كما تخيلناه، إننا وجدنا اليهود أصدقاء لنا، وعلى هذا يكون كل مضطهد لهم عدونا الألد، ثم رأينا البلاشفة حلفاء لنا، أما الشعوب الصفر، فإن هناك دولاً ديمقراطية كبيرة، تتكفل بمقاومتها، ولكن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام» (التبشير والاستعمار، د/ مصطفى الخالدي، و د/ عمر فروخ، نقلاً عن مجلة البيان عدد (174) ص92، والرسول صلى الله عليه و سلم في عيون غربية منصفة).
☼ والغرض الثاني: ضمان استمرار الصراع بين الغرب والإسلام والقطيعة بينهما لمصلحة الصهيونية والماسونية، التي تعتبر نفسها المتضرر الأول والرئيس من أي تقاربٍ أو حوارٍ جادٍ بين الإسلام والغرب.
وفي هذه الورقات اليسيرات نكشف جانبًا من جوانب عظمته صلى الله عليه وسلم وأخلاقه الكريمة وخصـاله الشريفة؛ حـرصت فيها على الاقتصـار على الصحيح الثابت مـن قوله أو فعله صلى الله عليه وسلم؛ ليتعرف أبناء الإسلام جانبًا مهمًا من جوانب عظمة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وعظيم أخلاقه صلى الله عليه وسلم، التي تجعل حبَّه صلى الله عليه وسلم يتمكَّن في قلوبهم؛ فيقوموا بمقتضى هذا الحبِّ؛ من البلاغ والدعوة لدينه وسنته صلى الله عليه وسلم والنصرة له ولشريعته.
ولعلَّها تبلغ أقوامًا عُلِم منهم الإنصاف؛ فتكون سببًا لهدايتهم، وآخرين ممن تبع عن جهلٍ وتعصبٍ أعمى تلك الحملة الظالمة، والتشويه الكاذب لسيرة أعظم إنسان عرفته البشرية صلى الله عليه وسلم؛ فيرعووا.
وسوف نتناول في هذه الورقات؛ الإشارة المجملة إلى اتصافه صلى الله عليه وسلم بالأخلاق العظيمة، وشهادة الأمم السابقة له بذلك، ومعرفتها له بها، ثم نتناول بيان هذه الصفات بشيء من التفصيل والبيان؛ نبدأ فيها بصفاته الذاتية؛ من الصدق والأمانة والتواضع والحياء والزهد والصبر.
ثم نعرج إلى شيء من صفاته المتعدية؛ من الرحمة، والحلم والعفو والصفح، والعدل، والوفاء، والكرم والجود والسخاء، والشجاعة والقوة.
ثم نتعرف هديه صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص مع طائفة من الذين عايشهم وكان له بهم مزيد اعتناء وحفاوة واهتمام؛ من الأهل، والأطفال والصبيان، والخدم والضعفاء والمساكين.
ونختم بسؤال: كيف ننصر هذا النبيَّ الكريم صلى الله عليه وسلم، والإجابة عليه؛ من خلال ذكر كيفية تحقيق حقيقة محبته صلى الله عليه وسلم، وبعض ما يجب على المحبِّ الصادق تجاه حبيبه صلى الله عليه وسلم، وما يوجبه هذا الحبُّ من أعمال لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم.
http://rasoulallah.net/index.php/ar/articles/article/12874
Wed Feb 10, 2016 7:30 am by Hossam Masri
» الشيخ الشعراوى(كيف يحبك الله)
Mon Feb 01, 2016 8:26 am by Hossam Masri
» الشيخ الشعراوى.اذا اردت ان يستجيب الله دعاءك
Mon Feb 01, 2016 8:20 am by Hossam Masri
» للطمأنينة وهدوء النفس والسعادة .. الشيخ الشعراوي.
Mon Feb 01, 2016 8:16 am by Hossam Masri
» الفيس بوك (( الإسلام بكل لغات العالم )) Islam in all languages of the world
Sat May 09, 2015 11:09 am by Hossam Masri
» حدث جلل : ترتيب علامات الساعه الكبرى
Thu Feb 19, 2015 7:44 pm by Hossam Masri
» 6 علامات تؤكد حب الله لك
Wed Feb 18, 2015 4:54 am by Hossam Masri
» تفسير سورة يوسف للشيخ محمد متولي الشعراوي ١من٢
Tue Feb 10, 2015 12:06 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الذاريات كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 12:04 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الرحمن كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 12:02 pm by Hossam Masri
» تفسيرسورة الواقعة كاملة للشيخ محمد متولي الشعراوي
Tue Feb 10, 2015 11:58 am by Hossam Masri
» الموعظة الحسنة مبروك عطية
Sat Jan 31, 2015 9:11 am by Hossam Masri
» أتحداك اذا لم تدمع عيناك . قصة وفاة الرسول
Wed Jan 28, 2015 9:34 am by Hossam Masri
» فيلم وثائقي يشرح حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
Wed Jan 28, 2015 8:54 am by Hossam Masri
» بالفيديو.. اللاعب الألمانى دانى بلوم يعتنق الإسلام
Tue Jan 27, 2015 1:53 am by Hossam Masri
» د.عُمر عبد الكافي - محاضرة - وجاء الاسلام
Sun Jan 25, 2015 6:06 pm by Hossam Masri
» الآباء والمراهقون .. تجارب عملية
Sun Jan 25, 2015 10:22 am by Hossam Masri
» مشكلات المراهقة وعلاجها
Sun Jan 25, 2015 10:19 am by Hossam Masri
» المراهقة: خصائص المرحلة ومشكلاتها
Sun Jan 25, 2015 10:17 am by Hossam Masri
» كيف تعاملين ابنتك المراهقة..
Sun Jan 25, 2015 10:13 am by Hossam Masri
» الاسلام والاعاقة العقلية
Sun Jan 25, 2015 10:06 am by Hossam Masri
» الخمر والمخدرات افة المجتمع
Sun Jan 25, 2015 10:01 am by Hossam Masri
» الدمج والتاهيل المهنى لذوى الاعاقة
Sun Jan 25, 2015 9:59 am by Hossam Masri
» غريزة الشهوة والمراهقة وطرق التربية الجنسية الصحيحة
Sun Jan 25, 2015 9:54 am by Hossam Masri
» MoreThan 69 Miracles of ISLAM, that none can Deny .
Mon Jan 19, 2015 9:17 pm by Hossam Masri
» معجزة الشفاء
Mon Jan 19, 2015 8:10 pm by Hossam Masri
» وعد النبي محمد (ص) للمسيحيين
Mon Jan 19, 2015 8:02 pm by Hossam Masri
» الخمر واللذة.. ونفس الداعية
Mon Jan 19, 2015 7:57 pm by Hossam Masri
» نزاهة العمل الخيرى
Mon Jan 19, 2015 7:53 pm by Hossam Masri
» نصيحة محب
Mon Jan 19, 2015 7:49 pm by Hossam Masri
» همسة فى أُذن الشباب
Mon Jan 19, 2015 7:46 pm by Hossam Masri
» الإنسانية قبل التدين الحبيب على الجفرى
Mon Jan 19, 2015 7:43 pm by Hossam Masri
» الأسئلة العشرة.. إلى فلاسفتنا ومثقفينا
Mon Jan 19, 2015 7:40 pm by Hossam Masri
» يا شيخ.. أختلف مع حضرتك
Mon Jan 19, 2015 12:49 pm by Hossam Masri
» أوقفوا الكراهية
Mon Jan 19, 2015 12:46 pm by Hossam Masri
» الفرق بين المسلم والإسلامى
Mon Jan 19, 2015 12:40 pm by Hossam Masri
» اللحية والجلباب
Mon Jan 19, 2015 12:36 pm by Hossam Masri
» كن صادقاً-----
Mon Jan 19, 2015 12:30 pm by Hossam Masri
» فقط للعقلاء
Mon Jan 19, 2015 12:25 pm by Hossam Masri
» كلمة التوحيد وإسلام الأمم السابقة
Mon Jan 19, 2015 11:30 am by Hossam Masri
» الحلقة الثالثة : قصص الانسان فى القران "اصحاب الاخدود"
Mon Jan 19, 2015 10:09 am by Hossam Masri
» "الحلقة الثانية: قصص الانسان فى القران "اصحاب الاخدود
Mon Jan 19, 2015 10:07 am by Hossam Masri
» قصص الانسان فى القران قصة اصحاب الاخدود
Mon Jan 19, 2015 10:05 am by Hossam Masri
» Did Islam spread by the sword?
Sun Jan 18, 2015 1:23 am by Hossam Masri
» الدليل المصور الموجز لفهم الإسلام
Sun Jan 18, 2015 1:18 am by Hossam Masri
» Salat - Prayer? Or What? How? When?
Sun Jan 18, 2015 1:12 am by Hossam Masri
» الآن! عرف اصدقاءك بالاسلام هذه الصفحة مخصصة لمساعدة أصدقائكم من غير المسلمين عن طريقكم بدعوتهم إلى التعرف على الإسلام بأحد السُبل والخيارات التالية:
Sun Jan 18, 2015 1:05 am by Hossam Masri
» Ceux qui ont cru et n’ont point entaché leur foi de quelque polythéisme
Sun Jan 18, 2015 1:01 am by Hossam Masri
» Guide du converti musulman: Ta foi (Allah, Anges, Livres, Prophètes, Jour dernier et destin)
Sun Jan 18, 2015 12:59 am by Hossam Masri
» የ ነብያቺን ሳላላሁ አለይህ ዋሳላም ስራ (ህይወት ታሪክ)ክፍል አስራ ሁለት
Sun Jan 18, 2015 12:47 am by Hossam Masri
» የ ነብያቺን ሳላላሁ አለይህ ዋሳላም ስራ (ህይወት ታሪክ)ክፍል አስራ ሰባት
Sun Jan 18, 2015 12:44 am by Hossam Masri
» Seerah 4- Characteristics of thé Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:40 am by Hossam Masri
» Seerah 3 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:36 am by Hossam Masri
» Seerah 2 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sun Jan 18, 2015 12:31 am by Hossam Masri
» Seerah 1 - Characteristics of the Prophet (Peace Be Upon Him)
Sat Jan 17, 2015 11:57 pm by Hossam Masri
» أقوال المشاهير في محمد بن عبد الله prophet mohammed
Fri Jan 16, 2015 3:33 pm by Hossam Masri
» كيف أنصف الغرب الإسلام والرسول الكريم.. علماء غربيون ومستشرقون شهدوا بعظمة النبى محمد وسماحته.. الأمريكى مايكل هارت اختاره على رأس قائمة أهم 100 شخصية مؤثرة فى التاريخ.. و"لامارتين": عبقريته لا تقارن
Fri Jan 16, 2015 3:30 pm by Hossam Masri
» غضب عارم بالعالم الإسلامى من رسومات "شارلى إبدو" المسيئة للرسول.. تؤجج مشاعر الكراهية وتتحدى مشاعر المسلمين..
Fri Jan 16, 2015 3:19 pm by Hossam Masri
» Does God know future?
Mon Jan 12, 2015 4:40 am by Hossam Masri
» Knowing Allah through His creations
Mon Jan 12, 2015 4:37 am by Hossam Masri
» Belief (Iman) in Allah Almighty
Mon Jan 12, 2015 4:22 am by Hossam Masri
» الإيمان بالله تعالى
Mon Jan 12, 2015 4:20 am by Hossam Masri
» La foi en Dieu
Mon Jan 12, 2015 4:19 am by Hossam Masri
» Qui est Allah؟
Mon Jan 12, 2015 4:17 am by Hossam Masri
» バイブルによるイエス神格性の否定(7/7):神とイエスは二つの異なる存在である
Mon Jan 12, 2015 4:15 am by Hossam Masri
» لماذا خلق الله الشيطان؟ للشيخ الشعراوى
Mon Jan 12, 2015 4:12 am by Hossam Masri
» كيف تكون مستجاب الدعاء...... الشعراوى.
Mon Jan 12, 2015 4:00 am by Hossam Masri
» علاج القلق والخوف ووسوسة الشيطان..للشيخ الشعراوى
Mon Jan 12, 2015 3:59 am by Hossam Masri
» وصفة الشيخ الشعراوي للتغلب على الشهوات
Mon Jan 12, 2015 3:58 am by Hossam Masri
» هكذا كان محمد الأب.. والسيد العابد هكذا كان محمد الأب.. والسيد العابد
Sun Jan 11, 2015 12:43 pm by Hossam Masri
» حقيقة ليلة القدر التي أخفتها وكالة ناسا منذ 10سنوات حتى لايسلم العالم!
Sun Jan 11, 2015 12:13 pm by Hossam Masri
» Dr. Brown amazing Story - أعجوبة جعلت أشهر طبيب بأمريكا يتحول من الإلحاد إلى الإسلام
Sat Jan 10, 2015 8:10 am by Hossam Masri
» هذا هو الإسلام الحقيقي | The Real Islam
Sat Jan 10, 2015 8:07 am by Hossam Masri
» \\\\\\\\\\\\ محمد رسول الله صل الله عليه وسلم) Muhammad is the messenger of Allah peace be upon him)
Tue Jan 06, 2015 4:10 am by Hossam Masri
» طالبة أمريكية مسلمة جعلت قسيسا يتخبط من سؤال واحد-A question by a student made a priest mumble
Tue Jan 06, 2015 2:43 am by Hossam Masri
» على طريق الله الشيطان - مصطفى حسني
Sun Jan 04, 2015 2:38 am by Hossam Masri
» فيديو هيغير حياتك لو شوفته بجد
Sun Jan 04, 2015 2:32 am by Hossam Masri
» معجزة الشفاء
Sun Jan 04, 2015 1:53 am by Hossam Masri
» أهل الجنة - الحلقة - المتفائل - مصطفى حسني
Sun Jan 04, 2015 1:45 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» Fragen und Antworten zum Islam
Sun Jan 04, 2015 1:42 am by Hossam Masri
» كيف تكون عبدا صالحا - صالح المغامسي
Fri Jan 02, 2015 7:06 pm by Hossam Masri
» كنوز حسن الظن بالله - صالح المغامسي
Fri Jan 02, 2015 7:04 pm by Hossam Masri
» الكنز المفقود حسن الظن بالله
Fri Jan 02, 2015 7:03 pm by Hossam Masri
» من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
Fri Jan 02, 2015 7:01 pm by Hossam Masri
» أهل الجنة الراضي - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:58 pm by Hossam Masri
» على طريق الله - - الأمل في الله - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:56 pm by Hossam Masri
» أحبك ربي - - الصلاة - مصطفى حسني
Fri Jan 02, 2015 6:55 pm by Hossam Masri
» للطلاب عن الامتحانات والمذاكرة
Fri Jan 02, 2015 6:54 pm by Hossam Masri